علم الدستور الأصلي، أن شباب الإخوان المنضمين لائتلاف الثورة، قرروا تأسيس حزب سياسي جديد باسم "التيار المصري"، وعلى رأسهم إسلام لطفي ومحمد القصاص وأحمد عبد الجواد وهاني محمود وسامح البرقي، وهم مجموعة من شباب جماعة الإخوان المسلمين وقيادتها الشابة والممثلون السابقون لها في ائتلاف شباب الثورة. حيث قرر شباب الإخوان الانطلاق نحو الممارسة السياسية بعيدا عن تنظيم الجماعة وإنشاء حزب سياسي تحت مسمي "التيار المصري" واختاروا إسلام لطفي المحامي وكيلا للمؤسسين. شباب الجماعة قرروا أن يكونوا نموذجا لاسلاميين المنفتحيين علي كافة القوي السياسية وذلك بعد عدة أيام من إقالة الجماعة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية . قرر الشباب جاء في الوقت الذي عدلت فيه جماعة الاخوان المسلمين من لائحتها الدخلية ووضعت لائحة جزاءات لكل من يضر بمصلحة الجماعة ويخالف قرارتها مما يؤدي للفصل من الجماعة الفكرية في الأساس. ونجحت تلك المجموعة في تشكيل حزب يضم عدد كبير من شباب ائتلاف الثورة الذي كان نموذج للأصهار الإيدلوجي في مقابل المصلحة الوطنية فقالوا عن حزبهم بأنه "حزب لكل مصري حر، متسع الأفق، رافض للقوالب الجامدة، لا يتقبل الأفكار والآراء دونما برهان أو دليل، متقبل ومستثمر للنقد والتنوع والاختلاف". وينفرد الدستور الأصلي في نشر بيان الحزب التأسيسي والذي يعرفون فيه أنفسهم على النحو التالي: " نحن مجموعة من شباب ثورة 25 يناير من مستقلين و تيارات فكرية مختلفة ،عمل الاجتماع التأسيسى الاول لحزب (التيار المصرى) و الذى تقوم فكرته على تعزيز التيار الاساسى فى مصر _الذى تندرج فيه الغالبية العظمى من المصريين_ بعيدا عن الحسابات الايدولوجية ومهتما بالاحتياجات الاساسية للمواطن وبتبنى الحزب قيم الحرية و التداول الديموقراطى للسلطة و تعظيم دور المجتمع المدنى و تطبيق معايير العدالة الاجتماعية فى مختلف نواحى الحياة مع تأكيد الحزب على اعتزازه بانتماءاته الحضارية و العربية الاسلامية و العمق الافريقى فى مرجعيته و هويته و أولوية صلاته الخارجية" وتتمثل أهداف الحزب في تعزيز مكتسبات ومنجزات الثورة، ومتابعة تنفيذ مطالبها ،المشاركة في تأسيس ودعم وحماية حياة ديمقراطية حقيقية يكون محورها المواطن المصري ومتطلباته . يعمل الحزب على اشراك المواطنين كأفراد، ومنظمات المجتمع المدني ككيانات في ادارة الشأن العام للدولة . يعمل الحزب على تمكين جميع الفئات والطوائف المهمشة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ( مثل : المرأة – الشباب – ذوي الإحتياجات الخاصة – الواقعين تحت خط الفقر . . . ) . وكذلك تطبيق كامل حقوق المواطنة من التمتع بكافة الحقوق وتلقي الخدمات لكافة المصريين دونما تمييز بسبب عرق أو دين أو مكان جغرافي أو وضع اجتماعي. والعي لضمان مشاركة المصريين بالخارج في العملية السياسية والقيام بدورهم في نهضة مصر. الوصول الى دور مصري فاعل ومحوري في دوائر الانتماء الثلاث( العربية والأفريقية والإسلامية ويعمل الحزب بحسب رؤيته علي تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين في تلقي خدمات التعليم والصحة والمسكن الملائم .،توفير فرص عمل مناسبة وإعانة العاطلين، والسعي الحثيث للقضاء على الفقر.،تقليص الفجوة التمييزية بين الجنسين في مجالات التعليم والعمل وتولي المناصب القيادية . تحقيق العدالة في توزيع الدخل القومي وتلقي الخدمات . توظيف الطاقات والكفاءات المهنية والأكاديمية المصرية في تخطيط وتنفيذ مشاريع تنمية نوعية ومبتكرة . وكذلك اعطاء أولوية للمشاريع كثيفة العمالة وللمشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وأصحاب الحرف الحرة . ويؤكد القائمون علي الحزب أنه يستلهم روح الثورة، ويعزز مكتسباتها ومنجزاتها. وهو حزب شبابي يقدم نمطاً وفهماً جديد للحياة السياسية المصرية معتمداً على الشباب وطاقاتهم الإبداعية وقدرتهم العالية على الإنجاز ،وتتمحور سياساته حول دمج غالبية الجماهير في الحياة السياسية المصرية وتمكينها من المشاركة الفاعلة في وضع السياسات العامة للدولة. ولكن يبقي السؤال هل تقبل جماعة الإخوان التطور العملي لشبابها أم ستمسك بعزلهم وتطردهم من جناتها ليلحقوا بأبو الفتوح والزعفراني ومن قبلهم القرضاوي والغزالي وسابق والشاوي والباقوري والعسال بدعوي أنهم خالفوا قرار مرشد الجماعة الذي قال بأن من يضم لحب غير الحرية والعدالة ليس منا سؤال ستجاوب عنه الايام القليلة القادمة. ويذكر أن هذا ليس الحزب الأول لأعضاء الجماعة الذين رفضوا قرار المرشد ومنهم حزب النهضة للدكتور إبراهيم الزعفراني وحزب الريادة لمجموعة المعارضة بقيادة هيثم أبو خليل وحزب المجتمع والسلام للمهندس حامد الدفراوي.