أطالب الدول العربية والإسلامية بالوقوف بصف الإنسانية وطرد السفراء السوريين كخطوة أولى للضغط على النظام بشار يزداد إصرارا على سفك دماء الشهداء رفقا إذا ما أحصت أصابعك أرقاما أو راجعت لأطفالك قواعد الحساب، فوراء كل رقم قصة حياة اتشحت بالسواد.. وربما وجدت الصغار يتعملون الجمع والطرح مستقبلا على جثث شهداء ثاروا وصاروا أرقاما في شريط إخباري عابر على الشاشات. مع إعلان عقارب الساعة الثانية عشر صباحا منذرة بقدوم يوم الثالث من فبراير وحتى مطلع فجره، جاء إعلان النظام السوري عن مجزرة جديدة بمدينة حمص المنكوبة لتنتهي حياة أكثر من 300 شخص خلال 4 ساعات فقط وتعلن روسيا والصين في اليوم التالي رفضهما مشروع قرار مجلس الأمن الساعي لتنحي الأسد تاركة أهل حمص وسوريا الثائرة متسائلين ليس عن المصالح السياسية وإنما عن المواقف الإنسانية إن كان لايزال لها وجود. من داخل مدينة حمص التي شهدت واحدة من أسوأ المجازر منذ يومين، تحدث أبو رامي أحد شهود العيان على المجزرة ل«الدستور الأصلي» عقب صدور الفيتو الصيني الروسي ليبدأ كلامه بقوله "حسبنا الله ونعم الوكيل" مهما وصفت لن أستطيع نقل بشاعة ما حدث على أرض الواقع.. فوجئنا في حوالي الساعة الثانية عشر في ال3 من فبراير بأكثر من 30 قذيفة من قذائف الهاون على حي الخالدية – وهو حي سكني بامتياز لا يحمل أي شكل من أشكال المقاومة المسلحة- دون سابق إنذار ما أثار حالة من الرعب والفزع حيث تم تدمير طوابق علوية بالكامل في بعض البنايات وحاول أعضاء الكادر الطبي نقل الجرحى الذين وصل عددهم لأكثر من 800 للمستشفى الميداني الوحيد بالمدينة فلا يمكننا نقلهم لأي مسشتفى حكومي حيث يتم إعدام المتظاهرين وقتلهم هناك". استمر القصف الوحشي على المدينة لمدة 4 ساعات سقط خلالها أكثر من 300 شهيد أعدادهم في ازدياد منهم 120 فقط معروفين الهوية فضلا عن وجود آخرين تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بعد ومنهم من توفى نظرا لنقص الرعاية الطبية وقلة الإمكانات المتاحة وضمت أعداد الشهداء نساء وأطفال بل وعائلات كاملة. مع استمرار القصف ومحاصرة الجيش الأسدي لمدينتي الرستن وتلبيسة بالدبابات واستمرار سقوط العشرات على المدى اليومين الماضيين، جاء الفيتو الصيني الروسي ليحبط مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لتنحي الأسد وتفويض سلطاته لنائبه، وهنا لم يكن أهل حمص وغيرها بانتظار التدويل أو متسائلين عن المراحل التي تمر بها اللعبة السياسية بين القوى العظمى الآن وإنما تساءلوا عن أي موقف إنساني أخلاقي يلتفت لمأساتهم ليعلق أبو رامي قائلا" ما هي الفاتورة المناسبة لأعداد الشهداء كي يتم التحرك الدولي ضد الأسد وعصابته ..أليس من المفترض معاملته كمجرم حرب على ما ارتكبه من مجازر بحق الشعب السوري؟!" ويستطرد " الناس هنا ماضون في طريقهم ليس لهم سوى الله سبحانه وتعالى ثم الجيش السوري الحر الذي يحاولمون دعمه بشتى الطرق فإذا انتظرنا مجلس الأمن .. عوضنا على الله". ويضيف أبو رامي الذى يرى الصين وروسيا كشركاء في القتل لدعمهم النظام السوري، أن أهل سوريا يطالبون الدول الإسلامية والعربية بالوقوف بصف الإنسانية وليس لجانب الشعب السوري وسحب سفرائها وطرد السفراء السوريين من أراضيها كمرحلة أولى للضغط السياسي على النظام أما الجامعة العربية فقد أثبتت عجزها عن نجدة أحرار سوريا حيث قال أبو رامي" بعد عجزها عنم إصدار أي قرارات، أتوقع منها مزيد من المهل والبروتوكولات."