"أتمنى أن يكون قرار الإفراج عني ناتج عن القاضي وليس قرار سيادي" بتلك الكلمات بدأ المدون والناشط السياسي "علاء عبد الفتاح" حديثه "للدستور الأصلي" ، كما أكد "عبد الفتاح" على أنه خرج من سجنه أقوى عزيمة وإصرار على مواصلة نشاطه السياسي ومشواره السلمي الذي بدأه منذ سنوات قبل الثورة، مدللا على ذلك أنه عقب خروجه من السجن توجه مباشرة إلى ميدان التحرير قبل التوجه إلى منزله. وأوضح الناشط السياسي أنه لا يعلم حتى الآن من الذي اتخذ قرار الإفراج عنه، القاضي المكلف بالتحقيق معه أم هو قرار سيادي لتهدئة الرأى العام في ظل الأحداث الأخيرة التي تمر بها مصر، وقال :"وأنا أميل إلى أن الضغط الشعبي هو السبب الرئيسي في الإفراج عني، بالإضافة إلى تضارب أقوال الشهود". وأضاف "عبد الفتاح" أن تهمته الرئيسية هى القتل العمد لأحد المجندين وسرقة سلاحه الشخصي وإتلاف منشآت عامة وغير ذلك، مستندين في ذلك إلى اثنيين من الشهود أحدهما صحفية بالوفد اسمها "حنان خواسك" والآخر شخص لا أعرفه يدعى "عبد العزيز فهمي" و وقال :"قد اتهموني اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وهى أنني كنت أمام ماسبيروا بحرض الناس على ضرب الجنود واقتحام مبنى ماسبيرو، رغم أنني لم أكن أمام ماسبيرو في هذا التوقيت وكنت قاعد في بيتنا!". وأشار الناشط السياسي أن موضوع الحبس ليس بجديد على أفراد عائلته، فوالدة تم حبسه 5 سنوات بسبب نشاطه السياسي، وأول قرار اعتقال له كان عام 2006 مع أعضاء حركة كفاية وبعض شباب الإخوان المسلمين أثناء تظاهرة تضامنية مع أعضاء نادي القضاة وأيضا مع انتفاضة الأقصى ، وبعدها توالت الأحداث والوقفات والتظاهرات وانخرطت في الحياة السياسية. وكشف "عبد الفتاح" عن مفارقة غريبه وهى أنه لم يتم سجنه داخل السجن العسكري أو السجن الحربي، بل تم حبسه داخل سجن الاستئناف مع مساجين قضايا جنائية ثم نقل إلى سجن طرة المحبوس فيه رموز النظام السابق، وكان يقبع بزنزانة المحبوسين بقضايا الأموال العامة الذين استقبلوه جيدا حينما علموا أنه سجين رأى ويحاكم عسكريا، وداخل الزنزانه كان المحبوسين يسألونه : "أحكيلنا عن الثورة، وليه الظلم زاد بعد الثورة". وتطرق "عبد الفتاح" في حواره مع "للدستور الأصلي" عن الانتخابات البرلمانية، وفجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما قال : "أنا انتخبت الإخوان رغم اختلافي معهم"، مشيرا إلى أنه انتخب الأفضل من وجة نظره ، حيث أنه لم يجد أفضل من مرشح الحرية والعدالة على مقعد العمال بدائرته ، وقال مداعبا رغم ذلك : "لسه لينا حبسة في ظل حكم الإخوان، وحبسة تانية في حكم الليبرالين" ، وأشار إلى أن صعود الإخوان واستحواذهم على 50% من مقاعد مجلس الشعب كان متوقعا، لكن المفاجآة والغير متوقع هو صعود السلفيين وحصولهم على تلك النسبة، وأضاف :"أنا لست قلقا ولا يخضني صعود الإخوان للحكم وسيطرتهم على البرلمان". وأكد الناشط السياسي على أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها موقفها الرافض للمحاكمات العسكرية للمدنيين لأنهم أكثر ناس ذاقوا مرارة هذه المحاكمات غير العادلة، وأكثر ناس دفعوا الثمن في عهد النظام السابق، وفي الجلسة الأخيرة من محاكمتي حضر بعض أعضاء مجلس نقابة المحامين المنتمين للإخوان وتضامنوا معنا ودافعوا عن كافة المحبوسين. ووجه "عبد الفتاح" رسالة للإخوان قائلا: "عيب لما الناس الغلابة تذوق مرارة المحاكمات العسكرية بعد الثورة، والإخوان مايكونش ليهم أي وقفة" ، ولابد من إصدار تشريعات لتغيير قانون القضاء العسكري، والعمل على إصدار عفو عام عن المحاكمين عسكريا قبل وبعد الثورة.