في افتتاحية بعنوان «حرية مصر»، قالت مجلة «ذا فاينانشيال تايمز» البريطانية «إن أول انتخابات رئاسية حرة في مصر هذا الأسبوع، بمثابة لحظة حيوية مؤثرة، ليس للمصريين فقط، بل لمستقبل المنطقة أيضا». وأضافت أن نتيجتها ستظهر إلى أي مدى يرغب النظام الاستبدادى القديم فى الاستسلام إلى النظام الجديد، وإن كان محاطا بالشكوك.
«ذا فاينانشيال تايمز» تابعت القول إن الانتخابات نفسها، «تلطخت سمعتها» بسبب الجدال والنزاع وسبقتها مرحلة انتقالية مشوشة وفوضوية وتخللتها نوبات مظلمة من العنف، مضيفة أنه منذ أطيح بديكتاتورية حسنى مبارك خلال ثورة شعبية منذ 15 شهرا، ويناور اللواءات الذين ساعدوا على إبعاده عن المشهد السياسي، على حماية امتيازاتهم وضمان أن إمبراطورية أعمالهم وميزانيتهم الضخمة لن تتعرض إلى رقابة عامة.
وأضافت المجلة أن الاقتصاد المصرى فى حالة ركود تام وعدم استقرار، والإسلاميون الذين فازوا فى الانتخابات البرلمانية العام الماضى كانوا يتأرجحون ما بين الصراع مع الجيش والتواطؤ معه، متابعة «أنه لم يتم تحديد صلاحيات الرئيس، وقامت محكمة مصر العليا بحل المجلس التأسيسى الذى كان مكتظا بالإسلاميين، الذى رغم أنه كان ممثلا للبرلمان، إلا أنهم فشلوا فى عدم تعقيد المجتمع المصري»، مستبعدا السيدات والليبراليين والأقباط الأقلية.
«ذا فاينانشيال تايمز» قالت: «ومن هنا فإن المخاطر مرتفعة بشكل غير مسبوق. ويجب على الرئيس القادم -الذي يمثل الدولة بالكامل- أن يتعاون مع البرلمان لضمان عملية شمولية تأسيسية، بالإضافة إلى تعاونه مع حكومة مستقرة».
وأضافت: «من المنتظر أن تكون هذه الانتخابات نظيفة». ووصفت صعود أحمد شفيق فى الاستطلاعات الأخيرة ب«نذير الشؤم»، متابعة «أن المنافسة تظل محتدمة بين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح».
«ذا فاينانشيال تايمز» أضافت أيضا أن موسى يقول إن هناك حاجة إلى خبرته لقيادة مرحلة انتقالية عصيبة، وإنه يمكنه ضمان مصر علمانية، بينما يتمتع أبو الفتوح ذو الأفكار التعددية خلف لغة إسلامية، بشعبية بين شباب الإخوان المسلمين.
وأخيرا قالت «إن أبو الفتوح ربما يكون رجب طيب أردوجان المصرى، وإنه من المحتمل أن يكون هذا سبب مخاوف الإخوان من أن يؤثر تحديه على سيطرتهم على التفكير الإسلامى السائد».
«بعد 60 عاما من ديكتاتورية العسكر، المصريون ينتخبون رئيسهم بحرية لأول مرة».. بهذه الكلمات استهلت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية تقريرها بعنوان «علماني أو إسلامي.. مصر تنتخب رئيسا»، عن الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة هذا الأسبوع.
«أسوشيتد برس» قالت إن التصويت الذي يبدأ الأربعاء هو «الجائزة الكبرى» التي فازت بها الجموع التى خرجت إلى الشوارع ذات مرة للإطاحة بحسنى مبارك الذي لا يتمتع بشعبية. مضيفة أنها أيضا «لحظة الحقيقة» بالنسبة إلى هذه الجمهورية العربية الأكثر في عدد السكان في المنطقة، حيث ستحدد ما إذا كانت السلطة ستستقر في أيادي النخبة العلمانية المرتبطة بالنظام السابق أو أنها ستتسبب في تحول مهم للإسلاميين الذين طالما عانوا من القمع لفترات طويلة.
وتابعت: «هذا بالإضافة إلى ما سيتضمنه هذا التغيير من تأثير على العلاقات مع الولاياتالمتحدة، والسلام في الشرق الأوسط».
وقالت «أسوشيتد برس» إنه من المحتمل أن يكون معظم ال50 مليون مصرى الجديرين بالانتخاب، يبحثون عن عائدات بسيطة؛ بعض الهدوء والسلام بعد ما يزيد على عام من الفوضى والاحتجاجات الدموية والاقتصاد المتدهور وارتفاع الجريمة.