وسط حراسة مشدده لمشيخة الأزهر من قبل الشرطة العسكرية، أقيم اليوم الأربعاء لقاء القوى السياسية بشيخ الأزهر لبحث تفعيل وثيقة الأزهر. قال الدكتور أحمد الطيب قبيل انعقاد اجتماعه مع القوى السياسية بأن تنوع الاجتهادات حول استراتجية المستقبل سيودي إلى تقاطع وتنباذ فكري، ولن يكون حصاده إلا ثمرا مر للوطن، وأن الدساتير في حقيقاتها إنما هي تعبير عن هوية الأمة، ومصالح المجتمع، كما أن تنوع الاجتهادات حول البناء السياسي القادم لن يكون تنوعا محمودا إلا إذا ظل في إطار وحدة الوطن، وإذا كانت الدعوة إلى مبادئ فوق دستورية تمثل عند بعضنا حائلا دون هيمنة الاتجاه الواحد واستبداده، في صياغة البناء الدستوري، فإن البعض الآخر يراها التفافا على إرادة الجماهير، التي أعلنتها في الاستفتاء الأخير. وأضاف أن قد أثير جدل طويل هو مدنية الدولة، غير أن العبرة ليست بالألفاظ ولكن بالمضمون والتشريع الذي يحكم المجتمع، والأزهر أعلن أكثر من مرة أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، ويتابع بكل دقة أطروحات الجميع حول مستقبل مصر ويعلن أنه لن يخوض غمار العمل السياسي ولا الحزبي، ولن يدخل في السياسية بمفهومها المعتاد ولكن يتحمل دور وطنيا، تجذر في التاريخ، للحفاظ علي حضارة الأمة، وثقافتها وهويتها، ومن منطلق هذا الدور، وهذه المسئولية، التي يشعر بثقلها، ندعوكم، أيها السادة من أبناء الوطن إلى النظر في التوافق حول وثيقة الأزهر كحل، يخرج به الناس من ضيق الاختلاف وخطره إلى سعة الآفاق الرحبة، والتعاون الجاد. ووثيقة الأزهر مجرد إطار قيمي، يصون شعبنا وثوابته ويعتبر الدولة الوطنية الدستورية ديمقراطية من ثوابت المطالب الوطنية بكل ما تستوجبه من مواطنه كاملة، وتداول حقيقي للسلطة، يمنع احتكار فريق لها. وقد حظيت وثيقة الأزهر بترحيب من كل ألوان أطياف السياسي واعتبرتها قوة فكرية وسياسية عددية داخل مصر نقلة نوعية، بين الدين والسياسية، وهو ما يمثل جسر يعبر حالة الخلاف بكل مخاطرة على الوطن، ويؤهلها لأن تكون وثيقة يسترشد بها عند وضع الدستور، وميثاق شرف يلتزم به، ولا يفرض على أحد وإنما يترك فيه الأمر للإرادة الشعبية، والأزهر لا يشك فى أن الدستور القادم، سيكون ميزان عدل بين الشعب المصري، يضمن حقوق الجميع دون تفرقة ويقضي علي كل داوعي الخطر والتوجس لدي أي فصيل من فصائل الجماعة الوطنية واللحظة التي نعيشها الآن، تمثل إرهاصا للجميع، للتوافق يتمسك بثوابت مصر ويحمي استقلالها ومصالح شعبها في عالم متغطرس لا يرحم الضعفاء. حضر اللقاء عدد من مرشحي الرئاسة ومنهم الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسي وأيمن نور.