أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن بلاده طلبت من مصر تقديم النصح لدولة جنوب السودان بأن علاقاتها مع الخرطوم يجب أن تكون أفضل من علاقاتها مع اي دولة اخرى. وقال «إننا دعونا الأشقاء في مصر للحديث مع كل من يهمه الأمر في هذا الشأن وطلبنا منهم أن يبلغوا جوبا أن علاقاتهم بالسودان هى الأفضل لهم، على ضوء أن المجموعة المتمكنة في جوبا غير مقتنعة بان الإستفادة من علاقات الجوار وجعل الحدود وسيلة للتواصل هو الطريق الأفضل للجانبين، ونأمل أن تكون الضغوط السياسية ذات أثر في هذا الموضوع». وأكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن الوجود الإسرائيلي العلنى والرسمي في دولة جنوب السودان أيسر من الوجود غير العلني والرسمي الذي استمر عشرات السنين في دعم حركات التمرد بالجنوب. وقال في لقاء مع مجموعة من المهتمين بالشأن السوداني فى منزل سفير السودان بالقاهرة «أن تواجد إسرائيل الحالي معلن وعبر مؤسسات معروفه وتواجد دبلوماسي». وأضاف أنه من الأفضل أن يكون وجود إسرائيل في جنوب السودان معلن ومعروف حتي يساعدنا في معرفة تحركاتها وماذا تريد إسرائيل. وأكد وزير الخارجية السوداني أن الخرطوم تمتلك إستراتيجية واضحة في التعاون مع جنوب السودان ، وقال وولكن لم يأتي الآن الوقت المناسب لإعلان هذه الاستراتيجية لان المجموعة الممسكة بالسلطة في جوبا غير راغبة حتي الآن في التعاون مع الخرطوم». ودعا وزير الخارجية السوداني علي كرتي الباحثين والإسلاميين في مصر إلي دراسة علاقة المسلمين في السودان مع أقباط ومسيحيين السودان. وقال أن إخوتنا في مصر يحتاجون الي دراسة علاقة الإسلام في السودان بالأقباط والمسيحيين بصفة عامة. وأكد كرتي أن حالة التعايش الديني في السودان مثال ينبغي علي الجميع دراسته، موضحا أن الرئيس السوداني عمر البشير يشارك المسيحيين سواء كانوا أقباطا أو غيرهم أعيادهم في كنائسهم، وقال «ونحن نحضر مناسبات المسيحيين في كنائسهم ولا زلنا نتعايش مع مسيحيين لا يستخدمون ديانتهم بالإضرار بالآخرين». وشدد علي كرتي علي أن مشكلة السودان ليس مع المسيحيين وإنما مع الصليبيين، موضحا أن الصليبية فكرة سياسية تريد أن تستخدم الكنيسة لإستعمار حديث في السودان وعزله عن المكون العربي. وقارن كرتي بين التغيير الذي حدث في مصر وليبيا، موضحا أن التغيير لم يكن سهلا في ليبيا وكان ثمنه عاليا جدا وراحت بسببة أرواح كثيرة ودمار كامل في ليبيا وتسبب في خلل كبير جدا في دولة لم تكن فيها مؤسسات علي مدي 40 عاما. وقال «أن الآثار الإقتصادية في مصر هي الثمن الكبير الذي تدفعه مصر لهذا التغيير، مضيفا أن الاوضاع في مصر مستقرة وهي بلد مؤسسات. واضاف ان العافية ستكون أسرع في مصر ولن تنهار والخوف الان يظهر في بعض تصريحات المسؤولين من الأثار الإقتصادية، وأتوقع أن تعود الأمور للإستقرار بعد الاستقرار السياسي وإجراء الانتخابات وتسليم السلطة. وأشار كرتي الي أن الاوضاع الاقتصادية في مصر ستتعافي قريبا خاصة وأن مصر تمتلك بنية تحتية ضخمه. وأكد وزير الخارجية السوداني ان هناك إمكانيات كبيرة لأن تستفيد مصر من الإمكانيات الإقتصادية في السودان، وقال وأن السودان في إنتظار مصر أن تلتفت إليه». وأضاف «أن السودان في إنتظاركم والشعب السوداني في حاجة إلي شريك ونأمل الا يكون هذا الشريك من خارج المنطقة وأن يكون هو مصر».