قبل أن تقرأ اضحكني تعليق لقارئ على مقالي السابق " كويتي عائد من ميدان التحرير " حيث كتب يقول : " مقال لأحمد عفيفي من غير شتيمة ولا أباحة .. أحمدك يارب " .. ولهذا القارئ أقول : اعذرني بعد قراءة هذا المقال، فالقذارة قد غطت الأرجاء، والجهلة ما تركوا لي سبيلا إلا مهاجمتهم بالطريقة التي تتفق معهم .. والأدهى من ذلك هذه الطريقة تُريحهم ، فالذين اخذوا على العفانة ، يتأففون ويسدون أنوفهم لو أحضرت لهم أو أعطيتهم أغلى وأندر أنواع العطور الباريسية. ******** ان تكون عبدا لمن بيده مقاليد الحكم عادي عند البعض .. مؤهلاتهم النفسية تساعدهم على ذلك دون أدنى إحساس بالحرج أو الدونية أو فقدان القدرة على احترام الذات .. ناس كتير كده ، لكن المسألة لها حدود ولها أيضا - رغم عفانتها - قواعد . . لا يمكن بحال من الأحوال أن أكون بوقا للسلطة بالقدر الذي يجعلني مسخرة أمام الناس ، بمعنى لو أن السلطة الحاكمة مثلا أرادت أن تروّج لمسألة " نعم " في استفتاء مارس الماضي ، يبقى نعم ونص كمان ، وانا حمار مش فاهم حاجة .. يعني ايه نعم .. ويعني ايه لو قلت " لأ " .. بس الحاكم بأمره عايز نعم يبقى نعم. فإذا ما تغيرت الأمور وطلعت نعم غلط وزفت وطين كمان ، وأراد المجلس تعطيل الانتخابات الرئاسية لحين وضع الدستور ضاربا باستفتاء مارس عرض الحائط ، أخرج كمان مرة واعمل لي مظاهرة " ألّم " فيها كام واحد صايع على كام جاهل على كام بلطجي وانادي بتأجيل الانتخابات لحين وضع الدستور. واحد – مش حا اقول راجل – إمعة " دلدول " كلمة توديه وكلمة تجيبه .. وهو مبسوط و" لامم " حواليه كام دلدول ودلدولة زيّه .. واللي عايزه العسكر يكون على رقبة التخين .. واحنا تحت الامر بس هو يأشر .. خدّام جنابك ياباشا ونبوس التراب اللي سعادتك بتمشي عليه .. ولو كنت في الحمام والميه قاطعة بهدومنا ياباشا بس ترضي ، ولو مفيش ورق تواليت بخدودنا ياباشا ولسانا لو تحب.
.. عن توفيق عكاشة هذا المخلوق العجيب الذي استخسر أن أضيّع وقتي وجهدي واكتب عنه .. غير أنه قادر بشدة على استفزازي .. هذا الكائن الغريب ، لم ير المجلس العسكري أخلص منه ليصدّره دائما في واجهة المشهد ، ليمرر من خلاله ما يريد أن يمرره .. فمثلا كنت سأحترم توفيق افندي ابن عكاشة ، لو انه مقتنع بعمر سليمان ويريده رئيسا للجمهورية .. ماشي واحد غبي لكن هذه قناعته.. لكن بعد اسبوع واحد من رفض ترشح عمر سليمان ، انزل العباسية واهتف ل أحمد شفيق بنفس درجة الحماس الغبي الذي كنت عليه مع عمر سليمان؟ .. إيه التخلف العقلي ده ، ومن يرضى على نفسه كل هذه المهانة أن يكون " دلدول" بهذه الدرجة المستفزة للسلطة على هذا النحو المخجل القذر الذي يجعلني أمام أبنائي وزوجتي وعائلتي إنسانا بلا مبدأ .. ماشي بسلسلة طويلة ماسكها المجلس العسكري ، ويدربني على كيفية عض فلان .. ومسح جوخ فلان .. ولحس " ... " فلان لغرض غير خاف على أحد .. المسألة لها حدود.. أن أكون انسانا " وسخ " .. ماشي ، لكن وسخ للدرجة دي .. دي مسالة تحتاج لبحث من علماء النفس والاجتماع ليفسروا لنا كينونة هذا البني ادم الذي يرضي لنفسه أن يكون أداة استعمال قذرة تكنس الأرض و" تسيّق " البلاط ، وتنضف التواليت من " الخرا " اللي فيه ، ثم بعد ذلك ومن فرط غباء مثل هذه الشخصية ، يظن أنه محبوب ممن استعمله ، ونال رضاه .. وسيدرك الحقيقة المؤلمة حين يقترب من هذه الشخصية ، وهو لتوه خارج من بلاعة مجاري ، حين تبصق في وجهه وتسد انفها من رائحته الكريهة المقززة ، وربما ضربته قلمين على قفاه كي يستحم قبل أن يأتيها ، لتزول عنه رائحة العفانة مؤقتا. مثل هذه الشخصية كتب عنها أدباء كبار، أذكر على سبيل المثال أسامة أنور عكاشة في روايته البديعة " الشهد والدموع " وهى شخصية " مختار البرهامي " الذي كان " كديل الكلب " يمشي وراء حافظ رضوان الممثل للسلطة والقوة والعزوة .. هو لا يستغني أبدا عن أن يكون كلبا ، بل الأكثر من ذلك أن هذا الأمر يُسعده ، وبالتالي هذا الحافظ صاحب القوة والسلطة والقرار ، لا يستغني عن هذا الكلب ، وهو يدرك تماما انه كلب ولا يسوى ، لكن له عنده مقاصد خاصة يستعمله لتحقيقها ، وهو في نظره أحقر من أن يمد إليه يده للمصافحة .. هذا المختار البرهامي قال عنه أسامة أنور عكاشة على لسان أحد أبطاله : " حافظ لا يمكن يستغنى عن مختار .. عشان لما إيده تتوسخ يلاقي حاجة يمسحها فيها" . هذا هو بالضبط توفيق عكاشه .. رضى لنفسه أن يكون الحائط القذر الذي لو " اتزنق " واحد من المجلس العسكري ، لا يستحي ان يفك " زنقته " ويبول على هذا الحائط القذر ، وربما لو كان مصابا بالإسهال لتبرّز أيضا .. والمفترض أو الطبيعي أن هذا الأمر يُوجع كثيرا من وقع عليه هذا الإيلام النفسي الرهيب ، لكن أن يُسعده كونه " مبولة " لكل عابر طريق " مزنوق " فهذا البني ادم لو اقلع عن هذه العادة أو خلع شخصيته كما يخلع حذاءه ، ربما لا يجد أى معنى لحياته ويفقد مقومات وجوده ، فمثله لا يستطيع العيش دون أن تذله وتُهينه ، وكأنه لاشعوريا يؤدب نفسه على هذه المذلة التي رضاها بخُطره دون أن يرغمه أحد عليها . هل يُعقل أن يخرج توفيق عكاشة في مظاهرة ينادي بتأييد أحمد شفيق ، وكان قبلها بأسبوع يجمع الصيّع ورد السجون والجهلة ليؤيد بهم ومعهم عمر سليمان؟ .. اقسم بالله لو أنني - أنا العبد الضعيف - رشحت نفسي للرئاسة ، وقال المجلس العسكري لتوفيق عكاشة : انزل واهتف ل أحمد عفيفي ، ليعملها ، رغم أنني " هريته " تريقة ، إلا أن المصلحة تغلب .. صحيح شتمني وبهّدل اللي خلفوني ، بس المجلس عايزه .. يبقى حلو وزي العسل كمان .. ولو رجع مبارك مرة تانية لخرج سي توفيق يسبّح بحمده ويشكر عودته البهية ، وتنازله بقبول مقاليد الحكم بعد كل ما لحق به من إهانات. هذا المخلوق العجيب يدرك تماما أنه في عين من يستعمله لأغراض خاصة لا يساوي فردة حذاء متعاصة " ... " ، وبالتأكيد عندما يقابل هذا المخلوق العجيب أى واحد في السلطة ، حيوطي يبوس إيديه ورجليه كمان ، وإذا ضربه هذا الذي في السلطة على قفاه ، سيشكره أن نال قفاه هذا الشرف الكبير ، ونزلت عليه تسكعه ايد كريمة ، ولو ضربه " شلوت" على مؤخرته لبات ليلته يتحسسها رغم الألم ، حتى لا تزول بركة علامة البيادة عنها. أعرف أنني تجاوزت كثيرا في هذا المقال لكن من فرط قرفي من هذا المسمى بتوفيق عكاشة والدلدولة التي لاتفارقه لحظة حياة الدرديري .. والاتنين عايزين الحرق في ميدان العباسية الذي لوّثوه ولوّثوا أهله .. ياتكم القرف انتي وهو وكل واحد تافه غبي أعمى البصر والبصيرة مشى وراكم .. ربنا ياخدكم .. اهنتوا المصريين لأنكم للأسف تحملون الجنسية .. ومصير اللي زيّكم وعلى نفس الشاكلة " المزبلة " .. بس على الله المزبلة تقبل ، و" متروحش " تولّع في نفسها من العفانة اللي اترمت فيها.