أنا باعترف إني ماكنتش باحب صوت أم كلثوم نهائيا، وياريت الموضوع كان كده وبس، ده حتي لما كنت أتواجد في أي مكان وأستمع إلي صوتها، كنت أحاول أن «أغلوش» علي الصوت بأي طريقة سواء بالحديث بصوت عال أو حتي التخبيط علي الترابيزة.. بصراحة كده أنا كنت بكرهها أصلا.. ده أنا حتي ماكنتش بحب أقعد مع أصحابي علي قهوة «أم كلثوم» اللي في وسط البلد، ولكن برضه دي حاجة مقدور عليها، إنما بقي لما ارجع البيت مثلا وألاقي والدي بيسمعها، بابقي مش عارف اتصرف إزاي، لكن كنت باصطاده وهو في قمة السلطنة والاندماج وأعلن اعتراضي: «إيه اللي إنتوا بتسمعوه ده.. انتو قدام قوي»، لكن للأسف كانت هذه فرصة أخري كي أستمع إلي وصلة طويلة عن أيام العز وأيام أم كلثوم اللي فاتتنا، ويختتم أبي المحاضرة بجملته الشهيرة في بيتنا طبعا «يا سلام علي اللي كان يقدر يحضر حفلتها»، وقتها كنت باقفل باب المناقشة بأي حجة، لأني كنت مقتنعا جدا إن فيه ناس غيرها كتير أصواتهم هايلة ومش واخدين حقهم زيها، لكن بالرغم من كل المحاضرات اللي كنت باسمعها من والدي عن صوت «الست»، حبي لها جه عن طريق تاني خالص.. في يوم مش هانساه كنت في وسط البلد، لقيت واحد غلبان قوي ممكن يكون شحات.. بس لقيته ماسك راديو صغير وبيسمع أم كلثوم، وهي بتقول: «أمل حياتي يا حب غالي.. ده حبيب إمبارح وحبيب دلوقتي».. الراجل كان مبسوط قوي.. وكنت حاسس إنه منتشي قوي.. كل ده برغم مظهره اللي يوحي لك بإنه لم يذق طعم الطعام منذ ثلاثة أيام علي الأقل.. هل أم كلثوم فقط هي من سببت له كل تلك النشوة؟ هنا شعرت أنها فعلا سيدة عظيمة، ومازالت أغنية «أمل حياتي» هي أحب أغنيات الست لدي.. فقط بسبب هذا الرجل وليس بسبب والدي الذي كانت حواراتنا المتكررة معا حول أم كلثوم تشبه ذلك المشهد في فيلم «فرحان ملازم آدم»، عندما طلبت ياسمين عبدالعزيز من فتحي عبدالوهاب الغناء وقال لها فتحي عبدالوهاب: «يااااه ده احنا عندنا أغاني أحسن من أم كلثوم»، فيرد عليه حسن حسني: «أحسن من أم كلثوم؟ إنت هتكفر يا جدع».