أكدت الدراسات والأبحاث العلمية أن نسبة الإصابة بسرطان القولون في مصر تتراوح مابين 10 إلى 14 % طبقاً للدراسة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وأن هذه النسبة ما زالت منخفضة مقارنة بالدول الأوروبية، إلا أن هذه النسبة في تزايد ملحوظ خلال العشر سنوات الماضية نتيجة لتغير العادات الغذائية والاعتماد على الوجبات السريعة تقليداً لما يحدث في الغرب، وفي استجابة سريعة ومتلاحقة للسيطرة على المرض والذي يمثل خطر متزايد على حياة المصريين جاءت فعاليات المؤتمر الطبي لعلاج سرطان القولون والذي يناقش طرق جديده للعلاج والوقاية برئاسة الأستاذ الدكتور"عمرو عبد العزيز" - أستاذ الأورام بجامعة الإسكندرية - والإستاذ الدكتور "ياسر القرم" - أستاذ علاج الأورام بجامعة الاسكندرية وبرعاية المركز التخصصي العالمي لعلاج الأورام sunبالإسكندرية وهو الوحيد الحاصل على شهادة الاعتماد الاوروبى للاورام بمصر والوطن العربي - وبالتعاون مع جامعة أوتاوا الكندية وجامعة توليدو بالولايات المتحدة الإمريكية. ويعتبر هذا المؤتمر هو الأول من نوعه حيث أنه يجمع كل التخصصات التي لها دور أساسي في تشخيص وعلاج الأورام لما لهذا الاتجاه من دور فعال في الارتقاء بمستوى الرعاية الطبية المقدمة لمريض السرطان في مصر لتصبح على نفس المستوى الذي يتلفاه المريض في كندا والولايات المتحدة. صرح الدكتور "عمرو عبد العزيز" بأن الجديد الذي يقدمه المؤتمر الطبي لعلاج سرطان القولون هذا العام عبارة عن طرق جديدة للعلاج، ففي الماضي كانت جميع العلاجات تتم بشكل منفصل حيث يخضع المريض للعلاج والمتابعة من جانب عدد كبير من الأطباء من مختلف التخصصات الطبية، وهذا ما يجعل علاج المريض يتم بشكل غير مرتب أو في حالة من عدم التنسيق بين مختلف التخصصات الطبية، وبالتالي الخاسر الوحيد في هذه الحلقة هو المريض الذي قد يدفع حياته نتيجة لعدم التنسيق. وأضاف الدكتور "عبد العزير" أنه من أجل الحفاظ على حياة المرضى وتوفير الرعاية الطبية لهم والعمل على التشخيص المناسب وكذلك تحديد العلاجات المناسبة فكان من الضروري إيجاد دور أكبر للتنسيق بين الأطباء المعالجين لحالات الإصابة بسرطان القولون تكمن في وجود فريق متكامل من الأطباء متعدد التخصص لمتابعة حالة المريض مثل وجود طبيب متخصص في الأنسجة وآخر في التحاليل الطبية، وطبيب أورام وأيضاً جراح أورام، ويتعاون جميع هؤلاء الأطباء من مختلف التخصصات لمراقبة ومتابعة حالة المريض عن قرب والنقاش المثمر لتحديد نوع العلاجات الأكثر مناسبة للمريض والتي تحقق استجابة سريعة. ومن أهم العلاجات التي ناقشها المؤتمر عقار بيفاسيزوماب - أفاستين وهو مضاد حيوي للبروتين "VEGF" يتواجد في خلايا الأورام السرطانية، ويؤدي إلى زيادة عدد الأوعية الدموية داخل الورم الخبيث، ووجود "VEGF" داخل الورم الخبيث يؤدي إلى ازدياد شراسة المرض، ويقوم بيفاسيزوماب (أفاستين) بإعاقة عمل ال "VEGF"، ويقلل عدد الأوعية الدموية داخل الورم الخبيث، مما يؤدي إلى تصغير الورم، وقد أثبت هذا العقار فاعلية في علاج سرطان القولون عندما يضاف الأفاستين إلى علاج كيماوي قد وصلت نسبة استجابة المرضى لعقار الأفاستين 79%. كما أعلن الدكتور "ياسر القرم" - أستاذ علاج الأورام - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش فعاليات المؤتمر الطبي لعلاج سرطان القولون والذي شهده نخبة من أساتذة الجراحة و الأورام بالجامعات المصرية، أن هذا المؤتمر يهدف إلى وضع الخطوط الإرشادية للطرق الجديدة للعلاج والتعرف على أحدث ماتوصل إليه العالم في مجال تشخيص وعلاج والوقاية من أورام القولون وأيضا وضع قواعد أرشادية للاكتشاف المبكر والعلاج الحديث بالاعتماد على القواعد الإرشادية الأوروبية مثل تعاونا في هذا المؤتمر مع جامعة اوتاوا الكندية. هذا و يعد سرطان القولون في مصر من المشكلات الصحية القومية نظرا لأنه يصيب الإنسان في حقبة عمرية منتجة ويصيب أيضا صغار السن من الشباب وهو يمثل المستوى الثاني من الإصابة بالسرطانات على مستوى العالم والثالث في أوروبا ووضعه في مصر بين ثالث ورابع الأنواع السرطانية، وينتشر المرض بنسبة أعلى لدى الذكور كما أن 30 % من المرضى يصابون في سن مبكرة أقل من 45 عاما ومن هنا تأتي أهميته كمشكلة قومية صحية في مصر وبالتالي له تداعياته الاقتصادية. وأشار الدكتور "عمرو عبد العزيز" إلى إن سرطان القولون من الأمراض القابلة للشفاء حتى في المراحل المتأخرة ويسهل اكتشافه مبكرا وتم علاجه بعدد من الاكتشافات العلمية الحديثة أهمها العلاج الموجه الذي رفع نسبة الشفاء من 15 إلى 50 %.