طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، خلال محادثة هاتفية اجرياها، النظام السوري "بالوقف الفوري للقمع الوحشي" الذي يتعرض له المحتجون فيما امتدت العمليات الامنية الى مدينة اللاذقية الساحلية. وجتاء في بيان للبيت الابيض ان "الزعيمين عبرا عن قلقهما العميق حول استخدام الحكومة السورية العنف ضد المواطنين السوريين". واضاف البيان انهما "اتفقا على وجوب ان تقف حملة العنف الوحشي التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري فورا". كا جاء في البيان ان اوباما تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وتناولا، ضمن امور اخرى، الاوضاع في سورية. وطالب الزعيمان بالوقف الفوري لقمع الاحتجاجات، وبرحيل الاسد عن السلطة، واتفقا على "التشاور حول خطط اخرى (بهذا الصدد) خلال الايام المقبلة". وكان نشطاء سوريون معارضون قد قالوا إن 20 شخصا قتلوا على الاقل برصاص قوات الامن خلال مظاهرات الجمعة الحاشدة. وحسب تقديرات المرصد بلغ عدد القتلى منذ منتصف آذار/مارس الماضي نحو 2200 قتيلا منهم 1782 مدنيا على الاقل، اضافة الى 410 قتلى من الجيش وقوى الامن. ومن مقرها في جدة بالسعودية، دعت منظمة التعاون الاسلامي على لسان امينها العام اكمل الدين احسان اوغلو السلطات السورية الى "توخي ضبط النفس" في تعاملها مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وعرضت المنظمة وساطتها لحل الازمة. وحث احسان اوغلو في تصريح اصدره السبت "القيادة السورية على توخي اقصى درجات ضبط النفس من خلال الامتناع فورا عن استخدام القوة لقمع المظاهرات." ودعت المنظمة دمشق الى "الشروع في حوار مع كل الاطراف والقوى في سورية من اجل التوصل الى اجراءات اصلاحية مقبولة ولتسريع تطبيق هذه الاجراءات." وعبر احسان اوغلو عن "استعداد منظمة التعاون الاسلامي للاضطلاع بدور في هذا المجال، كون الحوار هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله احتواء الازمة الخانقة التي تمر بها سورية." وكثفت قوات الامن السورية هجماتها في البلدات والمدن في انحاء سورية منذ بداية شهر رمضان منذ نحو اسبوعين في محاولة لاخماد الاحتجاجات المعارضة للنظام، بالرغم من التهديدات الامريكية بتطبيق عقوبات جديدة ودعوات من دول عربية ومن تركيا للنظام السوري بوقف اعمال العنف ضد المتظاهرين. ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة دول العالم الى الامتناع عن التعامل التجاري مع سورية، بهدف تصعيد الضغوط الدولية على حكومة الرئيس بشار الاسد، واجبارها على التوقف عن القمع العنيف للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ اشهر. وقد قد اعلن وزير الخارجية الكندي ان بلاده فرضت عقوبات على اربعة مسؤولين امنيين سوريين شملت تجميد اصولهم ومنعهم من دخول كندا لدورهم في قمع الاحتجاجات في سورية حسب الوزير الكندي جون بيرد الذي قال في بيان له "لقد قمنا بتجميد اصول لاشخاص اضافيين ولكيانات، واتخذنا اجراءات لمنع الذين يدعمون التصرفات المشينة لنظام الاسد من القدوم الى كندا". وتشمل العقوبات كلا من الجنرال محمد مفلح وتوفيق يونس وخال بشار الاسد محمد مخلوف وايمن جابر. واوصت فرنسا مواطنيها الموجودين في سورية مغادرتها فيما نصحت بعدم السفر اليها بسبب تدهور الاوضاع الامنية فيها. وقال ناشطون سوريون ان ما لا يقل عن ثمانية اشخاص قتلوا خلال احتجاجات السبت التي شهدتها عدة مناطق في سورية، منها مدينة اللاذقية، ومناطق في محافظة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان من بين القتلى الثمانية، الموثقة اسماؤهم، سقط اثنان في اللاذقية احدهما في السابعة عشر من عمره، وفي منطقة القصير بمحافظة حمص سقط قتيل خلال المداهمات الامنية. وفي داريا الواقعة في ضواحي العاصمة دمشق قتل شاب متأثرا بجراح اصيب بها الجمعة، وفي الحولة بمحافظة حمص تسلم السبت ذوي أربعة مواطنين جثث ابنائهم الذين اعتقلوا قبل ايام. وقال مراسلنا في سورية ان قوات من الامن والجيش بآلياته تطوق منذ فجر السبت حي الرمل الجنوبي جنوب مدينة اللاذقية على الساحل السوري. وأقيمت الحواجز على مداخل الحي ويجري تدقيق بالبطاقات الشخصية من قبل الأمن للبحث عن مطلوبين وفق قوائم مسبقة. قال سكان من مدينة اللاذقية لبي بي سي إن أصوات إطلاق نار سمعت في الحي بعد ان تم عزل المنطقة عن الأجزاء الأخرى من المدينة. وتعتبر منطقة الرمل الجنوبي من مناطق العشوائيات وتسكنها غالبية من السكان من أصول تعود إلى مدن إدلب وريفها ومدينة جسر الشغور، ويقدر عدد سكانها بمائتي ألف نسمة. وكانت هذه المنطقة قد شهدت خلال الاشهر الماضية احتجاجات مناهضة للنظام كان آخرها الجمعة. وقال سكان من المنطقة لبي بي سي ان قوى الجيش والأمن تتوزع على أطراف المنطقة ولم تدخل إلى أحيائها الضيقة وسط حركة نزوح واسعة كم قبل النساء والاطفال خوفا من عملية عسكرية وشيكة. كما افاد المرصد السوري ان حي الصليبة في المدينة شهد اطلاق نار كثيف وانفجارات وسط انتشار كثيف لسيارات الامن والشبيحة وحملة اعتقالات شملت 70 شخصا واعتداءات على النساء وضرب للنساء اللواتي يقاومن اعتقال ذويهن. وكان طبيب من مدينة حماة قد قال لبي بي سي ان العمليات العسكرية الاخيرة في المدينة تركت المستشفيات تعاني من نقص شديد في الادوية والمعدات الطبية الضرورية، ونقص حاد في امدادات الدم لانقاذ الجرحى. واضاف ان الناس يرفضون الذهاب الى احدى المستشفيات الرئيسية في حماة خوفا من قوات الامن الموجودة هناك. واوضح ان اثنين من المستشفيات الكبيرة تعرضت لاضرار كبيرة بسبب قصف الجيش لها على مدى اسبوع.