تعرض رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لهجوم واسع من قبل فصائل فلسطينية لمشاركته في مؤتمر «هرتسيليا» الذي بدأ اعماله مساء أمس الأول، معتبرة ذلك أمرا خطيرا وجرما واضحا لمشاركته المؤتمر مع إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي والمسئول الأول عن العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في كل من الضفة وقطاع غزة. ويُعقد مؤتمر «هرتسيليا» للأمن القومي الإسرائيلي سنويا بالقدس ويشارك فيه رجال سياسة وممثلون عن الأحزاب وأكاديميون إسرائيليون، ويناقش قضايا أمنية لها علاقة بالوجود الإسرائيلي. وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها: إن هذه المشاركة خطيرة وتدل علي أن سلطة رام الله مع الاحتلال وصلت إلي درجة المشاركة في صناعة سياسات الاحتلال. كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاركة فياض في المؤتمر وطالبت بمحاسبته «لارتكابه جرما واضحا بمشاركته في هذا المؤتمر الذي يرسم السياسات الاستراتيجية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني»،وتساءلت الجبهة الشعبية عن منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية وعدم منعها فياض من المشاركة كونها مرجعية السلطة. وانتقد نبيل عمرو القيادي بحركة فتح وسفير فلسطين السابق في القاهرة حضور فياض المؤتمر الإسرائيلي قائلا في تصريحات صحفية: إنه حذر فياض من حضور هذا المؤتمر مراعاة لشعور الفلسطينيين، وقال إن تل أبيب تستغل الصور التي التقطتها لباراك وهو يهمس في أذن فياض، كما استغلت قبلات أبو مازن لأولمرت وذلك استفزازاً لشعور الفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن عدد من مواطني الضفة غضبهم وهم يشاهدون علي شاشات الفضائيات رئيس حكومتهم وهو يشارك في مؤتمر لحماية أمن الكيان الإسرائيلي، واستطلع «المركز الفلسطيني للإعلام» آراءهم حول مشاركة فياض، لافتين إلي أنهم غاضبون من كون فياض فلسطينيا يشارك في التخطيط لأمن «دولة» الاحتلال التي قتلت شعبه وقامت بتهجيره. ويُعَد مؤتمر «هرتسيليا» السنوي أهم وأشهر مؤتمر يعقد في الكيان الصهيوني من حيث المستوي الرفيع للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية الصهيونية التي تحضره وتشارك في أعماله وجلساته، بدءًا من وزير الحرب الصهيوني، ورئيس الأركان ورؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة ووزراء الحرب السابقين والجنرالات المتقاعدين وكبار الضباط العاملين في الوحدات الاستراتيجية، إضافة إلي عشرات الأكاديميين والمفكرين والباحثين وممثلي المراكز البحثية العسكرية والسياسية، وتخضع توصياته لتحليلات وغربلات وتدقيقات أخري في مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية غير المتاحة للجمهور وعامة الناس ووسائل الإعلام. وطالب المواطنون الفلسطينيون بمحاسبة فياض وعزله نظرًا لأنه ارتكب جرمًا واضحًا بمشاركته في المؤتمر الذي يرسم السياسات الاستراتيجية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، موضحين أن هذا يقع علي عاتق حركة «فتح» التي تمسك بالأمور في الضفة الغربية ولا يمكن السكوت عنه، وإن سكتت «فتح» عن هذا العمل المَشين فإنها شريكة فيه.