لعلكم مثلي لاحظتم أن كاميرات الفضائيات المصرية وبلا استثناء «مودرن سبورت، الحياة، 90 دقيقة، نايل سبورت، العاشرة مساء، أون تي في» وهي تنقل لنا الاحتفالات والفرحة الكبيرة للشعب المصري بالفوز الكروي العظيم، وحرصت أن تذهب إلي قرية حوش عيسي بالبحيرة ونقلت فرحتها بالصوت والصورة لأن اللاعب «جدو» من حوش عيسي بالبحيرة، و إلي مدينة بورسعيد لتنقل فرحة بالصوت والصورة لأن اللاعب زيدان من مدينة بورسعيد، وذهبت إلي الإسكندرية ونقلت فرحة أهالي الإسكندرية لأن جدو يلعب لنادي الاتحاد السكندري، لكنها لم تحرص علي أن تذهب للصعيد إلي مدينة مغاغة بالمنيا وتنقل احتفالها وفرحتها بابنها اللاعب أحمد حسن كابتن المنتخب وأحسن لاعب في أفريقيا، وتنقل فرحة أهله به وراحت تكتفي بإجراء اتصال هاتفي قصير مع والدته والسلام.. فعلا إنها فضائيات لا تعرف الصعيد في الجد ولا في اللعب وناس لها كاميرات وصعايدة لها تليفونات. غريب جدا هذا الإحساس.. كنت خائفا وأضع يدي علي قلبي من أن يحضر جمال وعلاء مبارك مباراة المنتخب الوطني الفاصلة للفوز بكأس أفريقيا، فالنهاية الحزينة والمؤسفة والتجربة المريرة لمباراة الجزائر الفاصلة للوصول لكأس العالم بأم درمان قد جعلتني أخاف علي مستقبل جمال السياسي وشعبية علاء الكروية بين المصريين لو انهزم فريقنا وخسر البطولة لا سمح الله. ناداني أحد الأصدقاء لأقرأ الخبر المنشور عقب فوز المنتخب الوطني بكأس أفريقيا بساعات والذي يقول: رجل الأعمال أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني بدلا من أن يخفض سعر طن الحديد احتفالا بالفوز التاريخي للمنتخب الوطني ببطولة أفريقيا استغل الفرصة وفرحة المصريين وانشغالهم بهذا الفوز وقام برفع سعر طن حديد التسليح 220 جنيها.. قرأت الخبر ونظرت إلي صديقي وقلت: نعم هذا هو الفرق بين الانتماء الوطني والانتماء للحزب الوطني. الحقيقة أنه حصريا وفي ظل انفراد فضائية الحياة بنقل تهاني وكلمات قيادات الحزب الوطني ونقل تفاصيل لحظة فرحة جمال وعلاء مبارك المصرية والوطنية الخالصة بالفوز الكبير ومشاركتهم بالهتاف داخل غرفة ملابس اللاعبين.. منتخبنا كويس زي ما قال الريس، سنشاهد قريبا وعقب الانتخابات البرلمانية القادمة رجل الأعمال وصاحب الفضائية المذكورة وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد السيد البدوي عضوا من أعضاء البرلمان الجديد.. انتظروه. أحزاب معارضة غريبة وعجيبة فعلا.. أتأمل الكلمات والتصريحات التي قالها رؤساؤها قبل يوم من بداية المباراة النهائية للبطولة الأفريقية وهم يؤكدون فيها أنهم قرروا تأجيل أنشطتهم السياسية والحزبية لأجل التفرغ لتشجيع المنتخب ومشاهدة المباراة.. أضحك وأهز رأسي وكأنها أحزاب لها نشاط من أصله. إذن المسألة في أصلها شيء جدير بالانتباه.. شعب طيب.. له فترة طويلة محروم من الانتصارات والفرحة وصدق أن عثر علي هذه الفرحة وأمسك بها، حكومة عاجزة فشلت أن تحقق انتصارا أو فرحة واحدة لهذا الشعب وصدقت ما أن عثرت علي هذه الفرحة وتحاول أن تسرقها وتنسبها إليها، ولكن رغم أنه سيتم إجراؤها بدون جمهور وكما جرت العادة، فمن أبسط الأشياء حتي يتأكد هذا الشعب أن المنتخب الوطني ليس له علاقة بالحزب الوطني عليه أن يسعي لمشاهدة مباراة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري المقررة في شهر يونيو المقبل ويهتف: الانتخابات زوروها كويس وإحنا ح نشتكي للريس.