"الشعب والشعب إيد واحدة" هو الشعار البديع الذي أطلقه المصريون عقب الفجوة التي بدأت تظهر بينهم وبين المجلس العسكري علي خلفية التباطؤ الشديد في تنفيذ مطالب وأهداف الثورة، وخوفا من أن ينتهي هذا الشعار مثلما أوشك شعار " الجيش والشعب إيد واحدة" علي الانتهاء، فهناك جهود كبيرة تجري الآن لمحاولة لم شمل القوي الوطنية بعد الأنباء التي تحدثت عن اشتباكات واسعة قد تجري في الميدان بين انصار التيار الإسلامي والمعتصمين في ميدان التحرير منذ جمعة 8 يوليو. من جانبه أكد "عصام الشريف"- المتحدث بأسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي- أن هناك وسطاء تدخلوا لمحاولة لم الشمل بين الطرفين وكل تحدث بصراحة عن تخوفاته من الطرف الآخر وقد طلبنا بشكل مباشر منهم عدم استخدام شعارات دينية حتي لا تزيد من الهوة بين الطرفين وكذلك فإننا طلبنا أن يكون خطيب الجمعة هو الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة والذي اعتدنا علي وجوده في كل مليونيات الثورة ، في حين يطالب انصار التيار السلفي بأن يكون محمد حسان خطيبا للجمعة القادمة ومازالت المفاوضات جارية بين الطرفين علي هذا الأساس. وأضاف "الشريف": "نحن دعونا للجمعة القادمة تحت إسم جمعة الشرعية الثورية والعدالة الاجتماعية ، ولدينا استعداد أن نغير الأسم إلي جمعة التوحد أو لم الشمل ، خاصة وأننا قبل ذلك قدمنا الاجماع الوطني علي جمعة الدستور أولا التي قمنا بالدعوة لها فكل القوي المدنية تبحث عن التوافق والإجماع الوطني" . وفي أرض ميدان التحرير تدور النقاشات حول هذه القضية بين المجموعات الشبابية المختلفة ، وكان لافتا حضور بعض الشباب السلفيين وإصرارهم علي الحديث من فوق أكبر المنصات للمعتصمين مؤكدين لهم أن الجمعة القادمة ستكون جمعة الوحدة وأن شباب التيار الإسلامي يحاول الآن إنهاء هذه الأزمة لأن الخطر الأكبر علي الثورة هو صدام أبناء الوطن الواحد . حيث أكد "علي عبد الفضيل" – أحد الشباب السلفيين- أنه من المستحيل أن ينجر التيار الإسلامي أو شباب الثوار إلي الفتنة التي نهانا عنها الدين لأن الجميع لا يختلف علي حق أهالي الشهداء في القصاص العادل ولا يختلف علي وقف تحويل المدنيين لمحاكم عسكرية ولهذا: "فإنني أعتقد أن الأزمة سيتم حلها قبل يوم الجمعة القادم لتكون مليونية مثالية للشعب المصري يتحدث عنها العالم كله مثلما تحدث عن المليونيات السابقة" .