الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر الجديد ، استلهم صلاحيات لوزارته الجديدة ، التى فى رأيى تفتقر الى عوامل النجاح جميعها ، وفى المقابل قام المجلس العسكرى باعطائها كل الصلاحيات التى تحلم بها وأكثر ، فى كل المجالات الا فى شئون الدفاع والقضاء وهما يخصان المجلس العسكرى فقط ، برغم ان جميع المراقبين والمحللين يرون فى حكومة الجنزورى الجيل الثانى من الحزب الوطنى ، بالاضافة الى ابناء وزراء ، وتم استبعاد الشباب من الوزارة كما وعد الجنزورى ، وتم الاستعاضة عنهم بستة مستشارين للوزراء من شباب الثورة فى وزارات غير مؤثرة ، كل هذه الامور وغيرها تؤكد اننا مقبلون على مرحلة ربما تكون اسوأ من ذى قبل . رئيس وزراء بصلاحيات حديدية ، ووزارة معظمها من الجيل الثانى للحزب الوطنى ، وفى الآخر نقول تغيير ، ودماء الشهداء فى التحرير التى اتت بهذه الحكومة ، ووعود الجنزورى بأن هناك وزارة لشئون الشهداء ، وان هناك وزارات لشباب الثورة ، كل هذه الامور وغيرها تؤكد ان الجنزورى ، ربما جاء بتكتيك جديد ، نابع من صلاحياته الجديدة الغير مفهومة ، يعنى مثلا الجنزورى اللى اخذ صلاحيات رئيس الجمهورية باسثناء الشرطين التى يملكهما المجلس العسكرى ، يمكن مثلا ان يحل البرلمان فى حال حدوث مشكلات ، مش عارف ، لكن هذه الصلاحيات تبدو لى فى مشهد غير واضح . أما عن المشهد الآخر وهو فوز الاخوان ب 44 مقعد فى القوائم بنسبة 39,3% من مقاعد المرحلة الاولى بالنسبة للقوائم ، وحوالى 36 مقعد من مقاعد الفردى بما يمثل 80 مقعد من مقاعد البرلمان بنسبة 48,2 % من مقاعد المرحلة الاولى البالغ عددها 166 مقعد ، وبالنسبة للدائرة الاولى الساحل ، فقد حصل الاخوان بها على 4 مقاعد من اصل 10 مقاعد وكانوا قريبين جدا بالفوز بمقعدى الفئات والعمال بما يمثل ستة مقاعد تساوى 50 % من مقاعد الدائرة الاولى ، وبالنسبة لحزب النور فقد حصل على 28 مقعد قائمة وستة مقاعد فردى باجمالى 34 مقعد بنسبة 20,5 % من مقاعد الجولة الاولى وحصلوا فى دائرة الساحل على مقعدين قبل الغائها ، بما يمثل 20 % من مقاعد الجولة الاولى والحرية والعدالة على حوالى 50 % من مقاعد الجولة الاولى تقريبا . هذا المشهد الانتخابى المعقد يؤكد فى مجمله على شئ غير مفهوم ، فحصول الاسلاميين على 70 % من مقاعد الجولة الاولى تقريبا ، يمثل علامة فارقة فى تاريخ مصر ، بل ان المراقبين يؤكدون ان الجولتين الثانية والثالثة سيحصل الاخوان بهما على مقاعد اكثر ، لذلك فلابد ان نقول الاعلام الفاسد العام والخاص بالاضافة الى النخبة هما من صنعا حالة الاستقطاب الحاد التى نعيشها الآن ، وهى مرشحة للصعود فى المرحلتين الثانية والثالثة ، البداية بالهجوم على الاسلاميين ، وفاز الاسلاميون ، وتمت الوقيعة بين الاخوان والسلفيين ، والطرف الأخير مؤهل لذلك لضعف خبرته ، وللأسف ستزداد حالة الاستقطاب فى المحافظات التى يسيطر عليها الاخوان وهى معظمها فى المرحلتين القادمتين ، لاأريد ان استدعى نظرية المؤامرة فى هذا المشهد الحرج ، واقول ان امريكا حينما اعياها المشهد المصرى وبخاصة الاسلامى بعد الثورة ، اعدت لهذا السيناريو ، حتى تقضى على التجربة الاسلامية فى مهدها ، ويكون ضحيتها الاولى الاخوان . الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة حين قال اننا نطالب بتشكيل الحكومة اذا فزنا بأغلبية المقاعد ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وحينما استضافه الزميل وائل الابراشى فى برنامجه ، قال مرسى انا اردت ان أنوه لرئيس وزراء مصر القادم ان حكومته فى البرلمان اذا لم يكن عليها توافق ، فلن يمرر لها قانون من الاغلبية ، لذلك يعتقد البعض ان صلاحيات الجنزورى جاءت بعد هذه التصريحات ، لكى تعطى للجنزورى صلاحيات رئيس الجمهورية فيما عدا الشرطين الذى يملكهما المجلس العسكرى ، المشهد يبدو معقد ويحتاج لمزيد من التوضيح والتفسير ، والاخوان لابد ان يعوا الدرس سواء مشهد غزوة حنين ، او مشهد ثورة يوليو ، وأخيرا مشهد حادث المنشية ومحاكمات 1954 الدامية قبل فوات الآوان .