في محاولة لوضع رؤية للبحث العلمي في مصر ما بعد الثورة، استطلع «الدستور الأصلي» آراء الحاصلين على جوائز الدولة للأفراد والمؤسسات لعام 2011 حيث قاموا بوضع خارطة طريق للبحث العلمى تقوم على مجموعة من الخطوات الواجب اتخاذها لنهضة البحث العلمى المصرى. بداية يؤكد الدكتور مدحت عبد الخالق الحاصل على جائزة فى مجال العلوم الأساسية ورئيس قسم الطيف بالمركز القومى للبحوث على ضرورة ضم المراكز البحثية تحت مظلة واحدة وهى وزارة البحث العلمى من بينها هيئة الطاقة الذرية التابعة لوزارة الكهرباء والمراكز الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، وأضاف بضرورة مركزية البحث العلمى بدلا من قيام الأفراد بوضع خططه وذلك لتفعيل تنفيذ خطط الدولة . ويتفق العديد من الحاصلين على جوائز الدولة على ضرورة زيادة تمويل البحث العلمى فى مصر، حيث وصفة الدكتور أحمد المليجى الحاصل على جائزة فى الجيولوجيا التطبيقية "بالتمويل المنعدم" وقال: "إحنا بنشتغل على أبحاثنا من مرتباتنا والثمن عند ربنا"، بجانب توفير الأجهزة الحديثة فى المعامل كما يذكر الدكتور محمد فتحى فرج الحاصل على جائزة الدولة فى الثقافة العلمية . بينما يرى الدكتور مجدى النشار الحاصل على جائزة الإبداع العلمى لشباب الباحثين ورئيس مجموعة النانوتكنولوجى فى القومى للبحوث أن البحث العلمى فى مصر لم يتغير حتى الآن وقال: "حتى نشعر بالتغيير فى بيئة البحث العلمى علينا تغيير إسلوب إدارته و زيادة المرتبات التى لم يطرأ عليها أى تغيير بعد الثورة " . ودعى الدكتور خالد زكى الحاصل على جائزة فى مجال الكيمياء وأستاذ العلوم البيئية لاهتمام بشباب الباحثين الخريجين الذين يبذلون مجهودات مضاعفة ولا يحصلون فى المقابل على تقديرا سواء معنويا أو ماديا متسائلا عن سبب إهمال ثمرة البحث العلمى المتمثلة فى شباب الباحثين دون رعاية . واقترحت الدكتورة إيمان بكر الحاصلة على جائزة باثولوجيا الحيوان أن يتم ربط البحث العلمى بالمشاكل المجتمعية فى المجتمع المصرى و مساهمة الشركات و المصانع فى تمويل البحوث العلمية بحيث يستفيد الباحث و القطاع الخاص و ينعكس ذلك فى النهاية على المجتمع المصرى . فى الوقت الذى يرى فيه الدكتور محمود جبر، الحاصل على جائزة العلوم الطبية، جانبا مضيئا فى مناخ البحث العلمى يتمنى تنميته وهو مساهمة الجميعات الخيرية والأهلية فى تمويل البحث العلمى مثلما فعلت مؤسسة مصر الخير متمنيا أن تحذو باقى الجمعيات حذوها فى تمويل الأبحاث الجادة مثلما حدث فى تمويل بحث الدكتور محمد غنيم خبير جراحة الكلى فى الشرق الأوسط عن إستخدام الخلايا الجذعية لتحويلها فى إنتاج الإنسولين لعلاج مرض السكر . ويرى الدكتور أحمد العاصمي، الحاصل على جائزة الجراحة الخاصة، أن تحسن وضع مصر الإقتصادى سينعكس على زيادة ميزانية البحث العلمى، ومن ثم تحسن المناخ العام له، وقال: "لا يعقل أن العديد من قطاعات الدولة تعانى نقص المرتبات و تقوم الدولة فى المرحلة الحالية بزيادة ميزانية البحث العلمى مما يجعل تحسن أحواله لن يكون فى القريب العاجل" . ويلقى الدكتور شوقى عوض الحاصل على جائزة مكاوى الطبية الضوء على جانب مختلف للنهضة بالبحث العلمى فى مصر متمثل فى دعم روح الفريق والعمل الجماعى بحيث لا يعمل الباحثين فى جزر منعزلة .