داخل مستشفى قصر العيني القديم، وقصر الفرنساوي، تجد كاميرات مراقبة، بمجرد أن تدخل من بوابة المستشفى الرئيسية حولك، وفرد أمن في كل مترين بالمستشفى، «بداية ممنوع دخول الصحفيين والإعلاميين وكل من يحمل كاميرا في حقيبته»، هكذا يبادرونك، وبمجرد أن تصل إلى البوابة الأولى لقصر الفرنساوي تسمع ما لا يسرك من أفراد الأمن :«آدى الثورة.. وآدي اللي جالنا من بتوع الثورة ولاد ال...»، ولم يكن أمام الصحفيين والإعلاميين في ظل هذا التشديد الأمني والتحرشات، إلا الدخول خلسة، أحيانا، من الأبواب الخلفية. «يا مصر قومي وشدي الحيل.. كل اللي تتمنيه عندي.. لا القهر يطويني ولا الليل»، بهذه الأغنية بدأ سيمون وفيق، أحد مصابي مجلس الوزراء حديثه، حيث تحولت غرفته بقصر الفرنساوي إلى ساحة شعبية، ضمت نشطاء وثوارا وزوارا وأعضاء من حركة كلنا مينا دانيال، ومعهم ميري دانيال. سيمون، 28 عاما، مهندس، أصيب بطلقة نارية في الحوض، أثناء حمله مصابا كان يقف بجواره أصيب برصاصة في رأسه، وقبل أن يصل سيمون إلى المستشفى الميداني بخطوات أصابته طلقة ملازم أول من فرق الصاعقة (777)، أكد أنه رآه بنفسه ويعرفه جيدا منذ أحداث ماسبيرو، وأضاف أنه بعد إصابته، حمله ستة أشخاص ضرب أحدهم بطلقة نافذة في الظهر أدت إلى وفاته، ولم تكن هذه الإصابة هى الأولى لسيمون، بل أصيب بطلقة أثناء أحداث ماسبيرو. ووصف "سيمون" المشهد أمام مجلس الوزراء، مؤكدا أن 100 من ضباط وجنود الجيش، كانوا يقفون على سطح مبنى مجلس الشعب، يقذفون الناس بالحجارة والسيراميك والمولوتوف، ويعلمون جيدا أنهم يحدثون بالسيراميك المدبب والزجاج المكسور إصابات بالغة. مصاب مجلس الوزراء، أوضح أنه في بداية ليلة إصابته كانت الأمور هادئة، لكنهم فوجئوا بضابط من فوق مبنى صغير يصوب سلاحه ويطلق 36 رصاصة أصابت 36 شخصا، وداخل المستشفى تربص أفراد من الشرطة العسكرية بالثوار، مما جعل بعض المصابين يرفضون دخول مستشفيات وزارة الصحة. أما "علاء مسعود إبراهيم"، 24 عاما، مسؤول مبيعات في إحدى الشركات، أصيب بكسر في الجمجمة نتيجة قذفه بقطعة سيراميك، وقال "للدستور الأصلي" إن الشرطة العسكرية تعاملت بوحشية، وأضاف :"إحنا مش بلطجية.. مافيش بلطجي معاه شهادة ويدافع عن حقه.. اللي ضربونا هما اللي بلطجية"، حسب قوله، موضحا أن وزارة الصحة والمجلس العسكري لم يهتما بهم، حيث قال:"لم يعالجونا على نفقاتهم كما يدعون، ومن عالجنا سيدة تدعى الدكتورة هبة السويدي". ومن المستشفى الميداني بعمر مكرم، أكد الدكتور "أحمد حسين"، أن المصابين أكثر بكثير من الأرقام المعلنة، لأن هناك مصابين يذهبون إلى المستشفيات الخاصة، خوفا من تسليمهم إلى الجيش، والمستشفى الميداني الواحد يتوافد عليه 70 مصابا، وهناك مصابون يختفون من المستشفيات، مشيرا إلى اختفاء ثلاثة مصابين بطلقات نارية من القصر «الفرنساوي»، تم تحويلهم لإجراء أشعة دوبلكس، ولم يتم التوصل لهم حتى الآن، متوقعا إلقاء عناصر أمنية مندسة في المستشفيات بالقبض عليهم.