المؤكد أن «مني الشاذلي» لم ترض الحكومة في حوارها مع «د. محمد البرادعي» والمؤكد أيضاً أنها صدمت بنفس القدر المعارضة.. الجانبان انتظرا رؤية «مني» أخري.. لم يكن حواراً ترويجياً للدكتور «البرادعي» بقدر ما رأيت فيه الموضوعية والمهنية لم يكن مطلوباً أن تعلن «مني» عن قناعتها الشخصية تجاه «البرادعي».. فهو ليس «ترمومتر» الوطنية أي أن من يؤيده وطني ومن يعترض حكومي.. كانت مشاعرنا ترنو إلي حالة من الحميمية أكثر مع الرجل من خلال مذيعة صارت نجمة في البيت المصري.. تراكم النجاح الذي حققته «مني» مع رجل الشارع علي مدي أربع سنوات أثمر عن رغبة في داخل قسط وافر من الجمهور لكي يتأكدوا أن «مني» في صفوف المعارضة ضد الحكومة وهي ليست كذلك وفي نفس الوقت هي أيضاً ليست صوتاً للنظام.. نجومية المذيع تضعه في مقعد صاحب الرأي وليس فقط الباحث عن الحقيقة.. لم تتعاطف «مني» مع موقف «د. البرادعي» لكنها أيضاً وبنفس الدرجة لم تكن رافضة له.. تعلقت آمال كثير من المصريين وأنا منهم بالدكتور «البرادعي» فهو أول مرشح حقيقي للرئاسة وهناك قناعة لدي قطاع من المصريين - قابل للزيادة - وتلك هي المعضلة التي تؤرق حيث النظام أن تأييد «البرادعي» حقيقة يدعمها العقل والعاطفة والمنطق بدأ الناس في الشارع يتحدثون لأول مرة عن إمكانية أن يحدث التغيير علي يد هذا الرجل.. في الماضي كان التغيير لا يحدث إلا أن يتدخل القدر هذه المرة صار البشر من الممكن أن يشاركوا في إحداث التغيير.. «مني» واجهت «د.البرادعي» بكل الانتقادات التي رددت ضده حتي ولو كانت من منصة الحكومة.. ولكن البعض لم يقبل منها أن تسخر في وقت الجد مثلاً عندما تحدث «أحمد ماهر» مخرج فيلم «المسافر» مؤيداً للبرادعي داعبته قائلة فيلمك حاصل علي دعم من وزارة الثقافة والحقيقة أنه إنتاج وزارة الثقافة وأضافت ابقي قابلني لو عرض جماهيرياً.. لا أتذكر التعبير علي وجه الدقة ولكن بالطبع لا يمكن أن نعتبر أنها تهدده بينما هي تداعبه والمعني هو تأكيد أن الدولة لا تتسامح مع المعارضة العلنية أري في هذا الرأي المغلف بمداعبة حتي ولو لم تكن في أوانها إدانة للدولة.. أو عندما تسأل سيدة تتحدث تليفونياً إذا كان زوجها يتابعها وهي تؤيد «البرادعي» فتؤكد لها أن زوجها يتابعها ويؤيدها فهذا لا يعني سوي أن هناك تغيراً اجتماعياً حدث في الشارع المصري عندما صار الإنسان من حقه أن يعلن رأيه علي الملأ في اختيار رئيس آخر غير «حسني مبارك».. هذه هي الرؤية التي وصلتني مع احترامي لكل من رأي عكس ذلك.. لم تمارس «مني» دور مذيع ماسبيرو «تامر أمين» ولم تلعب في نفس الوقت دور مذيع الجزيرة «أحمد منصور».. هي فقط لم تقل رأيها لا داخل البرنامج ولا بعده فلا أحد يعرف هل توافق علي التجديد السادس للرئيس «مبارك» أم أنها تؤيد «د. محمد البرادعي»!!