يبدو أن الفترة القادمة ستشهد تلاسنا حادا ومعارك كلامية عنيفة قد تصل إلى التخوين والرمي بالعمالة للنظام السابق ونفاق الحاكم وربما الخروج على الجماعة، بين المؤيدين لمرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي، سواء من الإخوان أو من السلفيين، وبين المؤيدين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من المنتمين إلى التيار السلفى أو المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين. الانقسام الكبير الواقع حول تأييد مرسى أو أبو الفتوح بين أبناء الدعوة السلفية أو المنتمين إلى التيار السلفى بشكل عام، تبدت علاماته وآثاره الواضحة من خلال حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة التى وصلت إلى المدى الذى صرح من خلاله الدكتور صفوت حجازى، عضو مجلس أمناء مجلس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، خلال مؤتمر جماهيرى لتأييد مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسى، باتهام من يقول إن السلفيين لن يؤيدوا مرسى بالكذب، موضحا أن الهيئة تضم عددا من علماء السلفيين، وأن أعداد الإخوان المسلمين فيها لا يتجاوز أصابع اليد، لافتا إلى أن القياديين السلفيين الشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ محمد إسماعيل المقدم أيدا الدكتور مرسى وغيرهم من علماء السلفيين، واصفا أحد أقطاب حزب النور السلفى الذى قال إن السلفيين في الهيئة الشرعية لم يؤيدوا الدكتور مرسي ب«الكاذب». حجازي زاد من نبرة اتهامه وصاعد حدة هجومه، قائلا إن الشيوخ انقسموا فى أثناء الثورة إلى أربعة أقسام: مؤيدون للثورة وشاركوا فيها وهم قلة، ومشايخ قالوا على الثوار إنهم من الخوارج وكفروهم وقالوا إن الخروج على الحاكم حرام لأن الحاكم هو ولى نعمتهم الذى تركهم يعملون فى الدعوة كيفما شاؤوا ولم يذوقوا طعم الجلد فى السجون أو مصادرة الأموال، وشيوخ صمتوا وسكتوا، وشيوخ قرروا إمساك العصا من المنتصف، «لولا تقوى الله لسميت كل واحد منهم باسمه». وبتهكم لاذع وسخرية جارحة زاد حجازى من انتقاداته لهذا الفريق المؤيد لأبو الفتوح بقوله إن أحد أعضاء مجلس الشعب قال مؤخرا «إنهم أصبحوا فى المطبخ وفاهمين سياسة وعارفين من رئيس مصر القادم»، قائلا «مطبخ إيه يا عم الشيخ إنت أقصى حاجة عندك كنت تعرفها إنك تغسل ميت». مشيرا إلى أن أعداء الثورة لا يريدون تطبيق شرع الله، وأقول لهم إن رئيس مصر المقبل مكتوب اسمه فى اللوح المحفوظ قبل أن تخلق البشرية كلها.
بينما أوضح أن الهيئة الشرعية تؤيد مرسى، حيث إن علماء الهيئة الشرعية يريدون تطبيق شرع الله ويريدون نهضة لمصر بشرع الله، مؤكدا أن الإخوان المسلمين هم رجال المرحلة وهم الأقدر على تطبيق شرع الله.
هذه التصريحات ألقت بظلالها على المرشح الرئاسى عبد المنعم أبو الفتوح، وانعكست بشكل مباشر على تصريحاته التى أدلى بها في المؤتمر الانتخابي صباح الجمعة الماضي، فى مدينة الحسينية بالشرقية، التى أعلن فيها أنه سيناضل من أجل شريعة الله، وإقامة المشروع الإسلامي، مضيفا أنه لا بد أن نقف فى وجه من يجرحون الشريعة ويصورون للناس أنها لا تعبأ بحياة الإنسان والأنظمة المختلفة، وأن مكانها هو المساجد، مؤكدا أن البلاد تريد رئيسا وسطيا ليس متطرفا للعلمانية أو متطرفا في الدين، مستعيرا شعارات ومقولات حملة المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، قائلا: «لن يعود عصر الفراعين ولا بد أن نرفع شعار (سنحيا كراما)».
أبو الفتوح أكد أيضا أنه موافق على المشاركة في مناظرة مع حمدين صباحي شريطة الانضباط الأخلاقي والموضوعية وعدم العدوان على الرموز الإسلامية أو التطاول على الشريعة ومن لا يلتزم بذلك فلا مجال إلا لسحقه قائلا: «أنا مبدئي عدم إحراج المنافس فإذا لم يلتزم أخلاقيا فليس أمامي إلا اتباع أساليب أخرى».