الجيش الإسرائيلي يحاصر مدن بيت لحم وطولكرم ويسقط جنوده بالطائرات على جنين مظاهرات غاضبة في المدن الفلسطينية ضد استيلاء إسرائيل على التراث الفلسطيني ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت حملة واسعة النطاق وأجرت مناورات عسكرية بين بلدة عرابة وقرية فحمة بعد عملية الإنزال الجوي من طائرة عمودية، وعملية ثانية بين قرية صير وبلدة عقابا جنوب جنين نفذ خلالها جيش الاحتلال مناورات عسكرية واسعة. وتحولت مدينة الخليل ومدن عدة بالضفة الغربية أمس إلي ما يشبه ساحة حرب بعد يومين من الاشتباكات بين الفلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي علي خلفية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح بالقدس الشريفة إلي التراث الإسرائيلي في محاولة لتغيير هوية القدس. وشهد عدد من مدن الضفة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين وجودًا مكثفا لقوات الجيش الإسرائيلي، في محاولة لقمع انتفاضة ثالثة للفلسطينيين لاحت في الأفق بعد القرار الإسرائيلي الذي وصف بأنه استمرار لمحو الهوية الإسلامية للمدينة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس ثلاثة مواطنين من البلدة القديمة في مدينة الخليل. وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال فتشت عدة منازل في منطقة أبو كتيلة في مدينة الخليل، وصادرت هوية بعض الفلسطينيين، كما داهمت محلات تجارية. كما شهدت الخليل تحركات واسعة لقوات الاحتلال علي مدخل مخيم العروب، وبلدة نوبا شمال غرب الخليل. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس ثلاثة عشر فلسطينيا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية. وقالت مصادر محلية فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت ستة فلسطينيين في بيت لحم، واثنين قرب رام الله، واثنين في نابلس، واثنين في طولكرم، وآخر في جنين، وإن جميع المعتقلين نقلوا إلي مراكز التحقيق للاستجواب. وحاصرت قوات إسرائيلية كبيرة فجر أمس عددا من منازل الفلسطينيين في بلدة الدوحة ببيت لحم جنوب الضفة وأطلقت القنابل الصوتية وطالبت المواطنين بالخروج من منازلهم، ثم اعتقلت ستة شبان بدعوي أنهم مطلوبون. وأشار شهود عيان إلي أن عددا من الآليات العسكرية داهمت المنطقة الجنوبية من مدينة طولكرم وحاصرت البناية التي يسكنها «بليدي» وداهمت منزله واقتادته إلي جهة مجهولة . كما نفذت قوات الاحتلال فجر أمس عمليتي إنزال جوي من طائرات عمودية جنوب جنين شمال الضفة الغربية وكثفت من وجودها العسكري جنوب وغرب المدينة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت حملة تمشيط واسعة النطاق وأجرت مناورات عسكرية بين بلدة عرابة وقرية فحمة بعد عملية الإنزال الجوي من طائرة عمودية، وعملية ثانية بين قرية صير وبلدة عقابا جنوب جنين نفذ خلالها جيش الاحتلال مناورات عسكرية واسعة. علي الصعيد نفسه طالب المستوطنون نتنياهو، بضم المزيد من المواقع لقائمة الأماكن التراثية اليهودية، كما طالبوا بضم موقعين جديدين من مدينة الخليل. وذكر موقع صحيفة «معاريف» العبرية أن اثنين من أعضاء مجلس مستوطنة «كريات أربع» في مدينة الخليل، بعثا برسالة إلي نتنياهو يوم أمس الأول - الثلاثاء - طالبا فيها بضم «قبر روث» المؤابية (المقبرة اليهودية في حي تل الرميدة) بمدينة الخليل، و«قبر عتنائيل بن قناز» داخل مدينة الخليل، وذلك تحت اعتبار أن هذه المواقع جزء من التاريخ والتراث اليهودي الذي يساهم في استمرار وبقاء اليهود. من جانبه حذر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس من قرار نتنياهو باعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثاً يهودياً إسرائيلياً، لافتاً إلي أن هذا القرار قد يؤدي لحرب دينية. ووصف عباس في كلمة له أمام البرلمان البلجيكي، القرار بأنه «استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية». من جهته، وصف النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم موقف رئيس السلطة الفلسطينية من المواقع المشمولة في «التراث الإسرائيلي» بأنه «وقاحة وفضيحة هدفها تشويه التاريخ وقطع الصلة بين أرض إسرائيل والشعب الإسرائيلي». وقال شالوم «إن هذه الصلة يعود تاريخها إلي ما قبل 3700 عام». وكانت مواجهات اندلعت، أمس الأول في عدد من أحياء مدينة القدس علي خلفية ضم رئيس الحكومة الإسرائيلية أسوار القدس، والحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح بمدينة بيت لحم إلي التراث اليهودي العالمي. واندلعت المواجهات بين طلبة مدارس مخيم شعفاط، وسط مدينة القدس، وجنود وشرطة الاحتلال، أشعل خلالها الطلبة الإطارات المطاطية ورشقوا الجنود والشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية والحارقة والغازية المُسيّلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي باتجاه الطلبة. وعم الإضراب الشامل يوم أمس الأول مدن ومخيمات وقري محافظة بيت لحم استجابة لدعوة القوي الوطنية، واحتجاجاً علي القرارات الإسرائيلية. وشمل الإضراب المحلات التجارية والمدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية والأهلية.