قالت مصادر أمنية بشمال سيناء أن خمسة ملسحين ملثمين على الأقل اختطفوا اليوم - الخميس - حافلة كانت تقل مجموعة من المدرسين تحت تهديد الأسلحة الآلية لتوثيقها بسبب وجود خلافات بين أفراد من أحد القبائل بمدينة العريش وأحد القبائل البدوية بوسط سيناء. وأضافت المصادر أن الحافلة كانت تنقل مجموعة من المدرسين والعاملين بمدرسة لحفن للتعليم الأساسي ( على بعد حوالي 10 كيلو مترات جنوب مدينة العريش ) إلى مقر المدرسة وقت الهجوم عليها واختطافها. وتابعت أن الحافلة اختطفت قبل الحاجز الأمني بمنطقة لحفن (على طريق مطار العريش ) وأنه تم إنزال الركاب منه بدعوى توثيقه لوجود خلافات قبلية إلا أن سائق الحافلة رفض النزول وتضامن معه مدير المدرسة ويدعى معروف أبو شيتة (من العريش ). وقد اقتاد المسلحون الحافلة بالسائق ومدير المدرسة تحت تهديد الأسلحة إلى مكان مجهول. وقال شهود العيان من المدرسين والعاملين بالمدرسة أن الحافلة كانت تقل نحو 50 فردا وأنهم نزلوا منها جميعا تحت تهديد السلاح فيما عدا السائق ومدير المدرسة. والتوثيق ظاهرة عرفية تنتشر في المجتمع البدوي وكانت تعني قديما أنه في حالة حدوث مشكلة بين اثنين من بدو سيناء ، فيطلب أحدهما من الآخر أن يحدد جلسة عرفية لحل النزاع بينهما ، فإذا رفض الطرف الآخر أن يجلس معه عرفيا لحل النزاع ، يقوم بأخذ الجمل الذي يمتلكه ويربط قدميه لإجباره على حل النزاع. وهذا الأسلوب كان يتم قديما كنوع من التنظيم لحل النزاعات بين القبائل ، وينظمه القضاء العرفي السائد ولكنه تحول في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه السطو المسلح. وأصدرت دار الإفتاء المصرية ( أمانة الفتوى) في العام قبل الماضي أول فتوى في تاريخها بخصوص تحريم ظاهرة "التوثيق" ، وقالت أن هذه الأساليب في طلب الحقوق أو الحصول عليها حرام شرعا ، بل معدودة من كبائر الذنوب ، فالخطف والتهديد بالقتل إفساد في الأرض وقطع للطريق ، وقد حذر الشرع من ذلك ونبه على عظيم جرمه ، وأغلظ الحد على فاعله ومرتكبه.