في ميدان التحرير، تجمع المئات اليوم الثلاثاء، بعد صدمتهم التي أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات، في أن جولة الإعادة بين الفريق أحمد شفيق ومحمد المرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ورغم أن الأيام القليلة الماضية كانت تشير بقوة إلى أن جولة الإعادة ستكون بين شفيق ومرسي، إلا أنهم تمسكوا ببقايا أمل عل وعسى أن يدخل حمدين صباحي، مرشح الغلابة، في الإعادة، وهو نفس الأمل الذي يجعلهم يتمسكون حاليا بضرورة تطبيق قانون العزل السياسي على الفريق أحمد شفيق والذي كان رئيسا للوزراء أثناء موقعة الجمل في أحداث الثورة الأولى.
الميدان لم يتواجد به أعضاء حملة حمدين صباحي، لكنهم الفقراء والبسطاء الذين انتخبوه والذين رأوا فيه أملا لهم، وأملا لثورتهم التي خرجت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية التي استشعروها في برنامجه الانتخابي، وتاريخه النضالي ضد نظام مبارك وفساده ومن أجل البسطاء الفقراء والمهمشين. المسيرات الصغيرة التي جابت أرجاء الميدان هتفت ضد الفلول والإخوان معا، رفع المتظاهرون خلالها صور الشهداء الذين سقطوا من أجل الحرية والتي يشعرون حاليا أنها بعيدة عنهم، وعاد المتظاهرون ليهتفوا هتاف الثورة الأول «عيش.. حرية .. عدالة اجتماعية»، كما انتشرت الحلقات النقاشية في الميدان، التي أشارت إلى وجود آراء متباينة حول التظاهر في ميدان التحرير بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات بالإعادة بين شفيق ومرسي.
من كل محافظات الجمهورية، تجمع المئات من مؤيدي حمدين صباحي، أحدهم من المنوفية التي أعطت أصواتها للفريق أحمد شفيق، لكن محمد عبد الفتاح من مركز قويسنا بالمنوفية قال للتحرير «اديت صوتي لحمدين صباحي عشان لقيت فيه حلم الناس الغلابة، وفي ناس كتير في المنوفية اديته صوتهم، لكن صدمتنا ان شفيق يدخل الإعادة وان المنوفية هي اللي تنجح»، مضيفا «انا جيت التحرير عشان اطالب بتطبيق قانون العزل على شفيق ولو الإعادة تمت مش هدي صوتي لا لمحمد مرسي ولا أحمد شفيق». أما من محافظة الإسكندرية التي اختارت حمدين صباحي رئيسا فقدم منها عدد من الشباب والرجال لينضموا لمن في الميدان من ضمنهم شاب في مقتبل العمر يدعى أحمد السيد، يدرس في تجارة الإسكندرية، قال للتحرير «الإسكندرانية انتخبوا حمدين صباحي، لأنه هو زعيم الغلابة وهو اللي كان هيحقق مطالب الثورة اللي خرجنا عشانها» أحمد الذي تساقطت منه دموعه أثناء الحديث تساءل «هي الناس كانت بتموت في الميدان عشان نرجع مبارك من جديد، ونرجع الحزب الوطني سواء أحمد شفيق أو في شكل الحرية والعدالة، أنا جاي التحرير مش عشان الناس اللي باعتنا وانتخبت شفيق، أنا راجع التحرير عشان حقي في حياة كريمة وحقي في الحرية والعدالة الاجتماعية اللي كنت هموت عشانها». لكن الملفت للنظر كانت خيمة في الصينية التي تتوسط الميدان يجلس فيها رجل طاعن في السن، وعلى الخيمة من كل جهة صور لحمدين صباحي والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الرجل العجوز جلس في الخيمة صامتا دون حديث، لكنه قال للتحرير «أنا انتخبت حمدين عشان انا راجل غلبان وفقير ومعنديش بيت وقولت لو حمدين بقى رئيس هو اللي هيسكني في بيت عشان هو اللي حاسس بالغلابة لأنه فلاح زينا، بس اقول ايه حسبي الله ونعم الوكيل في اللي انتخبوا شفيق» الرجل بكى ووضع رأسه بين يديه، ليعود إلى صمته مرة ثانية.