في أول يوم دراسة بالجامعات: وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان    تراجع ملحوظ في أسعار الذهب في مصر: ضغوط اقتصادية تؤثر على السوق    محافظ الجيزة يوجه بتبسيط الإجراءات والتسهيل على المتقدمين للتصالح في مخالفات البناء    إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي في إسرائيل    الجيش الإسرائيلي يعلن استدعاء 3 كتائب احتياطية لتعزيز الدفاع في القيادة المركزية    مراسل القاهرة الإخبارية: اللبنانيون لم يذوقوا النوم الساعات الماضية    أخبار الأهلي : أول قرار للخطيب بعد خسارة الأهلي لقب السوبر الأفريقي    ليفربول يخطط لضم نجم دورتموند في صيف 2025    الأرصاد: انخفاض جديد بدرجات الحرارة في هذا الموعد    رئيس مياه القناة: انطلاق استعدادات استقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    لمياء فهمي تطمئن الجمهور على حالتها الصحية بعد تعرضها لحادث سير    "وزير الدولة للإنتاج الحربي" يترأس مجلس إدارة المركز الطبي التخصصي    بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة النووية الثانية بالضبعة (صور)    تعرف على موعد حفلات تخرج دفعات جديدة من كلية الشرطة والأكاديمية العسكرية    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    رئيس جامعة أسيوط يشهد تحية العلم في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    أسعار الدواجن ترتفع اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    تجديد حبس عاطلين متهمين ب سرقة سيارة في الشروق    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    بأوتبيس نهري.. تحرك عاجل من محافظ أسيوط بعد فيديوهات تلاميذ المراكب    «الداخلية» تحرر 508 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وتسحب 1341 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    3 أفلام سورية بمهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة    بسبب طليقته.. سعد الصغير أمام القضاء اليوم    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب الالتزام به    حفيد عبد الناصر: الزعيم يعيش فى قلب كل مصرى    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    رئيس الرعاية الصحية يلتقي عددًا من رؤساء الشركات لبحث سبل التعاون    مجسمات لأحصنة جامحة.. محافظ الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة أدب الخيل    التفاصيل الكاملة لحفل أحمد سعد بمهرجان الموسيقى العربية    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل دولة مارقة لا تكترث للقرارات الدولية    وزارة العمل تستعرض أهم الملفات أمام رئيس مجلس الوزراء.. وتعاون مع "التعليم" في مجالات التدريب المهني    4 شهداء في قصف للاحتلال وسط قطاع غزة    عقوبات الخطيب على لاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر؟.. عادل عبدالرحمن يجيب    حدث ليلًا.. حزب الله يشعل النيران في إسرائيل وروسيا تهدد باستخدام النووي (فيديو)    عودة أسياد أفريقيا.. بهذه الطريقة أشرف ذكي يهنئ الزمالك بالسوبر الأفريقي    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    زيزو: قرار استمراري مع الزمالك الأفضل في حياتي    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أنغام تبدع خلال حفلها بدبي ورد فعل مفاجئ منها للجمهور (فيديو وصور)    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غادة نبيل تكتب: الفاجعة قادمة
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 10 - 2011


إن أخطر ما تتعرض له الثورات هو التعب .
هذه الخطة الجهنمية المحكمة – إرهاق الشعب والثائرين – هى بالضبط , وكما كتب غيرى كثيرون , هى ما يتم تفعيله ضد الثورة المصرية .
لا أعرف هل أعتب الآن , بأثر رجعى على التعب الذى أصاب الثوار والطلاب والنخبة وتلاميذ المدارس , أعتب على كل الأبرياء وكل غير المسيسين , وأشعر أنه من حقى أن أغضب منهم , رغم شهدائنا وجرحانا فى ثورة 25 يناير , لأنهم تعبوا بسرعة وصدقوا وافتخروا بما يسمى سلمية الثورة واشتاقوا مبكراً إلى دفء وسائدهم وأسرّتهم الناعمة مقارنة بأرصفة شوارعنا القذرة فى برد يناير , هل يستحقون غضبى وأنا من كنت منهم وبينهم , فأقول نعم كلنا نستحق ما سيحدث لأننا لم نتحسب له لكن مصر أبداً لا تستحق . وأؤمن أنه لو كان الشعب قد رأى ما يحدث الآن فى مصر واطلع على الغيب لبقى , يقيناً فى الميدان ولو لعام كما يفعل أشقاؤنا فى سوريا واليمن وليبيا.
الميدان بالشعب كله , كل طوائفه وطبقاته , وحدة تنهار أمامها الجبال والأنظمة العفنة والمخربون الذين يعودون الآن , بعد تسعة أشهر فقط هى عمر ثورتنا , ليدهسوا , كمدرعات الشرطة العسكرية وما فعلته بأجساد الأقباط أمام ماسبيرو , أقول ليدهسوا الثورة والشعب معاً .
أحزاب فلول الكلاب أوكلاب الفلول فى أول سابقة لثورة يسمح صانع القرار بعدها , لأنه ليس ثورياً , بأن تعود . كأننا مُقدّر علينا أن نظل نخضع لتمثيليات لا تنتهى , تمثيلية استفتاء لتقسيم مصر بعد حقها – بالشهداء - يا من تحكمون مصر الآن , أيها المجلس العسكرى الذىكان مؤتمناً على مصير مصر وثورتها ووحدتها , حقها فى نهضة مدنية عظيمة بكل أبنائها ذوى الكفاءات التى عطلها الفساد لعقود لأنهم ليسوا ذوى حيثية وليسوا حزباً أسود واطياً فاسداً اسمه الوطنى , ثم تمثيلية محاكمة كان الكل يتندر على نتائجها بلا تصديق رغم رؤية مبارك فى القفص , وكنا لا نثق فى القضاء وما زلنا وأقولها لكل العوار الذى أصاب جسد بلدى وروحها معاً ولم ينجُ منه إلا القليل , حتى البسطاء فى ميدان التحرير قبل شهادة المشيركانوا يقولون لى سيناريوهات من نوع " عدم الحكم عليه مهما حصل وتهريبه لبره ويمكن العادلى ياخد حكم بس برضه حيتهرب بره وكل التانيين حيعملوا لهم كده " .
بين التمثيليتين دم وبعدهما دم . لأن المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه سابقاً لكن نؤمن أنه لا يتمتع بخبرة سياسية وأن هذه هى كل المشكلة , صار مجلساً يسمح للفلول بمزاولة النشاط السياسى فى أول برلمان منتخب سيأتى بعد ثورة الألف شهيد فى 25 يناير , ولأن المجلس العسكرى ألهانا , على نحوٍ مُتَعَمَد , بمشكلة مجابهة كل فلول وعناصر الحزب الوطنى التى ما زالت تقبض بيد حديدية على كل مواقعه فى كل مكان ببلادنا , وذنب التيارات الإسلامية لا يقل عن ذنب المجلس لأن المتطرفين الذين يكفروننا , لم ينشطوا أو نسمع لهم حساً إلا فى التصدى لكل من ليس منهم , سواء من الأقباط وغير المسلمين أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين , وأفاضوا علينا بفتاواهم ونواياهم لدى تولى حكم مصر الجريحة العليلة , بل امتد تكفيرهم كما نعلم لمواطنين عاديين ومحجبات قد لا يرغبن أو يرغبون فى دولة دينية سلفية تختبئ وراء الإخوان " المعتدلين " , فانشغل الشعب وخاصة مؤيدى الدولة المدنية بمجابهة هذه الفظاعات والتوعدات التى من شأنها أن تؤدى , إذا ما استفحلت بلا مواجهة أو تصدٍ , لحربٍ طائفية , بدليل الاستقطاب الحاد فى المجتمع الذى لم يجد ائتلاف شباب الثورة فى أنفسهم , مع كل نواياهم وجهودهم الوطنية المخلصة , قدرة على دفعه أو التعامل معه خاصة وأنهم ليسوا من الشباب المسيس أصلاً فجاءت ما تُسمى بلحظة الحقيقة , والشباب يهرولون كل شهر أو أكثر إلى هذه المحافظة أو ذلك الحى لدرء مأساة الفتنة الطائفية التى تم تركيز الفلول عليها بوصفها أقصر الطرق وأسرعها لتهديم مصر وتثبيت الفلول فى مواقعهم , وسرعان ماتم الاستغناء التدريجى أيضاً عن الجهود المبذولة من شباب الثورة لاحتواء الفتن بعد اشتعالها , كما حدث فى أطفيح , إلى استبدال تدريجى لهم بعناصر من مشايخ السلفيين وعودة متعملقة لما يسمى بالمجالس العرفية تستجيب دائماً لمطالب الطرف الأقوى فى المعادلة الطائفية وهو الطرف المتعصب المفتعِل للأزمة من الأصل , كما حدث فى إمبابة ( ولو أنهم أيضاً كانوا بدأوا مبكراً فى أطفيح ورأينا الشيخ حسان يخطب فى الجموع هناك ) وفى الماريناب بإدفو وغيرها . وطبعاً قد كتب فى معنى الاستعانة بمجلس عرفى من كتب , فما هو إلا ضوء أخضر للمتعصبين لإملاء شروطهم فى أية حادثة طائفية يكونون هم المتسببين فيها كأنما يحكمون مصر قبل أن يحكموها فعلاً , كما أن دولة تحيل أمورها إلى فئات دينية معينة ذات توجه فكرى أصولى بالغ الانغلاق والإقصاء للفكر المختلف ( مع تسليمنا بوجود استثناءات داخل الفكر الإسلاموى وحتى السلفى بالطبع ) أقول , دولة تسلم وتفوض سلطاتها لفئات معينة بداخلها هى دولة مُصابة وتعلن ضعفها بل هى متنازلة عن دورها والدولة إذ تتنازل عن دورها فى أن تقوم بما يشبه التحكيم والفصل بين فئاتها المتنازعة لصالح القانون الذى قامت الثورة بسبب غيابه , هى دولة تدفع فئاتها وطوائفها الأضعف خاصة للإيمان بانحيازها لطرف على حساب آخر , وهذا هو مدخل الفتنة الطائفية المتكررة المشاهد مع اختلاف الأماكن فقط فى كل حادثة .
أقول هذا ليس من منطلق تحليل ورؤية شخصية فقط , ولا نتاج ما تداولته الصحف منذ فترة بشأن شهور العسل الممتدة ما بين المجلس العسكرى وجماعات الإسلام السياسى المصرية بل أيضاً لأننى سمعته صراحة كشكوى من الأقباط وقت أزمة قرية صول وكنيستها بأطفيح والتى أوصلتنا لكارثة قرية الماريناب بإدفو والتى بدورها , ونتيجة عدم إقالة ومحاكمة محافظها بطل الفتنة بامتياز والذى أعلن انحيازه للطرف السلفى الذى " يتحامى به المحافظ " على حساب الأقباط دون أدنى تقدير لخطورة موقفه وحساسية منصبه فغيب العدل لينفجر الأقباط أمام ماسبيرو ويحدث ما لا يريد المجلس العسكرى الاعتراف به : تورط المؤسسة العسكرية فى إراقة دم المصريين ولوكنتيجة لتدخل بلطجية فلول منهم ما يزيد عن 165 ألف متعاون مسجل خطر فى الشوارع كان وزير الداخلية المحبوس الذى سيبرأه المجلس العسكرى , مسئولاً عن إطلاقهم ككلاب مسعورة على الشعب المصرى فى الانتخابات أيام مبارك, ثم فتح لهم السجون بحصانة كتابية ( عميد على جلال مدير إدارة التعاون مع المدنيين لجهاز مباحث أمن الدولة بأمر وزيره )كما أفادنا إبراهيم عيسى فى مقاله المنشور بجريدة التحرير بتاريخ 13 أكتوبر 2011.
لعل المجلس العسكرى الآن يعرف ما تهامس به لى الأقباط أمام ماسبيرو وقت أزمة صول . لدى الأقباط يقين أن الجيش وسيادة المشير شخصياً قد " تأسلما " وقد تعزز هذا اليقين لاحقاً مع كل حادثة طائفية كان الأقباط يرون فيها قوات الجيش والشرطة العسكرية تقف بمدرعاتها ودباباتها بلا أدنى تدخل , لأنه لا توجد أوامر بذلك , أمام مرأى حرق كنيسة يستغرق عدة ساعات كما حدث فى إمبابة , أو هدم كنيسة متهمة بأنها ليست أصلاً كذلك رغم وجود مستنداتها ككنيسة منذ أربعين عاماً , ما استغرق وقتاً طويلاً والكل مشارك ولو بالمشاهدة كما حدث فى الماريناب .
ثم , الدولة الضعيفة لا تظهر قوتها إلا على المعتدى عليهم , وطالما الطرف المجنى عليه يهتف ضد صانع القرار الذى لا يقوم بواجبه فى حمايته فالطبيعى أن يهتف ضده المجنى عليهم لأننا لم نقم بثورة استشهد فيها من استشهد لكى نعود خلفاً دُر لمربع الخوف الأول .. وألا إيه ؟؟!
كم تبدو المسافة هائلة بين من هتفوا فى مليونياتهم " يا مشير يا مشير من النهاردة أنت الأمير " ( يقصدون أمير الجماعة ) ومن يهتفون بالإعدام لنفس الشخص بعد مذبحة ماسبيرو !! . فمن , غير المجلس سبّب هذا الانقسام الذى بدأ كما أسلفنا بالاستفتاء إياه , والذى تم دهسه بقرارت وبيانات لاحقة عليه من المجلس العسكرى ؟ .
كيف لا يصدق الأقباط أنهم يُعاقَبون , لثورتهم ضد الظلم والتحرش الطائفى المستمر والهبّة للدفاع عن مقدساتهم التى ما كانوا سيتظاهرون ضد هادميها وحارقيها لو كانت الدولة أتت لهم بحقهم من البداية ؟! . كيف لا يصدق الثوار وجموع المواطنين المصريين الشرفاء ومن ليسوا فلولاً أنهم يُعاقَبون على تصديهم للفلول وإصرارهم على قانون ( الغدر ) العزل السياسى لمجرمى الحزب الوطنى المنحل صفة وأداء بتعهيره للحياة السياسية والاقتصادية للمصريين , حين يمتنع المجلس بإصرار أشد وبالغ الغرابة يذكرنا بعناد مبارك المخلوع المجرم عن الاستجابة لمطلب الجماهير وكل من ليسوا فلولاً فلا يصدر القانون الذى حمت به تونس ثورتها ؟! . ونجد رموز الوطنى مثل " الغول " وطارق طلعت مصطفى ( نعم شقيق القاتل والناهبين لنصف أراضى مصر قبل الثورة وما زالا ) يتدفقون مع غيرهم بصفاقة الفاسدين الواثقين الذين يريدون مص ما تبقى من دماء مصر وعطلته الثورة لفترة . كيف يفسر لنا المجلس العسكرى استفزاز الشعب بالإبقاء على محافظ يده ملطخة بدماء من سقطوا من شهداء الأقباط والجيش ومثله وزير الإعلام أسامة هيكل بتليفزيون لا يتقيأ علينا سوى الأكاذيب التى تملى عليه فيمليها علينا , دأب على مواصلة نهج التدليس على مواطنين ثاروا على التدليس والمذلة , تليفزيون " الكوبرى الهادئ المدعو قصر النيل " والذى سقطنا عليه بالغاز والمطاطى والخرطوش وخراطيم المياه فى 28 يناير ورأيت على شارعه ورصيفه أزكى الدماء فى نفس اليوم , تليفزيون الفتنة الطائفية والتحريض الجاهل وفلول غاربة ميتة لا تريد أن تغرب وتنزاح لأن صناع القرار لا يزيحونها بل يرونها وكما قالوا رداً على الشريف جلال عامر " كلكم الشعب " .
لا يا سيادة المشير ومليار لا أيها المجلس العسكرى . تعلمون ونعلم , أن فى القانون العسكرى , الخائن يتم إعدامه , لا تسامح أو تفاهم فى هذا . والفلول خونة ومن أنقذته شهادة المشير من حكم ولو بدون تنفيذ , يراه الشعب خائناً ( عدا فلوله والمنتفعين بحكمه طبعاً ) ولقد ائتمناكم على حماية هذه الثورة منه وليس العكس , كما يقول كل من أعرفه الآن .
كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته . مبارك كان هو " الراعى " لكن ليس لكل مصر بل لعائلته ولأحمد عز وهشام طلعت مصطفى وزكريا عزمى وصففوت الشريف وفتحى سرور ولل " الغول " ولكل رؤساء الصحف القومية والإعلام وسدنة حزبه فىكل موقع , كان راعياً للفساد بلا حياء ومسئوليته السياسية عن دماء شهداء ثورتنا المباركة العظيمة لا تلغيها شهادة المشير لصالحه والتى ستؤدى , بالتبعية لتخليص قاتلنا , وزير داخليته الفاسد الآثم المجرم الحبيب العادلى من دمائنا .
أيها المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه تماماً ورغم تعيين مبارك لكم وعدم استبعاده لأى منكم , لقد قمتم بدور لا نملك إلا أن نصرخ به فى وجوهكم : لقد ألهيتم الشعب وأرهقتموه بعودة الفلول , كما ألهت التيارات الإسلامية أنصار الدولة المدنية وشغلتهم بحملات التكفير والتهديد بسياسات مرتقبة وبرامج ( إن جاز وصفها كذلك) إقصائية إرعابية من نوع تشميع وجوه آثارنا على الطريقة الطالبانية أو تغيير أهداف السياحة لتصبح الدعوة للإسلام وملاحقة العلمانيين والعلمانيات على صفحات الجرائد المستقلة والإليكترونية وعمل صفحات بأسماء أعدائهم , أو من جعلتموهم خصومكم السياسيين بدلاً من التكاتف كيدٍ واحدة لصالح مصر , فأنت أيضاً مسئول عن جريمة حرق مصر , لو هى احترقت واندلعت حرب طائفية كنت أتوقعها منذ عهد الرئيس المخلوع المجرم ولأجل هذا لم نستطع الانتباه لثورتنا وحمايتها وهى تُسرق منا , من الفلول كما تُسرق منكم يا معشر الجماعات الدينية السياسية .
الكل , فلول وإسلاميون يتعجلون قطعة من البلد , يسيل لعابهم على حكم وطن جريح لم يتدخل أحد لإنقاذه سوى مجموعة شباب مثاليين انضم إليهم المظلومون بالملايين , ولقد تعب هؤلاء المظلومون الآن كما خطط من تسلموا " قيادة البلد " . الكل , بصمتهِ فىكل حادثة طائفية مسئول عن الانفجار الطائفى الآتى ولا يبدو أن أحداً يهمه أو يتصور إمكانية التقسيم والتدخل الخارجى , متى استعان بعض الأقباط بالغرب ومن يدخل المواقع المسيحية منذ فترة يقرأ مؤشرات الدمار القادم الذى صنعه التعصب الإسلامى بشكلٍ متصاعد منذ بداية السبعينيات وبالأحرى بعد حرب أكتوبر العظيمة .
المجلس وهو يعطل الثورة بكل قانون ضدها كان يمهد لذلك دون قصد , كما يمهد الفلول لذلك بلا أدنى اهتمام وربما بحرصٍ انتقامى , وهى نتيجة تتحينها إسرائيل بالتأكيد وكما يمهد للكارثة الشَرَه من بعض التيارات الإسلاموية التى لم تنتظر حتى حدوث الانتخابات لتتوعدنا بأفكارها وملاحقات بعض قياداتها للمختلفين معهم ولو من عامة الشعب . ثم أن تبادل الإشاعات فى جوها المثالى الآن سيكمل المهمة . ستحدث مذبحة طائفية أخرى بعد ماسبيرو ولن يظل الأقباط ضحايا فى كل مرة فقد ملوا هذا الدور ولم تعد كنيستهم تسيطر عليهم تماماً كما كانت تفعل خاصة فى ظل الانفلات الأمنى المتعمد الذى واكب الثورة بفعل فاعل معروف .
البداية بدأت بالتوقيف على الهوية والقتل من مواطنين ضد بعضهم البعض نفس يوم المذبحة الأخيرة الأحد 9 أكتوبر الجارى فى أحياء المنيرة وبعض مناطق وسط البلد ثم تلاحق التحرش والعدوان فى حى شبرا من السلفيين ضد الأقباط ومن جماعات بلطجية مدفوعة الأجر بالكامل من فلول يراهم المجلس العسكرى ويصفهم بأنهم " كلكم من الشعب " وقرأنا عن الاعتداء الذى تعرض له مشيعو جنازة شهداء الأقباط وهى تخرج من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية . إذن بدأنا نفعل فى بعضنا البعض ما يفعله كلاب بشار الأسد فى الشعب السورى حين يهاجمون الجنازات التى اغتالوا أبطالها أصلاً وكما يحدث فى العراق حين تتم مهاجمات طائفية وعشائرية وأمنية على المشيعين فى جنازات لمواطنين اغتالهم النظام " الديمقراطى " بعد الغزو الأمريكى وصرنا نقترب ونتشابه أكثر فأكثر من سيناريو " لبننة " مصر لتنفجر حرب أهلية طائفية قبل أن نبدأ بناء بلدنا وتضميد جراحها.
إلى حين يحدث ذلك , لا أحد برئ ولا كاتبة هذا المقال .
كلنا , بتراخينا أو انتهازيتنا سنكون قد ساهمنا فى الانفجار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.