عادت ظاهرة استخدام المساجد فى الدعاية إلى الواجهة عقب صعود الإسلاميين بعد الثورة. الإخوان والسلفيون بدؤوها بقوة فى الانتخابات البرلمانية.
النموذج الأكثر فجاجة الآن، يمثله الشيخ حازم أبو إسماعيل، المرشح المحتمل للرئاسة، الذى يروج لحملته الرئاسية من خلال مسجد أسد بن الفرات.
الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف قال فى بيان رسمى أمس، بعنوان «المهاترات السياسية هى انتهاك صارخ لحرمة المساجد» إن «انتهاك حرمة المساجد والاستيلاء على المنابر عنوة واستخدامها للدعاية الانتخابية والسياسية هو أمر تشعر تجاهه وزارة الأوقاف بالأسف والأسى، لما آل إليه حال المسلمين من غياب للمفاهيم الإسلامية عند جميع المشاركين فى هذه الظاهرة أيا كانت قدراتهم وانتماءاتهم».
وأضاف القوصى أن «الوزارة لا تملك قوة تنفيذية تمكنها من إزالة هذا الانحراف الشائن الذى أصاب احترام المسلمين لبيوت الله تعالى، فإنها تستصرخ الأمة جميعا لأنْ تكون عونا لها على استعادة المهابة المفقودة إلى بيوت الله تعالى، والابتعاد بها عن مهاترات السياسة وصخبها».
وأحال وزير الأوقاف ما حدث بمسجد أسد بن الفرات إلى لجنة الشؤون القانونية بوزارة الأوقاف للتحقيق فى ملابسات ما حدث، خصوصا أن العديد من التجاوزات قام بها أنصار أبو إسماعيل فى المسجد مما أثار غضب المسؤولين فى الوزارة.
الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل الوزارة لشؤون المساجد أكد أن أبو إسماعيل قام بتجاوزات عديدة بدأت بعقده مؤتمرا سياسيا داخل المسجد وأن ما حدث لا يليق بمرشح للرئاسة ورجل سياسة، لأن من الواجب فى مثل هذه المواقف هو احترام القانون وعدم الانسياق أمام المشاعر الخاصة. وأضاف أن «الأوقاف» لن تقف مكتوفة الأيدى أمام ما يحدث، مشيرا إلى «أننا كمسؤولين حاولنا استيعاب السلفيين منذ بداية الثورة وأعطيناهم الفرصة لنشر فكرهم، وكنا نؤكد فى كل المواقف أننا معهم ومع كل الأفكار المخالفة لنا بالمناقشة والحجة، لكن التعدى والتجاوز الذى حدث أول من أمس مرفوض. الوزارة ستقوم بالتحقيق وتحاسب المتجاوزين».