غدا - السبت - ينطق القاضي "أحمد فهمي رفعت" حكمه في قضية قتل المتظاهرين وقت ثورة 25 يناير، المتهم فيها مبارك ووزير داخليته "حبيب العادلي" وعدد من مساعديه، وهى القضية المعروفة إعلاميا ب«محاكمة القرن» التي بدأت وقائعها في 3 أغسطس الماضي. «محاكمة القرن» تتضمن قضيتين، الأولى القضية رقم 1227 لسنة 2011 جنايات قصر النيل، والخاصة بقتل المتظاهرين المتهم فيها "حبيب العادلي" ومساعدوه "أحمد رمزي" و"عدلي فايد" و"حسن عبد الرحمن" و"إسماعيل الشاعر" بقتل المتظاهرين في الميادين.
القضية الثانية هى القضية رقم 3642 لسنة 2011 جنايات قصر النيل المتهم فيها "مبارك" ونجلاه وصديقه "حسين سالم"، حيث توجه إلى "مبارك" 3 تهم تتعلق بقتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل بالاشتراك مع "حسين سالم"، واستغلال نفوذه، أما نجلاه يحاكمان في جنحة استغلال نفوذ والدهما.
وعن توقعات الحكم في جلسة غد - السبت - قال المحامي "عصام البطاوي"، دفاع المتهم الخامس "حبيب العادلي"، إنه يتوقع الحكم بالبراءة لموكله "حبيب العادلي" وزير الداخلية الأسبق في قضية قتل المتظاهرين، "البطاوي" استبعد أن يمد رفعت أمد النطق بالحكم، موضحا أنه من الممكن أن يحجز القاضي الدعوى للنطق بالحكم 4 أشهر ثم يأتي ويمد أجل النطق بها.
الغريب أن دفاع المدعين بالحق المدني يخشون من صدور حكم بالبراءة لصالح "مبارك" و"العادلي" ومساعديه في قضية قتل المتظاهرين، خصوصا مع صدور عدة أحكام بالبراءة للضباط المتهمين بقتل المتظاهرين.
المحامى طفتحي أبو الحسن"، عضو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، قال إن السوابق القضائية والأحكام التي صدرت في قضايا قتل المتظاهرين والتي كانت جميعها بالبراءة تجعلنا نخشى من صدور حكم بالبراءة ضد المتهمين، وأوضح "أبو الحسن" أنه لو حصل "مبارك" على البراءة بالتالي سيحصل العادلي ومساعدوه عليها، لأن القضية واحدة ومترابطة، وأضاف أنه إذا كان الفاعلون الأصليون في قضايا قتل المتظاهرين حصلوا على البراءة، فما بالنا بالشركاء؟ (ويقصد مبارك والعادلي ومساعديه).
وأشار "أبو الحسن" إلى أنه رغم أن القضية تحتوي على أدلة كثيرة وأحراز، فإن قاضي الجنايات لا بد أن يحكم على سبيل القصد والجزم واليقين، ولا بد أن يكون متأكدا من الأدلة مئة بالمئة، والأدلة في القضية لا تصل إلى هذه النسبة، لكن القاضي الجنائي حر في عقيدته بالاشتراك مع ما يراه من أدلة في الأوراق.
ويشير "أبو الحسن" إلى أن مبارك موجه إليه تهمتان إلى جانب قتل المتظاهرين، وهما تصدير الغاز إلى إسرائيل، والتربح واستغلال النفوذ، ومن المتوقع أن تصدر ضده أحكام بالإدانة فيهما، لكنها ليست أحكاما مشددة (حسبما ما يقول أبو الحسن)، أما العادلي ومساعدوه ويواجهون اتهاما واحدا فقط هو قتل المتظاهرين باستثناء اثنين من مساعديه، هما "أسامة المراسي" و"عمر الفرماوي"، حيث يواجهان اتهامات بالإهمال وإهدار المال العام، أما "جمال" و"علاء مبارك" يواجهان اتهامات استغلال نفوذ والدهما، وقال "أبو الحسن" إن الذي يسري على "مبارك" في هذه الاتهام سيسري على نجليه. الإجراءات الأمنية أمام البوابة 8 بأكاديمية الشرطة وداخل قاعة المحكمة ستكون غير مسبوقة، هذا ما أكده اللواء "أحمد جمال" - مساعد وزير الداخلية للأمن العام - الذي قال ل«الدستور الأصلي» إن محاكمة مبارك ستشهد تشديدات أمنية غير مسبوقة، مضيفا أن تعليمات وزير الداخلية اللواء "محمد إبراهيم" لمدير أمن القاهرة بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة في تأمين جميع مداخل ومخارج القاهرةالجديدة وخط سير ترحيلات المتهمين، بالإضافة إلى قاعة المحكمة.
..ومبارك قلق.. لكنه يتوقع التأجيل
على الرغم من أن الجميع ينتظر لحظة الحكم على الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" في جلسة الغد، فإنه يتوقع عكس ذلك ويؤكد أنه سوف يتم التأجيل، هذا ما أكده مصدر طبي مسؤول في المركز الطبي العالمي قائلا: «إن مبارك وأفراد أسرته جميعا يتوقعون التأجيل نظرا للظروف التي تمر بها البلد».
المصدر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال ل«الدستور الألصلي» إن الرئيس المخلوع حالته الصحية تحسنت إلى حد ما، لكنه قلق كالأيام السابقة، مشيرا إلى أن "مبارك" أكد أنه سواء تم الحكم عليه من عدمه أصبح أمرا عاديا بالنسبة إليه، لأنه رأى أن تاريخه تم تدميره بعد الثورة، موضحا لجميع الحاضرين معه في جناحه في المركز الطبي أن التاريخ سيشهد أن حكمي كان الأفضل بالنسبة إليهم ليعرف أحفادي أنني كنت حاميا لهذا الوطن.
المصدر أوضح أنه تم تجهيز الأطباء المرافقين للرئيس المخلوع أثناء وصوله إلى مقر المحاكمة في التجمع الخامس، وأن فريق الأطباء النفسيين له بدؤوا بالفعل منذ يومين في كورس العلاج بناء على طلبه، وأكدوا لمبارك أن ما يحدث إجراءات روتينية يمر بها الجميع في أثناء أي محاكمة، مضيفا أن الكورس النفسي عبارة عن قيام الأطباء بوضع مهدئات لحالته النفسية، بالإضافة إلى ضرورة سماع الموسيقى، لأنها عامل أساسي في علاج حالته.
وأشار المصدر إلى أن مبارك يتنقل داخل الجناح من خلال مساعدة فريق التمريض عن طريق كرسي متحرك، ولكنه نائم معظم الوقت نتيجة الأدوية والمهدئات التي يتناولها.
المصدر أضاف أنه قد تم حجب الجرائد اليومية عن مبارك لعدم تأثر حالته النفسية لما يتم الآن من تحليلات صحفية، لا أساس لها من الصحة عن يوم المحاكمة، لافتا إلى أن مبارك قد علق على جمعة اليوم التي يدعو إليها البعض لعزل المرشح المحتمل للرئاسة الفريق أحمد شفيق أنه كان يتوقع أن شفيق سيواجه عديدا من الصعوبات، لكنه لديه الخبرة الجيدة فى إدارة المعركة الانتخابية، قائلا: «هو شفيق هيعرف يلم الناس دي، خلى بقى الإخوان ينفعوهم». أما بالنسبة إلى "سوزان ثابت" فقد حددت موقفها من يوم الجلسة قائلة إنها ستكون في بيت أخيها منير ثابت حتى تنتهي الجلسة، وأنها بعد ذلك سوف تذهب إلى زيارة نجليها علاء وجمال في السجن.
كما أكد المصدر أنه قد تم تأمين المركز الطبي بالمدرعات أمام وخلف المركز لتشديد الحراسة أثناء خروج مبارك من المركز، وأن تلك الإجراءات تتم عند كل جلسة وليس بها أي جديد، بالإضافة إلى الحراسات الخاصة التي ترافقه في أثناء انعقاد الجلسة.
المصدر أوضح أنه لا يتوقع ذهاب مبارك إلى مستشفى السجن، خصوصا أنه حتى الآن لم يأت أي قرار رسمي من المحكمة لنقله، لافتا إلى أنه في حالة الحكم عليه فسيظل محبوسا داخل المركز، وذلك في حالة عدم مطالبة القاضي بنقله نظرا لظروفه الصحية.