أشفق كثيراً على موهبة "شيرين" من حماقات "شيرين".. آخرها تلك التي أعلنتها مؤخراً عندما اعتذرت عن تقديم حفل غنائي في الجزائر بحجة أنها لم تنس ما حدث في موقعة "أم درمان" الكروية أشك كثيراً فيما ذكرته "شيرين"عندما أكدت أنها كانت تلاعب المتعهد الجزائري للحفل الذي رفض أن يدفع لها 90 ألف دولار وطائرة خاصة تصطحبها هي وفرقتها الغنائية.. على الفور قالت "شيرين" أنها أصرت على تعجيزهم مادياً وأنها طلبت300 ألف دولار وليس90 فقط كما ذكر المتعهد الجزائري وأن السبب ليس جشعاً مادياً لا سمح الله ولكنها لم تنس ما حدث في "أم درمان" رغم أن الجميع بما فيهم "شيرين" اكتشفوا أن علاء الابن الكبير للرئيس المخلوع هو الذي أطلق إشارة بدء الهجوم على الجزائر عندما صرح في التليفزيون المصري الرسمي قبل نحو عامين أنه لن يقبل الاعتذار حتى ولو جاء من الرئيس الجزائري "بوتلفيقة" بعدها توقع الكثيرين أن الفنانين كعادتهم سوف يواصلون الطريق للهجوم على كل ما هو جزائري لإثبات الولاء للرئيس ولابنيه علاء وجمال وزوجته سوزان مع الأسف كان هذا هو حال أغلب الفنانين لنفاق مبارك والعائلة الكل تسابق في مصر للهجوم على الجزائر حكومة وشعباً صحيح إن الإعلام الجزائري أيضاً تجاوز في هجومه نستطيع أن نصفه بالانفلات المشترك ثم تنبه الرئيس المخلوع إلى أنه يرتكب حماقة عندما انساق للهجوم وسافر للجزائر والتقى مع الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتلفيقة" وأغلق تماماً هذا الملف وكل النجوم الذين رأيناهم يهاجمون الجزائر تحولوا في لحظة إلى عشاق لكل ما هو جزائري بل تنكروا كعادتهم لكل مواقفهم السابقة التي أدت إلى أن ينظم العديد منهم وقفة احتجاجية تملقا للأسرة الحاكمة وبرغم أن "شيرين" لم تكن من بين هؤلاء إلا أنها في كل الأحوال لا تدرك ما يجرى حقيقة على الساحة وتجرى وراء الزحام وهى تصورت أنهم لا يزالون يتزاحمون ضد الجزائر فتجمدت وتعنتت في موقفها ضد الجزائر ووقفت في الطابور أخشى أن تكون لم يصلها بعد أنه قد تم خلع مبارك الذي غنت له قبل خلعه بأشهر قلائل "ريسنا ريسنا دايماً رافع راسنا" وربما في حفل قادم تغنى له "ريسنا ريسنا متأسفين يا ريسنا" فتصبح هذه هي نهايتها الفنية!! إن "شيرين" مثلها مثل العشرات من الفنانين تسعى وراء مصالحها أو ما تعتقد أنه يحقق مصالحها إلا أنها لديها قصور في النظر فلا ترى في أحيان كثيرة أين هي مصالحها.. هذه المرة أشعر أن "شيرين" كانت بين اختيارين لو قالت أن المتعهد الجزائري رفض شروطها المادية هذا يعنى في سوق الغناء أنها لم تعد تساوى في سوق الغناء 90 ألف دولار فقررت أن تلجأ إلى ما هو أسوأ عندما أعلنت أنها طلبت 300 ألف لتعجيزه مادياً لأنها لا تزال غاضبة من الشعب الجزائري.. لا يوجد فنان في الدنيا يخاصم شعب إلا إذا كان هذا الفنان قد فقد علقه.. عندما هاجم الفنانون المصريون في بداية أزمة معركة "أم درمان" الجزائر كان من الممكن أن أراها في نطاق نفاق النجوم للرئيس وعائلته فهو نفاق مدفوع الثمن وسوف تردها لهم الرئاسة ولكن هذه المرة لصالح من تتهجم "شيرين" على شعب شقيق بأكمله لو قارنت ما أقدمت عليه "شيرين" من حماقة بما فعلته مؤخراً المطربة "أصالة" عندما أعلنت أنها سوف تشارك مجاناً في إحياء حفل في الجزائر تذهب حصيلته لجمعية جزائرية هدفها هو حماية الشباب الجزائري من الهجرة غير الشرعية وهى تعتبر بمثابة كارثة يعيشها قطاع كبير من شباب المغرب العربي ويدفعون حياتهم ثمناً لتلك الهجرة التي تنتهي في أكثر من 90% من الحالات إلى الموت غرقاً أو قتلاً!! لو قارنت ذلك بما فعلته "شيرين" لأدركت كم كسبت "أصالة" بهذا الموقف على الساحتين الجزائرية والعربية وكم خسرت على المقابل "شيرين" على الساحتين.. "شيرين" بالنسبة لي هي أفضل صوت مصري ظهر في السنوات العشر الأخيرة وهى أحد أهم الأصوات على الساحة العربية إلا أنها ومع الأسف الشديد تفقد كثيراً من مكانتها الأدبية كلما أمعنت في ارتكاب مثل هذه الحماقات التي تشعرني وكأنها تعيش في الطراوة فلا تدرى حقيقة ما يجرى في الحياة من حولها!!