تبقى وحدها "الإرادة" فى صراع الإنسان مع نفسة ليصبح أفضل.. لتصبح هي المعركة العالمية التي يخوضها الإنسان يوميا ليصل إلى غد أفضل يخصه وحده وينعكس على من حوله شرط أن ينتصر في معركته. يقدم أحمد حلمي وفريق عمل فيلم "إكس لارج" وجبة متكاملة ابتعدت عن الأحداث السياسية التى تمر بها المنطقة، وكذلك الاقتباس اللذان أصبحا السمة العامة للأفلام في الفترة الماضية، بل ونجحوا جميعا في خلق حالة من الحنين لماضي قريب حيث بدأ حلمي في بعض المشاهد قريب الشبه بالراحل علاء ولي الدين حمل روحه وتفوق في أن يظهر شخصية الشاب البدين على الرغم من المكياج إلى اضطراره إلى وضع قناع يخفى ملامح وجهه تقريبا، وجاء أداءه الحركي متوافقا جدا مع الشخصية التي تعاني من سمنة مفرطة. مجدي هو اسم الشخصية التى يقوم بها حلمي في الفيلم ويعمل كرسام والذى يبحث عن الحب وتمنعه عدم ثقته فى نفسه بسبب سمنته المفرطة، محاط بثلاثة صديقات يساعدهن في حل مشاكل حياتهم ويساعدونه هم فى الوصول لقلب حبيبته، حلمي في هذا الفيلم تحديدا حمل عبئا مضاعفا يتمثل فى الميكاج المميز للشخصية والذى غطى ملامح وجهه - الذي الأداء الأولى والأهم التي يستخدمها أي ممثل في العالم للتعبير - لكن هذا المكياج لم يقف عائقا أمام حلمي في أن ينقل مشاعر الشخصية من الفرح للحزن للامبالاة بسهولة وكان هذا هو وجهه ولا توجد أي عوائق بينه وبين توصيل مشاعر الشخصية للجمهور، وبدا طبيعيا بالشكل الذي يألف معه الجمهور شكله للحد الذي يجعلنا نستغرب حلمي في نهاية الفيلم! ابراهيم نصر العائد بعد غياب عن السينما شارك حلمى فى تلقائية الأداء ولم يتحمل عبء المكياج، لكنه تحمل عبء غياب سنوات عن الشاشة كان مطالب بعدها بعودة قوية له كممثل غاب عن عيون الجمهور طويلا، عاد نصر فى دور خال مجدى بسيطا غير متكلفا، ولم يحاول تحميل الشخصية ابعادا اخرى فهو يمثل تاثير الزمن وغياب الإرادة فى التغيير ونجح فى أن يؤثر، وكسب عودة قوية بأداء بسيط غير متكلف. مؤلف الفيلم ايمن بهجت قمر وعلى الرغم من إستغلاله لتفاصيل فى شخصية مجدى سبق إستخدامها فى فيلم امريكى تم إنتاجه عام 2003 يحمل عنوان "American Splendor" وتناول قصة حياة الرسام هارفى باركر الذى قام بتحويل معاناته الشخصيه مع مرض السرطان إلى مجلة مصورة تحمل نفس اسم الفيلم وهى قصة حقيقية، لكن شخصية مجدى والتى استغلت أيضا كل ما يحدث من حوله ليكون مادة فى مجلة الكاريكتير التى كان يحلم بإصدارها جاءت لتحمل قيما مختلفة والتشابه فقط فى هذه المساله وابتعد قمر بما قام بكتابته عن الفيلم الامريكى وقدم شخصيات حقيقية نراها فى سياق الحياة اليومية فى مصر، لكنها فى نفس الوقت خيالية تقترب من القصص التى تنتهى دائما نهايات سعيدة، واستطاع بشكل مميز أن يعرض لفكرة الإدمان وغياب الإرادة فى مواجهته دون ان يقترب من شخصية المدمن بالشكل المباشر الذى تتناوله السينما عادة، واستطاع من البداية وحتى النهاية فى ان يضع المشاهد فى صف بطله، يشعر بضعفه ويتفاعل معه، وسار على نفس الخط فى الشخصيات التى تحيط بمجدى وعرض من خلال كل شخصية مشكلة من المشاكل العصرية التى تواجه المجتمع المصرى حاليا وابتعد عن التكرار ومحاولة فرض مشاكل بعينها تتناولها افلام اخرى لم تعد موجوده فى مصر بالوقت الحالى. الفيلم تعامل مع الشخصيات والمواقف بالفيلم بمبالغة تجعلها تنتمى لكوميديا "الفارص" التى اصبحت الشكل المعتمد للكوميديا فى مصر منذ سنوات، الا أن هذه المبالغة وعدم الواقعية كانت مضحكة ولم تستخدم ألفاظا نابيه او تسخر بشكل غير لائق من اى وضع، كذلك الحال مع الدراما فى الفيلم والتى على الرغم من توقع المشاهد لها الا انها جاءت فى السياق وبدت نتيجة طبيعية ولم تثر اى نوع من الملل على الرغم من كونها متوقعة.