أجواء ساخنة ومثيرة عاشتها، أمس، جلسة قضية مجزرة بورسعيد، لمحاكمة 73 متهما بتهمة قتل 74 مشجعا وإصابة آخرين من مشجعي النادي الأهلي في مباراة فريقي الأهلي والمصري في الدوري العام فى فبراير الماضي، بينما شهدت الجلسة التى عقدت في أكاديمية الشرطة حالة من الفوضى نتيجة تدافع المتهمين وتشاجرهم داخل القفص قبل بدء الجلسة بدقائق معدودة، بينما واصلت المحكمة سماع شهود الإثبات وكان الموعد، أمس، مع الشاهد الثاني. كان التوتر خارج القاعة أيضا سيد الموقف منذ الصباح الباكر، وتحسبا لأى اشتباكات محتملة بين أهالي الشهداء وأهالي المتهمين، أو بين أهالي الشهداء وفريق الدفاع عن المتهمين مثلما حدث في أثناء انعقاد جلسات المحاكمة السابقة، قامت قوات الداخلية والجيش اليوم بالفصل بين أهالي المتهمين وأهالى الشهداء، بتحديد بوابات لدخول كل فريق، وذلك بعد الاشتباكات التى وقعت فى جلسة أول من أمس، حيث تم إدخال أهالي المتهمين من بوابة «1» الرئيسية، بينما دخل أهالى الشهداء من البوابة رقم «8» مع الإعلاميين والصحفيين، وسط نشر عدد من العربات المصفحة بامتداد سور الأكاديمية مدعومة بأربع مدرعات للجيش، ومئات من عساكر الأمن المركزي.
الجلسة بدأت فى تمام الساعة الحادية عشرة، وطلب دفاع المتهم أحمد عبد الله، 22 سنة، الذى تغيب عن الحضور أمس نتيجة إصابته بغيبوبة سكر وتم احتجازه فى مستشفى طرة من المحكمة السماح لشقيقته بزيارته فى مستشفى السجن، فوافقت المحكمة على الفور وطلبت من الأمن اتخاذ اللازم. كما استمعت المحكمة إلى أقوال شاهد الإثبات الثانى محمد إسماعيل شعبان، 19 سنة، طالب، ومقيم فى بورسعيد ومن مشجعى النادى المصرى، الذى وقع فى مأزق أمام المحكمة عندما حاول تغيير أقواله التى سبق أن أدلى بها أمام النيابة العامة وحاول نفى التهم عن المتهمين، حيث تناقضت أقواله ولم يجد سبيلا سوى اتهام النيابة العامة بإجباره على الشهادة لصالح المجنى عليهم مما دفع النيابة إلى تحريك دعوى قذف ضد الشاهد واتهامه بالشهادة الزور، فثار دفاع المتهمين مؤكدا للمحكمة أن النيابة العامة تحاول إرهاب الشاهد وأنه من واجب المحكمة حمايته، فأكدت المحكمة أن النيابة العامة هى خصم عادل فى الدعوى ولا يمكنها إجبار الشاهد على الإدلاء بأقوال معينة لصالح طرف على حساب الآخر.
الشاهد عاد مجددا لإكمال شهادته أمام المحكمة، بينما ظل ممسكا بمصحف فى يديه موضحا أنه توجه إلى استاد النادى المصرى فى الساعة 4:15 عصرا لحضور المباراة وشاهد فى شارع 23 يوليو 5 أوتوبيسات للنادى الأهلى يقوم من بداخلها بأعمال شغب ويقذفون الطوب الأسود الخاص بالسكة الحديد على المارة وفى أياديهم أسلحة بيضاء «سكاكين»، واستقرت الأوتوبيسات أمام مركز شباب الاستاد الذى يتم الدخول منه إلى المدرج وأخذوا يوجهون السباب والألفاظ النابية إلى أهالى بورسعيد، مؤكدا وجود العقيد شريف، واللواء عادل الغضبان الحاكم العسكرى، فى أثناء تلك الأحداث ولم يفعلا أى شىء لمنعهم وعندما حاول الأمن المركزى التدخل، قال العقيد محمد خالد نمنم «سيبوهم يخشوا علشان يلحقوا المباراة ومش عايزين مشاكل»، وقاموا بالدخول إلى المدرج الشرقى، متابعا «وبعدها ذهبت لحضور المباراة ودخلت دون الحصول على تذكرة دخول لأنه لا يوجد أمن والدخول سهل من دون إجراءات، وفى البداية تبادل جماهير النادى الأهلى والمصرى إشعال الشماريخ، وبعد الشوط الأول بدأت الجماهير فى النزول إلى أرض الملعب وفتحت الأبواب وقامت اللجان الشعبية التى ضمت خالد صديق من جمهور الألتراس، ومحمود حتاتة وشعراوى بمحاولة إخلاء أرضية الملعب وبعدها حدث تراشق بالطوب بين جماهير النادى الأهلى وصفوف الأمن المركزى حيث قامت جماهير الأهلى بقذف الطوب، الذى أدى إلى إصابة رجال الأمن المركزى الذين يحيطونهم فبادلتهم الشرطة الضرب.
وأضاف الشاهد للمحكمة أنه لا يعرف أحدا من المتهمين أو أهلهم وأنه ذهب إلى النيابة العامة بناء على اتصال تليفونى من المحقق وكيل النيابة الذى حصل على رقم هاتفه من المتهم حسن بيجو الذى يعرفه!
الدفاع الحاضر عن المتهمين طالب المحكمة بحراسة الشاهد لعدم التعرض له من قِبل أهالى الشهداء، بينما طالب المدعون بالحق المدنى التحفظ عليه بعد أن وجهت إليه النيابة تهمة الشهادة الزور.