"نخشى أن تنتهي الثورة في مصر إلى أناس غير متسامحين لا يحبون أمريكا ولديهم سياسيات تؤذينا" هكذا عبر ديفيد اجناتيوس الكاتب الأمريكي بصحيفة "واشنطن بوست" عن الخوف الأمريكي من أن يصل الإسلاميين إلى الحكم في مصر، مضيفا أن أمريكا لاتريد لمصر أن تصبح مثل إيران وتسعى بكل قوة حتى لا يحدث ذلك فهي كالقطة التي تلتسع من الفرن فتخشى أن تلمس أي شيئ بارد. أجانتيوس أضاف خلال ندوة "كيف تفكر أمريكا في الربيع العربي؟" التي أقيمت مساء أمس –الاثنين- بالجامعة الأمريكية أن هناك تشائم في أمريكا حول اتجاه الثورة في مصر وهناك قلق حول الأوضاع بين المسلمين والأقباط وصعود الحركات السلفية يخيف الأمريكيين ،مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية مستعدة في الوقت نفسه للتعامل مع الممثلين المنتخبين طالما اختارهم الشعب بشكل ديمقراطي مدللا على ذلك بأن أوباما أرسل مبعوثا لإيران لحثها على التعاون مع الولاياتالمتحدة وكذلك حاول الاتصال بحماس عبر مصر، كما أن أهم العلاقات الدبلوماسية للولايات المتحدة هي علاقاتها مع تركيا رغم أن من يحكمها هو حزب إسلامي. تصريحات أجانتيوس جاءت ردا على سؤال السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق بالولاياتالمتحدة حول موقف أمريكا من التيارات الإسلامية التي ظهرت عقب الثورات العربية خاصة بعد فوز حزب إسلامي قوي في تونس وكذلك ظهور الإخوان والسلفيين في مص، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أخذت موقفا شديدا ضد حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. الكاتب الأمريكي قال أن الولاياتالمتحدة لم يكن مرحب بها من جانب مبارك في بعض الوقت وذلك لأنها كانت تطالبه بعمل إصلاحات ومراعاة حقوق الإنسان وعدم تزوير الانتخابات مضيفا أن أمريكا أيدت الثورة لأن مبارك حكم مصر فترة طويلة أكثر من اللازم . وحول ما إذا كانت أمريكا تريد أن يحكم مصر مدنيا أم عسكريا قال أجانتيوس أعتقد أن الولاياتالمتحدة تود أن ترى مصر تنتخب قائدا من أحزاب سياسية وما لا توده أمريكا هو وجود قيادة مفتتة وأحزاب ضعيفة ومزيد من الانفلات الأمني لان هذا الوضع سيجعل الناس تطالب بأي شخص يمكنه إصلاح الوضع حتى إذا جاء بطريقة غير ديمقراطية . ورأى ديفيد أجناتيوس أن لفظ الربيع العربي غير دقيق لأنه يعني أننا نعرف إلى أين ستتجه الثورات العربية إلى رقص وورود وموسيقى وهو أمر غير مؤكد حتى الآن .