"يا خوفي يا بدران" ، جميعنا نتذكر تلك الجملة التي قالها أدهم الشرقاوي، لصديقه بدران الذي خانه وباعه في النهاية للإنجليز، لكنها هي الأقرب والأصدق توصيفا لحال المعتصمين في ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء، الذين يترقبون فض قوات الأمن لاعتصامهم في أي لحظة، خاصة مع بدء الانتخابات. فلليوم الثالث على التوالي، واصل العشرات اعتصامهم أمام مقر مجلس الوزراء، اعتراضا على تولي " كمال الجنزوري" رئاسة الحكومة، وواصل أيضا المئات اعتصامهم في ميدان التحرير والمستمر منذ أيام للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي مدني. واصلت اللجان الشعبية التي شكلها المعتصمون، هي الأخرى عملها، بتأمين مداخل الميدان، والذي فتحت عدد من الطرق منه أمام المارة، فإلى الآن مازالت اللجان الشعبية تغلق كافة الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية ومنها شارع الشيخ ريحان، وشارع محمد محمود، وعدة شوارع جانبية، وتمنع دخول أي من المعتصمين إلى تلك الشوارع. كما استمرت المستشفيات الميدانية في عملها، وتقوم بعلاج المصابين جراء الأحداث الماضية وصرف الدواء لمن يحتاجه من المعتصمين. ورغم عدد تراجع المتظاهرين تدريجيا، إلى أنه وحتى الآن يأمل الداعون للمليونية الرافضة لحكومة الجنزوري، أن تتزايد الأعداد، خاصة مع انتشار شائعة أن الجيش سيفض الميدان لمرور الانتخابات التي ستبدأ غدا الأثنين. المليونية دعت إليها حركات 6 إبريل و6 إبريل الجبهة الديمقراطية وشباب من أجل العدالة والحرية وائتلاف شباب الثورة، مؤكدين على أن شباب الثورة لم يلتقوا الدكتور كمال الجنزوري ولن يلتقوا به، لعدم اعترافهم بحكومته.