يقوم وزير الخارجية محمد كامل عمرو غدا الاثنين بزيارة دولة جنوب السودان في بداية جولته في دول حوض النيل تشمل بجانبها زيارة كلا من كينيا و تنزانيا ورواندا والكونجو الديمقراطية قبل أن يختتم جولتة في السودان يوم 14 يناير الجاري . وتكتسب زيارة وزير الخارجية إلى جوبا أهمية خاصة لكونها تأتي في أعقاب زيارة وزير الخارجية السوداني علي كرتي للقاهرة وطلبه تدخل مصر لاحتواء الموقف المتفجر بين جوبا والخرطوم والمتوقع تفاقمه خلال المرحلة المقبلة على ضوء وقوف إسرائيل إلى جانب الدولة الوليدة ورفع الولاياتالمتحدة حظر تصدير السلاح عن جنوب السودان وهو ما ينذر بتصاعد العمليات العسكرية بين جوبا والخرطوم ..ويسعى وزير الخارجية محمد كامل عمرو لنزع فتيل هذه الأزمة المشتعلة.
وتسعى جهود الوساطة المصرية بين الطرفين على استغلال القواسم المشتركة والمصالح والارتباطات القائمة بينهما للحفاظ على التجانس بما في ذلك مصالح القبائل على نقاط التماس بين الطرفين، وتوزيع عوائد النفط، وحل كافة المسائل العالقة بينهما..وحث الجانبين على الالتزام بالتهدئة ومواصلة الحوار بهدف التوصل إلى تفاهمات تعزز الحفاظ على السلام والاستقرار و تؤمّن استمرار العلاقات الجيدة وتراعي المصالح المشتركة بينهما.
كما تقوم الوساطة المصرية التي تبذلها القاهرة في هدوء بعيدا عن وسائل الإعلام على ضرورة استئناف الحوار بين جوبا والخرطوم سواء على المستوى الثنائي أو من خلال الدوائر الإقليمية والدولية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية
وتمتلك مصر رصيد قوي من العلاقات الثنائية مع دولة الجنوب شيدته على مدى عشرات السنين من التواصل مع قيادات وأبناء الجنوب وتطور على مدى السنين القليلة الماضية من خلال دعم مؤسسات الدولة الوليدة و بناء قدراتها البشرية وتطوير بنيتها التحتية سواء في مجال الطاقة والكهرباء أو الخدمات الصحية والري وتوفير المياه الصالحة للشرب إلى جانب توفير الخدمات الأخرى الأساسية للمواطنين .
ومن المنتظر أن تتناول مباحثات وزير الخارجية المصري في جوبا بحث إمكانية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بين مصر وجنوب السودان يناط بها مهمة متابعة وتنسيق أنشطة التعاون الثنائي بين البلدين .. كما سيتم بحث مقترح تدشين آلية دورية للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين لتنسبيق مواقفهما إزاء القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك . .