ستة أشهر قد انقضت علي الثورة ، ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة فمن موقعة الجمل إلى أحداث العباسية تضع الثورة المصريه رحالها ، يقول الدكتور " ثروت شديد"- المسئول عن أحدى المستشفيات الميدانية بالتحرير-: " لقد واجه المتظاهرون عنف شديد على يد البلطجية التابعين للحزب والداخلية وهو ما أسفر عن حصيلة 421 مصاب ناتج عن أحداث العباسية فى المستشفيات منهم 120 فى مستشفى الدمرداش و عين شمس و300 فى مستشفى عين شمس التخصصي. ويقول"شديد": "كل هؤلاء تم اعتقالهم من المستشفيات وتم وضعهم فى سجن 28 كمعتقلين لدى النيابة العسكرية وهو ما أدى بباقى الحالات إلى الهروب من الذهاب إلى المستشفيات وقد جاءوا إلى المستشفيات الميدانية بميدان التحرير من العباسية وجراحهم تنزف الدم". ومن جانبه قال دكتور "محمد كليب"- مسئول المستشفى الميداني لجمعية أطباء التحرير -:" لقد تلقينا حتى الآن 350 حالة داخل الميدان بين كدمات وجروح قطعية وأسوأ الحالات إصابة بطلق خرطوش فى الرأس وكذلك كسر فى قاع الجمجمة وبعد مفاوضات إقنعناهم بأن عليهم الذهاب للمستشفيات". وعن أراء المصابين يقول "خالد عبد الله عيسى"- المصاب بجروح قطعية بالرأس و خياطه بالقدم - :"لقد كان هناك بلطجية على أسطح المنازل ومعهم زجاجات مياه غازيه قاموا بإلقاءها علي واصابوني في رأسي وقدمي وعندما وقعت علي الأرض ذهب بعض أصدقائي لطلب النجدة من أحدي سيارات الإسعاف لكنهم امتنعوا عن نجدتي وظللت أنزف إلي أن نقلني أصدقائي إلي ميدان التحرير". وتقول" أمل عارف" –ربة منزل- :"في اثناء المسيرة وأمام مسجد النور قطع الجيش علينا الطريق وأغلقه بالمدرعات وظللنا نهتف "سلمية" فمنعونا من العبور فقمنا بالجلوس علي الأرض وفوجئنا بوابل من الحجارة ينهال علينا من مجموعة من البلطجية الذين حاصرونا من الخلف وبدأت الاشتباكات".وتضيف "أمل ":" أحد أهالي المنطقة ويدعى حسين قال أن أحد اللواءات السابقين المعروفين حضر صبيحة أمس وقام بجمع الأهالي واخبرهم أن هناك بلطجية من ميدان التحرير سوف يهاجمون المنطقة ويقتحموا المنازل ويسرقوا المحلات وهو ما يعد تحريضا واضحا علي المتظاهرين". وأشار" مدحت همام "– أحد المصابين – إلي حصارهم بكماشة وألقى عليهم طوب ومولوتوف من العمارات من قبل بعض البلطجية ونتج عن إلقاء هذا المولوتوف اشعال لبعض السيارات لمحاولة إظهار الثوار بمظهر المخربين ، وعلي العكس فقد كنا نحاول إطفاء هذه النيران للحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة .