باديء ذي بدء أحب أن أوضح أني مع الثورة قلبا وقالبا. وأنني بصراحة أكره إسرائيل وأمقت أفعالها وأخجل من اتفاقياتنا معها وأموت غيظا من تخاذلنا أمامها وأكاد أجن من إهدار ثرواتنا لصالحها . كما إن الصوت الوحيد الذي أحبه بعد صوت الست وهي تطربني بألف ليلة وليلة, هو صوت شعبولا شاديا بأغنيته; أنا بكره إسرائيل, أقولها لو اتقتل!. وعندما قتلت إسرائيل عددا من جنودنا قريبا علي الحدود, ثار الشعب!. ورفضت هي الإعتذار!. وأرسل الشعب الثائر رسالته القوية للحكام أولا ثم لإسرائيل ثانيا إنه, كشعب, كاره لإسرائيل ورافض لأفعالها. وكان رد المجلس الحاكم; إشاعة عن سحب السفير, أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي ثم المسودة ثم اهمال مشاعر الشعب وعدم مخاطبته, تماما كأيام المخلوع!. ورد الشعب بشاب بسيط منه, تسلق العمارة ووصل للسفارة وأنزل علم اسرائيل ورفع علم مصر مكانه. وبالرغم من بساطة الحدث وبراءة الفعل, ألا أنه أفرح قلوب الكثيرين وصار بعدها الفاعل بطلا ورمزا مستقرا في قلوب الكثير من المصريين. ثم ماذا كان رد المجلس؟ فبدلا من ان يتخذ موقفا أو يفعل شيئا يحسب له ويساير رغبات شعبه الذي ارتضاه حاكما, مثل سحب السفير أو تخفيض التمثيل ولو مؤقتا, كان رده جدارا خرسانيا عازلا ليحمي السفارة, ويعزله هو الحاكم أكثر عن الشعب الثائر!. وعندما أعلن البعض عن مليونية تصحيح المسار في التاسع من سبتمبر الحالي, كانت هناك دعوة الشواكيش لتحطيم الجدار العازل. وكان موقفا حميدا بلا شك من المجلس ومن الداخلية بأن يعلنا عن حرية التظاهر في سلام. ورأينا الشباب وهم يحطمون جدار العار العازل, ويتسلقون ويقتحمون السفارة! وفرحنا عندما فر السفير والعديد منهم الي بلادهم. وهذه بلا شك كانت مشاعر العديد من الشعب!. ولكن لنا هنا وقفة. فمن المعروف ان هناك من المواثيق الدولية والمعاهدات القانونية كأتفاقية فيينا للعام 1963 لتنظيم العلاقات الدبلوماسية, والتي تكفل الحماية للسفارات وللبعثات الدبلوماسية في أغلب انحاء العالم. ومنها البند 31 والذي ينص صراحة علي أنه لايجوز للدولة المضيفة أن تدخل مبني السفارة بلا أذن وأن تحمي المباني من أي إقتحام أو إضرار. ولذلك أسأل أهل المجلسين الحاكمين, أين كانوا من كل هذا؟ فهل جهلوا مثلا أن الشباب حاملو الشواكيش سيذهبون لتحطيم الجدار وسيتسلقون العمارة لإقتحام السفارة؟ ولذلك لم يأمنوها بالقدر الكافي!. أم كانوا يعلمون؟ وأن كانوا يعلمون, فلم لم يتدخلو ألا بعد أشتعال الأحداث وبعد أن أقتحمت السفارة فعلا؟ وهل تباطأوا حتي وقع الاقتحام عمدا ام جهلا؟ وان كان التباطوء عمدا فلماذا؟ فهل تعاطف أهل المجلسين مع الشعب أخيرا وأبدوا كرههم مثله لأسرائيل؟ أم تركوا الأمور عمدا حتي تسوء ويتسني لهم فرض الأحكام العرفية مثلا أو لحكم الطواريء؟. أسئلة كثيره لاأدري عنها الإجابة, فأرجو أن كان عند احدكم أجابة فليجبني, حيث أنني حقيقة لاأدري. رابط المرجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Vienna_Convention_on_Consular_Relations.