تفاقت في الأيام الأخيرة، أزمة أنابيب البوتاجاز، بعد اختفائها تقريبا من بعض مناطق الجمهورية، ما دفع مواطنين غاضبين وقفوا في طوابير طويلة للحصول على أنبوبة ولو بسعر خيالي، إلى اللجوء للعنف، ما زاد من اشتعال الوضع. مصدر داخل وزارة التضامن أكد أنها لم تستطع مواجهة أزمة البوتاجاز إلى الآن قائلا: "الوضع زفت ومش عارفين يعملوا حاجة"، وبينما يتهم عبد الخالق أكثر من مرة البلطجية بأنهم سبب الأزمة، بسبب سرقتهم سيارات نقل الأنابيب، يصر المحافظن أن الأزمة في طريقها للحل! ففي أسيوط، زادت حدة الأزمة بمراكز المحافظة المختلفة، وبلغت مداها في اليومين الماضيين، إذ شهدت عملية توزيع الاسطوانات احتجاجات واسعة وعمليات إطلاق نار ومشادات كلامية وتشابك بالأيدي والألفاظ النابية، ما دفع بعض أفراد اللجان الشعبية للتدخل في المساعدة في توزيع اسطوانات البوتاجاز، قبل أن يقوم المواطنين في منفلوط بالهجوم على سيارة شركة "بوتاجاسكو" وكسر الباب الحديدي للسيارة ومحاولة الحصول على الاسطوانات عنوة. وفي المنيا، اضطر أهالي القرى إلى قطع الطرق للتعبير عن غضبهم من عدم السيطرة على أزمة البوتاجاز، وفشل المسئولين في حلها والتلاعب بها في السوق السوداء، ما دفع الفلاحين في القرى إلى العودة لاستخدام الأفران والموقدات البلدية لطهي الطعام. وفي الإسماعيلية، انتشرت طوابير طويلة للغاية، مع استمرار تأخر وصول شاحنات نقل الاسطوانات القادمة من مصنع السويس إلى المستودع الكائن بحي الشيخ زايد. وفي أسوان، وصل سعر الاسطوانة إلى 30 جنيها في بعض مناطق المحافظة، وسط تبادل الاتهامات بالمسئولية عن الأزمة بين مسئولي التموين بالمحافظة والمواطنين الذين عبروا عن غضبهم من المسئولين، بعد أن اتهموهم بالتقصير في حل الأزمة والتنصل من المسئولية وإرجاعها لحالة الانفلات الأمني. أما في بني سويف، لجأت آلاف الأسر إلى استخدام الشعلة بعد تفاقم الأزمة واختفاء اسطوانات البوتاجاز، حيث دخلت الأزمة منعطفا خطيرا بعدما لجأ الأهالي إلى قطع الطريق الزراعي أكثر من مرة، والاستيلاء على سيارة البوتاجاز بالقوة. وفي الدقهلية، اتهم عدد من الموزعين إدارة المحطة بإعطاء الأولوية لأصحاب المستودعات دون مراعاة صغار الموزعين، وانتشرنت عمليات اعتراض البلطجية وأصحاب التروسيكلات "السريحة" للسيارات المحملة باسطوانات الغاز التابعة للمحافظة، والاستيلاء على حمولتها نهارا جهارا.