الكونجرس يدعو لإجراءات عقابية ضد الحكومة والمجلس العسكري زادت الأجواء داخل الكونجرس الأمريكى سخونة بعد فشل رئيس أركان الجيوش الأمريكية المشتركة فى إحراز أى تقدم على صعيد أزمة المنظمات غير الحكومية الأمريكية التى تلاحقها السلطات المصرية فى ما يعرف إعلاميا ب«قضية التمويل الأجنبى»، خلال زيارته لمصر ولقاءاته المطولة مع جنرالات الحكم فى القاهرة، وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوى، الذى أجرى معه مباحثات امتدت إلى أكثر من 6 ساعات بلا جدوى. ودعت القيادية الجمهورية البارزة، إليانا روس ليتينن، التى ترأس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب أول من أمس (الخميس) إلى اتخاذ «خطوات عقابية» ضد مسؤولين مصريين، بسبب الحملة ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية، وأشارت تحديدا إلى وزيرة التعاون الدولى المصرية فايزة أبو النجا، حيث قالت فى جلسة استماع فى مجلس النواب إن «سلوك الحكومة المصرية لا يمكن أن يؤخذ باستخفاف، ويتطلب اتخاذ خطوات عقابية ضد بعض المسؤولين المصريين، وإعادة النظر فى المساعدة الأمريكية لمصر». وأضافت أنه «بينما يتحمل المجلس العسكرى الأعلى للقوات المسلحة المسؤولية المطلقة عن هذا التوتر فى العلاقات، فإن وزيرة التعاون الدولى يجب أن لا تستثنى من هذه الخطوات العقابية». وحذرت روس ليتينن من أنه وفى ظل الظروف الراهنة فإن استمرار المساعدات الأمريكية لمصر من شأنه أن يبعث عددا من الرسائل «غير المقبولة»، مفادها بأن واشنطن ستقف وتتفرج وتمول الاعتداءات على المظاهرات المنادية بالديمقراطية، والتراجع عن معاهدة السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل، وغير ذلك من التصرفات المشابهة التى تقوم بها دول أخرى. وقالت «لا علاقة لهذا بالسيادة، بل بالمحسوبية والفساد. ولهذا لا يجب أن تقدم أى مساعدات أمريكية إضافية إلى أى هيئة تسيطر عليها وزارة التعاون الدولى». وأمام لجنة الشؤون الخارجية أيضا قال رؤساء المنظمات الأمريكية غير الحكومية التى تعرضت مقراتها فى مصر لمداهمات نهاية ديسمبر الماضى، إن فايزة أبو النجا ربما كانت وراء حملة المداهمات، فى إطار محاولتها السيطرة على المساعدات الأمريكية. رئيس المعهد الجمهورى، لورن كرينر، أكد أن «هذه الأحداث فى مجملها لا تعكس فقط هجوما على المنظمات الأمريكية، بل إن الأكثر أهمية، أنها تمثل فقط جزءا صغيرا من حملة مستمرة لتكميم الأصوات المستقلة بالمجتمع المدنى المصرى، الذى يواجه اعتداءات متزايدة منذ الخريف الماضى.