ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/الامريكية اليوم السبت ان احدى الوثائق السرية التى عثر عليها باحد مقرات جهاز الامن الخارجى الليبى كشفت عن تعاون وثيق بين جهاز الاستخبارات المركزية الامريكية "سى اى ايه" والمخابرات الليبية خلال فترة حكم الرئيس الامريكى جورج بوش. واضافت الصحيفة - فى سياق تعليق بثته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم - ان ذلك التعاون تمثل فى ارسال الولاياتالمتحدة مشتبه بهم فى ارتكاب جرائم ارهاب للتحقيق معهم في ليبيا فضلا عن طرحها الاسئلة التى توجه اليهم. ومضت قائلة: لقد كان ذلك التعاون الثنائى وثيقا بالقدر الذي حرصت فيه "سى اى ايه" على تواجدها الدائم فى ليبيا فى عام 2004، وذلك استنادا لاحدى الرسائل التى بعث بها ستيفن كابس -الرجل الثانى حينها في جهاز"سى اى ايه"الى رئيس المخابرات الليبى فيما بعد موسى كوسا. ونقلت الصحيفة عن مسئول امريكى قوله "لقد اظهرت ليبيا تقدما كبيرا حينها..ففى عام 2004 استطاعت الولاياتالمتحدة اقناع الحكومة الليبية بالعدول عن برنامجها لتطوير اسلحة نووية والمساهمة فى مكافحة العناصر الارهابية التى تسعى الى استهداف امريكيين سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها ." ولفتت الصحيفة الى ان تلك الوثائق تمت مراجعتها وحفظها من قبل باحثين من منظمة "هيومان رايتس وواتش " خلال جولة لهم بوسط العاصمة الليبية طرابلس امس الجمعة فى اطار جهود لمساعدة سلطة المجلس الانتقالى الوطنى فى الحفاظ على الوثائق السرية التى تعود الى فترة حكم نظام القذافى. واوضحت الصحيفة ان منظمة "هيومان رايتس وواتش" كثيرا ما انتقدت سياسات الولاياتالمتحدة فى ارسال المشتبه بهم فى جرائم ارهاب الى دول العالم الثالث من اجل التحقيق معهم فيما عرف "ببرنامج الترحيل السرى ". كذلك توثق تلك الملفات الليبية العلاقات القوية بين مسئولين بالمخابرات البريطانية وموسى كوسا. إذ يعود الى كوسا -الذى انشق عن نظام العقيد القذافى منذ مارس الماضى خلال الثورة الليبية - الفضل فى دفع عملية التفاوض فيما يتعلق باقامة ليبيا علاقات ودية مع المجتمع الدولى والمقايضة بشان انهاء العقوبات مقابل تخلى ليبيا عن برنامجها لتطوير اسلحة دمار شامل . ولكن يبقى ان كوسا كان ذخرا لنظام القذافى فضلا عن ترؤسه فرع الخدمات المخابراتية الاجنبية خلال الفترة التى غلب فيها اعتقاد المسئولين الغربيين بان العقيد القذافى كان يقوم بتمويل ودعم جماعات ارهابية دولية حسبما قالت الصحيفة . ومضت الصحيفة الى القول ان تلك الملفات تفتح نافذة على برنامج " الترحيل السرى " المثيرة للجدل والتى ارسل جهاز الاستخبارت الامريكى "سى اى ايه" بموجبها محتجزين الى دول اخرى للتحقيق معهم. فتظهر الوثائق العقبات اللوجستية التى عاصرها البرنامج كرفض هونج كونج السماح لطائرة ليبية بالهبوط على اراضيها . كما اشارت احدى الوثائق التى تعود الى شهر ابريل من عام 2004 ، تحت عنوان" العلماء العراقيون" الى طلب سى اى ايه من المخابرات الليبية السماح لعملاء امريكيين باجراء مقابلات مع علماء عراقيين من المتواجدين بليبيا فى اطار الزخم الذى اثير بعد الحرب من اجل تحديد مصير اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. وفى سياق اخر، افادت احدى الوثائق تحت عنوان " خلية ارهابية مزعومة فى ليبيا تخطط من اجل شن هجمات ضد المصالح الامريكية."بان "سى اى ايه" طلب المساعدة فى تعقب خلية نشطة فى ليبيا يشتبه فى اتصالها مع عناصر من تنظيم القاعدة بالعراق حيث يخشى الجهاز من ان يتم استهداف مسئولين امركيين ومصالح تجارية غربية فى ليبيا .