لعبة القط والفأر، هي بالضبط الحالة التي عليها العلاقة بين محافظة القاهرة والباعة الجائلين بشوارع وسط البلد، المحافظة تعلن كل يوم عن القيام بحملات مكثفة لرفع الإشغالات من شوارع وسط المدينة، وإغلاق المقاهي التي تحتل الأرصفة، لكن على أرض الواقع لا يحدث شئ فبعد أن تنصرف القوات التابعة للمحافظة من شارع تعود من جديد هذه الإشغالات إلى أماكنها. شوارع طلعت حرب و26 يوليو وسوق التوفيقية وميدان الأوبرا، التي أعلنت المحافظة خلال الأسبوع الماضي أنه تم إخلاؤها بالكامل من الباعة الجائلين، احتل الباعة نهر الطريق في هذه الشوارع مرة أخرى، وعطلوا حركة مرور السيارات، لتواجدهم على جانبي الطريق، وفتح جزء صغير من الطريق لا يسمح إلا بمرور سيارة واحدة فقط. الباعة قالوا ل"الدستور الأصلي" أنهم يتعرضون لمثل هذه الأعتداءت قبل الثورة وبعدها، و"لا يريد أن يفهم أي مسئول حتى الآن أن هذه البضاعة هي مصدر رزقنا الوحيد"، وأضافوا بأن الشرطة العسكرية والأمن المركزي أعتدوا عليهم بالضرب، وقامت شرطة المرافق بمصادرة البضاعة، مطالبين بأن يتم التعامل معهم بطريقة أفضل من ذلك، وأن توفر المحافظة لهم أماكن حتي يتمكنوا من العمل، واشترطوا أن تكون هذه الأماكن قريبة كأن يتم تخصيص شوارع بوسط القاهرة لهم ويتم حظر سير السيارت بها كشارع الشواربي. مقاهي وسط البلد وشارع البورصة، التي تم إغلاقها الأسبوع الماضي عادت فتح أبوابها مرة أخرى، واقترح عدد من أصحاب المقاهي أن يتم استئجار المكان الذي يستغلونه من الشارع خاصة وأن الشارع مخصص للمشاه فقط، وقالوا للتحرير أنهم تقدموا بطلب إلي اللواء خليل غازي رئيس حي عابدين بأن يتم تأجير هذه المساحة ويتم تخصيص جزء من الشارع لمرور المشاه، ويعاقب من يعتدي علي هذه المساحة. وكانت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة استعانت بقوات من الشرطة العسكرية ومديرية أمن القاهرة لمطاردة الباعة الجائلين المنتشرين بشوارع وسط البلد، وصادرت كميات كبيرة من بضائعهم، وخلال الأسبوع الماضي قامت القوة بمطاردة الباعة بشوارع 26يوليو وطلعت حرب، وفي شارع التوفيقية وسور الأزبكية وإخلاء حديقة الأزبكية.