أعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في معرض تعليقها على فوز الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة برئاسة الجمهورية، أن مصر اتخذت خطوة هامة نحو الديمقراطية وإرساء الاستقرار وتجنب الانزلاق نحو الفوضى . وأشارت الصحيفة الأمريكية - في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين - إلى أن المجلس العسكري نجح من خلال الاعتراف بفوز مرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الاعادة الرئاسية ، في تفادي الصراعات الداخلية والانتقادات الدولية بأنه قد يتلاعب في نتائج التصويت ، ولتصبح مصر للمرة الأولى في تاريخها لديها رئيس منتخب بإرادة الشعب .
ورأت الصحيفة أن فوز مرسي قد يكون بداية لعهد جديد من الديمقراطية في مصر أو أنه قد يهدد بحالة من عدم الاستقرار في البلاد ، مشيرة إلى أن ذلك يتوقف على نجاح المجلس العسكري والرئيس المصري المنتخب مرسي في التوصل إلى تسوية مؤقتة على أساس المبادىء الديمقراطية.
وأكدت الصحيفة على أن مصر أمامها فرصة كبيرة لإتمام عملية التحول الديمقراطي بنجاح، داعية جميع الأطراف لنهج سلوك سياسي أكثر نضجا ، وذلك فضلا عن ضرورة دعم الولاياتالمتحدة لعملية التحول الديمقراطى فى البلاد.
ودعت الصحيفة جماعة الاخوان لبناء تحالفات واسعة مع القوى السياسية المطالبة بإرساء الديمقراطية في البلاد ، فضلا عن طمأنة المسيحيين والعلمانيين وعدم تهميشهم .
ومضت الصحيفة تقول ، ان جماعة الاخوان المسلمين أعلنت في البداية أنها لا تسعى للاستحواذ على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية ولن تدفع بمرشح لمنصب الرئيس ، فضلا عن محاولاتها للاستحواذ على لجنة صياغة الدستور ، مشيرة إلى أن تراجعها عن هذه التعهدات قد تسبب فى انخفاض شعبيتها .
ورأت الصحيفة الامريكية ، أن مخاوف المصريين من حدوث عملية تزوير للعملية الانتخابية ومنح الرئاسة لرئيس الوزراء السابق أحمد شفيق على الرغم من الأدلة التي تؤكد تفوق مرسي عليه ، قد تبددت ، ولفتت أيضا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ساهمت بشكل إيجابي على الأرجح من خلال حث الجيش على احترام نتائج الانتخابات .
ورأت الصحيفة في ختام مقالتها الافتتاحية أن العملية الديمقراطية في مصر بحاجة إلى انشاء هيئة متنوعة وممثلة تمثيلا كاملا من كافة طوائف الشعب لبدء العمل فورا على وضع الدستور الذى من شأنه توطيد الحكم الديمقراطى فى البلاد، بما في ذلك السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية .