فاز كتاب "نهر النيل مشاركة في مورد نادر" بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة لعام 2011، التي يمنحها المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتور فيصل يونس، حيث أعلن مدير المركز القومي للترجمة فوز المترجم "توفيق علي منصور" بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة، التي يمنحها المركز سنويا وقيمتها مائة ألف جنيه مصري، عن ترجمته لكتاب «نهر النيل مشاركة في مورد نادر»، من تأليف نخبة من الباحثين، والذي قام بتحريره بي بي هاويل وجي آلان. تسلم الفائز الجائزة في الحفل الذي أقيم اليوم بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وحضره عدد من كبار المثقفين والمترجمين في مصر، إضافة إلى السفير محمد رفاعة الطهطاوي، حفيد رفاعة الطهطاوي، وحفيدته الدكتورة نهى أبو سديرة الأستاذ بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة. وفي كلمته وجه الفائز بالجائزة الشكر للمركز القومي للترجمة ولوزارة الثقافة التي تقدم هذه الجائزة التي وصفها بالمتميزة، لافتا إلى أهمية الكتاب الفائز لكونه طرح جملة من التصورات المهمة لإدارة ملف مياه النيل، ووصفه بأنه "كتاب يضيء الطريق نحو تنمية مواردنا المائية". وأشار الدكتور فيصل يونس مدير المركز، في كلمته، إلى أن المركز بصدد تطوير عمله تجاه تفعيل خططه في تأهيل شباب المترجمين وتدريبهم، ونوه في هذا الصدد بأهمية اتفاقية التعاون التي وقعت أمس بين المركز ومركز دراسات الترجمة التابع للجامعة الأمريكيةبالقاهرة. وكشف يونس خلال كلمته عن آلية عمل الجائزة التي تقدم لها عدد من المترجمين المتعاونين مع المركز، مشيرا إلى أن أمانة اللجنة قامت كذلك بترشيح أعمال لم يتقدم بها أصحابها، وانتهت لجنة تحكيم الجائزة إلى اختيار قائمة قصيرة بالمترجمين الذين رشحوا للجائزة، وانتهت الى اختيار المترجم الفائز من بين عشرة أعمال ضمتها القائمة، وهي: كتاب «أينشتاين ضد الصدفة» للمترجم عزت عامر، و«المرجع في روايات الخيال العلمي» لعاطف يوسف، و«عصر علوم ما بعد الجينوم» ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي، و«طريق الجوع» ترجمة سمير عبد ربه، و«حرية زادها العرق» ترجمة فتحي باطة، و«الفتوح العربية الكبرى» ترجمة الدكتور قاسم عبده قاسم، و«الاستشراق الامريكي» ترجمة طلعت الشايب، و«لاؤوكون» ترجمة فوزية حسن، «الفيلموسوفي» ترجمة أحمد يوسف، إضافة لكتاب «نهر النيل» ترجمة توفيق علي منصور الفائز بالجائزة. وقد تسلم المترجمون في القائمة القصيرة شهادات تقدير خلال الحفل. يذكر أن الفائز بالجائزة توفيق علي منصور (من مواليد 9 مارس 1931)، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية، ودكتوراة في الأدب الانجليزي عام 1993 ويجيد الفرنسية والألمانية والإنجليزية، ألف وترجم ما يزيد على 60 كتابا، شارك في كافة الحروب التي خاضتها مصر منذ 1956 وحتى أكتوبر 1973، وحقق بعض كتاب التراث، وله عدة أعمال شعرية، وسبق أن فاز بجائزة عبد الله باشراحيل للترجمة عام 2009م. وقالت اللجنة في بيان صادر عن حيثيات فوزه بالجائزة: "تجلى بوضوح مدى الجهود التي بذلها، وربما تجشمها، المترجم في معرض التهيؤ مع التعامل مع النص، ومن ثم الإقدام على ترجمته إلى العربية، على نحو ما عرضه المترجم بقدر ملحوظ في التفصيل في مقدمته، ورغم أنه لم يورد حواشي من جانبه على المتن المترجم، إلا أنه ظل حريصا على إيراد المقابلات الإنجليزية للمصطلحات التي ترجمها"، وأشاد تقرير اللجنة ب"السلاسة اللغوية التي يتسم بها النص المترجم، سواء من حيث التراكيب النحوية أو دقة المفردات أو المصطلحات وكثير منها مصطلحات فنية تقنية"، كما أشاد بموضوع الكتاب بوصفه موضوع الساعة، حيث "يشكل الكتاب أهمية مرجعية للمعنيين بقضايا نهر النيل، فالكتاب يضم مساهمات لنحو 19 خبيرا في هذا الشأن، منهم العلامة المصري رشدي سعيد، والسفير سمير أحمد، ويغطي الكتاب بشموليته كل ما يتعلق بتاريخ نهر النيل وجغرافيته، فضلا عن النواحي السياسية والقانونية، ويعالج السياسات المائية، ويطرح تصورات بشأن تنمية الموارد". وخلال الحفل دعا مترجمون مصريون لتخصيص جائزة للترجمة العلمية، وطالب آخرون بالاهتمام بالترجمات التخصصية، بحيث تخصص جوائز لكل فرع، إضافة إلى تحصيص جائزة لأفضل مترجم شاب، وإطلاق الجائزة بحيث لا تقتصر عملية منحها على إصدارات المركز، كما هو متبع حاليا. وتحمل الجائزة اسم رفاعة رافع الطهطاوي (1216 ه/1801 - 1290 ه/1873)، من قادة النهضة العلمية والترجمة في مصر في عهد محمد علي باشا الذي حكم مصر في القرن التاسع عشر، وفاز بها في دورتها الأولى الدكتور مصطفى لبيب عبد الغني، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة عن ترجمته لكتاب «فلسفة المتكلمين» للمؤرخ الفلسفي هاري ولفسون، كما فاز بها في دورتها الثانية المترجم بشير السباعي العام الماضي عن ترجمته كتاب «مسألة فلسطين» في ستة مجلدات للمؤرخ الفرنسي هنري لورانس.