قبل عدة أسابيع من الآن لم يكن أحد يعرف شيئا عن مدينة اسمها حوش عيسي تتبع محافظة البحيرة، لكن المدينة صعدت إلي مسرح الأحداث بقوة بعد بداية كأس الأمم الأفريقية التي استضاقتها أنجولا الشهر الماضي ومع تألق محمد ناجي «جدو» وإحرازه الهدف تلو الآخر حتي تصدر هدافي البطولة. مدينة حوش عيسي التابعة لمحافظة البحيرة يحدها من الغرب مركز أبو المطامير ومن الشمال مركز أبو حمص ، بينما تحدها النوبارية من الجنوب ومركزا الدلنجات ودمنهور من الشرق، ولهذه المدينة تاريخ في النضال الوطني حيث قاومت المماليك وطومان باي بقيادة (عون الطيار) المدفون في المدينة، وأطلق عليها اسم حوش عيسي نسبة للشريف حوش بن عيسي الذي يمتد نسبه إلي الإمام علي بن أبي طالب. وتعيش المدينة أوضاعا صعبة للغاية، حيث تعاني طفح مياه الصرف الصحي بشكل دائم في الشوارع الرئيسية والفرعية وعلي رأسها شارع الجمهورية أكبر شوارع المدينة حتي إن المدرسة الابتدائية التي تلقي فيها جدو تعليمه والمجاورة تماما لمنزله تملأ فناءها مياه الصرف الصحي ويتضرر مدرسوها وتلاميذها من الروائح الكريهة وذلك بسبب عدم قيام شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة بأعمال الصيانة اللازمة للشبكات وذلك رغم تحصيل مبالغ مالية علي فاتورة المياه بدعوي إجراء عمليات الصيانة للصرف الصحي. تنتشر أكوام القمامة في شوارع المدينة بشكل رافت وسط غياب كامل للمجلس المحلي، ويطالب الأهالي منذ فترة بتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل للتخلص من أزمة طوابير الغاز ونقص أنابيب البوتاجاز حتي إن سعر الأنبوبة وصل إلي15 جنيها. وتعاني المدينة أيضا من تهالك الطرق التي تصلها بالمراكز الأخري وأهمها طريقا (دمنهور- حوش عيسي) و(حوش عيسي- أبو المطامير) لكن المحافظة بدأت فور انتهاء بطولة الأمم الافريقية بساعات في رصف هذه الطرق تحسبا لتوافد وسائل الإعلام علي منزل اللاعب ، كما قامت الوحدة المحلية بتركيب كشافات بأعمدة الإنارة الموجود بشارع «جدو» دون بقية شوارع المدينة. حوش عيسي أخرجت لمصر عدة رموز أخري في مجال الرياضة من بينهم جلال قريطم - لاعب نادي الزمالك السابق - وشقيقه عزمي قريطم - مدير استاد القاهرة السابق - وإن كانت الزراعة تعتبر النشاط الرئيسي لأهالي المدينة التي تشغل المساحات الخضراء حيزا كبيرا منها.