ماذا يقول مبارك المخلوع الآن وهو يشاهد طوابير الناخبين أمام اللجان لاختيار رئىسهم بين أكثر من مرشح عبر التليفزيون فى ججرته أو «سويته» فى المستشفى الفخم الذى يقيم فيه انتظارا للحكم فى حقه فى المشاركة فى قتل المتظاهرين فى الثورة التى قامت عليه؟! ماذا يقول ابنه جمال وهو يشاهد تلك الانتخابات التنافسية بين أكثر من مرشح ومن كل الاتجاهات والأطياف وهو الذى كان يأمل أن يحكم البلاد بالوراثة عن أبيه؟!
ماذا يقول أحمد عز رجل الأعمال المحتكر الذى نقل احتكاره من الحديد بفضل استبداد وفساد مبارك وعائلته إلى السياسة، ليتصرف فى البلاد كما يشاء ما دام يدفع للنظام ويحصل على عشرات ما دفعه من المواطنين الغلابة، وهو يشاهد اختيار رئيس الجمهورية بين شخصيات كان يكرهها ويدعى عدم شعبيتها ويسلط الأجهزة الأمنية عليها؟
ماذا يقول الذين أفسدوا الحياة السياسية طوال عصر مبارك، ويتمتعون بالهدوء فى منازلهم وفيلاتهم وقصورهم وشاليهاتهم التى حصلوا عليها بالفساد، وهم يشاهدون تلك العملية الانتخابية من دون قوانينهم «التفصيل» التى كانوا يفصلونها لشخص واحد؟
ماذا يقول علىّ الدين هلال أستاذ العلوم السياسية الذى كان يعلم الطلاب فى الجامعة الديمقراطية وتداول السلطة والانتخابات الحرة النزيهة وسلطة الأحزاب، ويمارس الاستبداد والفساد والتزوير مع جمال مبارك ولجنة سياسات الحزب الوطنى الساقط «المنحل».
ماذا يقول رجال أعمال مبارك الذين نهبوا أراضى البلد وسرقوا الأموال وهرّبوها إلى الخارج؟
ماذا يقول رجال إعلام مبارك من سراياه وسعيداه ومكرماه إلى كماله وقطه وإبراهيماه وقبلهما نافع ورجب وسعده الذين كانوا يروجون لمبارك وسياساته وفساده واستبداده وتوريثه للسلطة مقابل نهب المؤسسات التى حصلوا عليها مكافأة للنفاق والموالسة، ومازال المرض يعتريهم حتى الآن فيؤيدون فلول النظام ومرشحه فى تلك الانتخابات خصوصا بعدما لم يجدوا أحدا يحاسبهم على فساده وإفساده ومشاركتهم النظام فى تزييف الوعى.
ماذا يقول حبيب العادلى وعصابته فى الداخلية وهم يشاهدون المواطنين فى طوابير لاختيار رئيسهم من دون أمن الدولة ومن دون تزوير الانتخابات ومن دون الاعتداء على القضاة ومن دون تفضيل اللجان ومحاصرتها ومنع الناخبين من الدخول إليها حتى لا يصوتوا ضد النظام، وهم كفيلون بتسويد البطاقات الانتخابية لصالح النظام ومنافقيه وموالسيه وخدامه؟!
لقد ترك مبارك المخلوع ووريثه المسجون ورجال أعماله الفاسدون وإعلاميوه الموالسون المزيفون وفلوله فى الحزب الوطنى الساقط المنحل تركة ثقيلة من الفساد وبقايا الاستبداد خصوصا فى ظل حفاظ جنرالات معاشات المجلس العسكرى على مؤسسات مبارك ورجاله ليحاولوا اللتفاف ونشر مبادئ الثورة المضادة والعمل على تزييف الوعى وإجهاض الثورة.
وقد شجع الأداء الفاشل للمجلس العسكرى خلال فترته الانتقالية التى طالت كثيرا الثورة المضادة للنفوذ إلى الناس والدخول فى تحالفات مشبوهة مع قوى سياسية كانت تعمل فى خدمة نظام مبارك المخلوع وأجهزته الأمنية من أجل مصالحها الشخصية وقوى أخرى تتصدر المشهد الآن وتدّعى الثورية لم يكن عندها أى مانع فى مد يدها إلى النظام السابق وأركان حكمه وعصابته.
ولم يكن عندها مانع فى تأييد مبارك فى الحكم حتى آخر العمر وتأييد وريثه فى مقابل الاعتراف بهم، فجاءت الثورة لتعترف بهم، ولكنهم عملوا على إجهاضها والسعى للتكويش على السلطة وبشخصيات فاشلة وباهتة وعلى طريقة النظام المخلوع.
لهذا سنجد تجاوزات فى العملية الانتخابية موروثة من النظام السابق تمارسها جماعة الإخوان المسلمين للحصول على منصب الرئاسة الذى طمعوا فيه وذلك على طريقة الحزب الوطنى الفاسد الساقط المنحل فى حشد الناس دون وعى والتأثير عليهم لانتخابهم، ولكن هذ المرة باعتبار مرشحهم هو مرشح الله.
كما تجمعت قوى فلول النظام المخلوع خلف المرشح الفلولى الذى كان رئيسا لوزراء إجهاض الثورة وموقعة الجمل، وذلك من خلال نفس الأدوات والآليات التى كان يستخدمها رجال الحزب الوطنى الساقط.