وكأن لهيب الشمس الحارقة تحول بردا وسلاما علي ثوار التحرير ، فعلى الرغم من دعوة جماعة الإخوان والجماعات الاسلامية والضغط الإعلامي الحكومي الشديد على المعتصمين في ميدان التحرير، توافد أمس عشرات الآلاف من المصريين علي الميدان للمشاركة في جمعة الإنذار الأخير ، حاملين بطاقات صفراء رفعوها في وجه المجلس العسكري وحكومة شرف ، مؤكدين علي تمسكهم بكل مبادئ الثورة وأهدافها وعدم التنازل عن شئ منها. وعلي الرغم من أن العديد من الأحزاب ومرشحي الرئاسة قد أكدوا تأييدهم الكامل لمطالب الإعتصام وجمعة الإنذار الأخير إلا انه كان لافتا عدم حضورهم حتي مثول الجريدة للطبع فالأحزاب التقليدية لم يحضر من قياداتها أحد وحتي الأحزاب الجديدة مثل المصريين الأحرار وغيرهم لم يحضر منهم أحد ، فباستثناء أحمد بهاء شعبان – القيادي بحزب التحالف الشعبي- والدكتور أسامة الغزالي حرب – رئيس حزب الجبهة الديمقراطية – الذي كان علي رأس الحضور وأدى صلاة الجمعة مع المتظاهرين وأكد في كلمته أنه يطالب بإذاعة محاكمة مبارك علي الهواء مثلما حدث مع الرئيس العراقي صدام حسين حتي يطمئن قلب الثوار جميعا ، وأضاف الغزالي أن ما قام به المجلس العسكري حتي الآن لا يتسق مع أهداف الثورة وخاطب الحضور قائلا " أنتم من يقرر متي يبدأ الاعتصام ومتي ينتهي الاعتصام ، ولن ينتهي الا بتحقيق مطالب وأهداف الثورة" المرشحون لرئاسة الجمهورية ايضا لم يحضر منهم أحد الا حمدين صباحي الذي صعد إلي المنصة وقال إن ميدان التحرير ضمير مصر الحي يعلن عن ضرورة استكمال مطالب الثورة. وأشار صباحي إلي أن شباب مصر يطلبون العدالة والحرية والكرامة ولن يوقفهم أحد عن تحقيق أهدافهم ، مطالبا المجلس العسكري بضرورة الاستماع إلى مطالب الشعب المصري والاستجابة الفورية لها حرصا على استكمال ثورة يناير المجيدة. ومن جانبه قال جمال زهران – أستاذ العلوم السياسية والنائب السابق- أن الثوار يمارسون حقهم في التظاهر في ميدان التحرير مكان ولادة الثورة المصرية وكذلك في كافة ميادين التحرير في مصر من أجل تحقيق أهداف الثورة ، لأننا بعد 6 أشهر من الثورة لم نبن المجتمع الحديث الذي كان نبحث عنه. وأشار زهران أن العدالة الاجتماعية التي خرج العشب لينادي بها لم تتحقق بعد ومازال الشعب يعاني من الظلم الاجتماعي والقهر، وخاطب زهران الدكتور عصام شرف قائلا "ممكن نقبل حكومتك بس لما تطهرها من كل رجالة مبارك ، ولما تجيب حكومة تحقق للناس حرية وعدالة اجتماعية وترجع كرامة المواطن المصري" أما جورج اسحاق – عضو المجلس القومي لحقوق الانسان- فوجه تحية الي " الجمعية العمومية للشعب المصر في ميدان التحرير" مؤكدا أن ما تطالب به هذه الجمعية العمومية للشعب المصري يجب أن يستمع إليه المجلس العسكري فورا ، لأن هذه الجماهير لن تهدأ الا اذا رأت مبارك وقد انتقل من مستشفى الخمس نجوم الى مستشفي سجن طرة . وأضاف اسحاق " نحن نريد حكومة ثورية ومدنية وحديثة ، ولن نفض هذا الاعتصام الا بعد أن تتحقق مطالب الثورة" وطالب المهندس حمدي الفخراني بضرورة اعتماد سياسة الحد الأدني والحد الأقصي للأجر فلا يعقل أن مرتب الرئيس الأمريكي اوباما 170 الف جنيه شهريا في حين أن مرتب نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية 400 الف جنيه . وانتقد الفخراني قيام الدكتور عصام شرف التمديد لبعض موظفي الدولة الذين تتجاوز اعمارهم 60-75 عاما وتتراوح مرتباتهم من 80 الف جنيه الي 2 مليون جنيه مضيفا " لم أكن انتظر أن يوقع رئيس حكومة الثورة علي مثل هذا القرار بالتمديد" وحضر الدكتور عمرو حمزاوي متأخر قليلا وتحدث مع المعصتمين مؤكدا أن هذا الاعتصام لن يتم فضه الا بعد تحقيق كافة مطالب واهداف الثورة وعلي رأسها وقف تحويل المدنيين لمحاكم عسكرية والقصاص العادل لقتلة الشهداء،مبديا تخوفه من اجراء انتخابات برلمانية في ظل عدم وضوح الرؤية لما يجري في مؤسسات الدولة.