سقط أربعة قتلى في قصف للجيش السوري على أحياء سكنية في مدن حماة ودير الزور واللاذقية، التي تعيش أوضاعا إنسانية مأساوية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قتيلا سقط مساء -الثلاثاء -خلال تظاهرة أعقبت صلاة التراويح في مدينة دير الزور الواقعة شرق البلاد، والتي كان الجيش أعلن انسحابه منها بعد القضاء على ماوصفه "بالمجموعات المسلحة فيها". وكان الجيش السوري غادر دير الزور من مدخليها الجنوبي والشمالي الشرقي ظهر الثلاثاء. وأعلن مسؤول عسكري سوري للصحافيين أن :"القوات خرجت بعد إتمام العملية مباشرة" وهي القضاء على "المجموعات المسلحة"، موضحا أن "هذا الخروج نهائي ولا عودة للجيش أبدا" إلى دير الزور. إلا أن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد بأن :"قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص في دير الزور لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في تظاهرة مطالبة بإسقاط النظام في شارع التكايا بعد صلاة التراويح، ما أدى إلى مقتل مواطن بين المتظاهرين". يأتي ذلك فيما لاتزال مدينة اللاذقية تعيش تحت وطأة نيران قصف دبابات الجيش السوري لليوم الرابع على التوالي، إذ شهدت عدةُ أحياء في المدينة قصفا وإطلاقَ نار بعد اقتحامها من قبل قوات الأمن. وأفاد ناشطون سوريون بأن الجيش قصف أحياء الرمل ومسبح الشعب وعين التمرة في اللاذقية، من جانبه قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن حي الرمل في مدينة اللاذقية يشهد إطلاق نار كثيف، كما تقوم قوات الأمن بهدم المنازل، وبحسب شهود عيان فان عمليات قنص تجري من فوق أسطح المنازل وتحديدا في شارع الغراف. وقال مصدر مسؤول إن قوات الأمن اعتقلت عددا من المسلحين وفككت عبوات ناسفة وألغاما زرعتها جماعات وصفهم بالإرهابيين في شوارع حي الرمل. وعلى جانب أخر ذكر تجمع "أحرار دمشق" أن النظام السوري يمنع معالجة إصابات المظاهرات، سواء كانت بالرصاص الحي أو غيره، إلا في مشافي الدولة التي يوجد فيها رجال الأمن بكثافة، حيث يقومون باعتقال المصاب مباشرة. وأوضح التجمع أن بعض الأطباء الموالين لنظام الأسد يقومون بالاعتداء على المصابين بالضرب والشتم في بعض الأحيان، وأن النظام لا يعتقل المصاب فقط، بل والمسعف أيضاً في بعض المشافي. وذكرت مصادر من التجمع أن بنك الدم لا يقوم بتزويد المصابين بالدم عند احتياجهم له، وهو ما يدفع بالناشطين إلى إدخال أكياس الدم بشكل خَفِي. ويقول تجمع أحرار دمشق أيضاً إن النظام يصادر جميع المواد الطبية التي يجدها عند اقتحام البلدات أو البيوت، مشيراً إلى أن قوات الأمن قامت باعتقال الأطباء الذين يعالجون المرضى ومحاسبتهم محاسبة شديدة.