ولاعبو الزمالك أدوا بثقة طوال المباراة لاعبو الأهلي فقدوا أعصابهم بعد ركلة الجزاء شتان الفارق بين مباراتي غزل المحلة مع الأهلي والزمالك مع إنبي اللتين أقيمتا أول أمس «الاثنين» في ختام الأسبوع السادس عشر لمسابقة الدوري الممتاز، فالأولي لم تكن مباراة في كرة القدم وطغي الحماس والعصبية علي النواحي الفنية وفقد نجوم الأهلي أعصابهم ونال وائل جمعة بطاقة حمراء ونال أحمد فتحي إنذارًا وفشل حسام البدري - المدير الفني للأهلي- في تجهيز البدلاء القادرين علي سد الفراغ الذي تركه غياب سيد معوض وجيلبرتو وأحمد حسن ومحمد أبوتريكة وعماد متعب، وأعتقد أن الفوز الذي تحقق في مباريات كثيرة بالدور الأول سيتكرر وأنه سيتحول لأسطورة تدريبية في مصر لأنه يفوز في غياب أي عدد من النجوم. في المقابل لم يشك حسام حسن - المدير الفني للزمالك - من رحيل عمرو زكي وأحمد حسام «ميدو» واقتصار مهاجمي الفريق علي اثنين فقط هما شريف أشرف وأحمد جعفر وحاول حسام حسن استغلال فترة توقف الدوري لتجهيز أحمد بوجي وحسام عرفات وسيد مسعد وتجربة أديكو في مركز المهاجم، وهذا هو الفارق بين مدرب لديه وفرة هائلة من المهاجمين ومع ذلك يعجز عن توفير بديل لعماد متعب ومدرب لديه عدد محدود من المهاجمين، لكنه يحاول تجهيزهم، وحسام البدري في غياب عماد متعب لديه محمد فضل وفرانسيس وأسامة حسني وهاني العجيزي وأحمد بلال أي خمسة مهاجمين علي درجة عالية من الكفاءة ومع ذلك ظهر فضل وفرانسيس بمستوي أكثر من متواضع ولم يسدد فضل كرة واحدة نحو المرمي حتي خروجه في الدقيقة 67 واخترع فرانسيس طريقة جديدة لتسديد الكرة من خارج منطقة الجزاء وأهدر كل الفرص التي لاحت له ولم يكن أسامة حسني أفضل حالاً بعد نزوله في الشوط الثاني، وفي الزمالك شاهدنا أحمد جعفر يلعب مهاجمًا وحيدًا، لكنه اجتهد وكان عاملاً مشتركًا في الهدفين الأول عندما لعب معه علاء علي هات وخد والثاني عندما تلقي كرة محمد إبراهيم العرضية وسددها برأسه قوية ارتدت من الحارس لحسام عرفات الذي أودعها المرمي. الفارق بين حسام حسن وحسام البدري أن حسام حسن يتعامل مع الواقع ويحاول تسخيره لمصلحة الفريق وحسام البدري الذي تسلم فريقه بطولة، لكنه أصر علي ترك بصمة يتحدث عنها الجميع وأصر علي الدفع بأحمد علي الذي ثبت مرارًا وتكرارًا أنه لا يستحق ارتداء الفانلة الحمراء. حسام حسن لا يشكو غياب النجوم، بل يحاول صنع نجوم جدد وعندما يدفع بعلاء علي وحسام عرفات في التشكيل الأساسي أمام إنبي فهذا دليل علي أنه مدرب جريء لديه رؤية واضحة المعالم، وقيامه بإشراك الصاعد محمد إبراهيم في الشوط الثاني يؤكد أنه إن كان يبحث عن النتائج الآن يسعي أيضا لصنع جيل قادر علي العطاء عشر سنوات مقبلة. الفارق بين حسام حسن وحسام البدري لم يكن السبب الوحيد في فوز الزمالك وخسارة الأهلي، لكن هناك أسبابًا أخري تتعلق باللاعبين داخل المستطيل الأخضر فلاعبو الأهلي فقدوا أعصابهم وأصبحوا علي درجة كبيرة من العصبية بعد هدف المحلة الأول، رغم أنه جاء في الدقيقة التاسعة أي أن الوقت كان كافيا للتعويض والفوز، صحيح أن ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف مشكوك في صحتها، لكن فريقًا بحجم الأهلي لا يجب أن يفقد لاعبوه أعصابهم لمجرد صدور قرار خاطئ عن الحكم في توقيت مبكر من المباراة، والغريب أن الدوليين وائل جمعة وأحمد فتحي كانا أكثر اللاعبين توترًا ونال الأول بطاقة حمراء في الدقيقة 40 كان يمكن أن تؤدي إلي عواقب وخيمة لولا قيام الحكم بطرد عماد عثمان لاعب المحلة في الدقيقة 45، وفي المقابل وضحت الثقة علي لاعبي الزمالك في مباراة إنبي وهذه الثقة كانت واضحة منذ تولي حسام حسن المسئولية فالفريق الذي خسر 6 مباريات في الأسابيع العشرة الأولي حقق ثلاثة انتصارات متتالية في نهاية الدور الأول ثم فازوا علي إنبي مما يؤكد أن الثقة وهدوء الأعصاب أحد أهم أسلحة الفوز لأي فريق. هناك فارق أيضا بين قلبي الدفاع في الفريقين فالثنائي محمود فتح الله وعمرو الصفتي كان عليهما عيبء ثقيل لأن إنبي لعب بمهاجمين ثابتين هما ديفونيه وأحمد رءوف وطوال الشوط الأول لم يخطئ فتح الله والصفتي وظهرت الأخطاء فقط عندما وضح الإرهاق علي محمود فتح الله وعلي العكس تماما لم يتعرض شريف عبدالفضيل ووائل جمعة - قلبا دفاع الأهلي - لضغط من أي نوع في مباراة المحلة الذي لعب بأحمد حسن فرج مهاجما وحيدًا خلفه محمود جاكسون وعبدالحميد شبانة ومع ذلك استخدم وائل جمعة العنف لإيقاف أحمد حسن فرج، والهدف الثاني للمحلة جاء من خطأ قاتل لقلبي الدفاع شريف عبدالفضيل ومحمد سمير لأن أحمد حسن فرج سبقهما للكرة المرتدة من القائم وأسكنها المرمي. سقوط الأهلي في المحلة لم يكن غريبا علي ضوء سيناريو المباراة والأخطاء الفادحة للاعبي الأهلي واهتزاز مستواهم وفي مقدمتهم محمد بركات الذي كان مفروضًا أن يقوم بدور صانع الألعاب والعقل المفكر، لكنه لم يفعل شيئًا سوي إهدار فرصة سهلة في الشوط الأول، وفوز الزمالك علي إنبي كان منطقيا في وجود مدرب واقعي يعرف كيف يستغل قدرات لاعبيه حتي وإن كانت محدودة ولا يبكي لغياب النجوم ووجود لاعبين اكتسبوا الروح والثقة والرغبة في الفوز المصحوب بأداء جيد كما حدث أمام إنبي