الطبيعي أن يصاب بالخوف مع توليه مسئولية وزارة توصف ب «مقبرة الوزراء»، وتتفرد بين وزارات مصر بتسببها في الإطاحة بأكثر من وزير علي خلفية حوادثها المتكررة، لكن علاء فهمي، وزير النقل والمواصلات الجديد، أبي أن يكتفي بالخوف، فأكد أنه لا يخشي الوزارة، ولا يعنيه كثيرا الرحيل عنها، مؤكدا أنه يحب أن يقال إنه حاول أن يفعل شيئا عند رحيله، أفضل من ألا يفعل شيئا. هكذا لخص علاء فهمي سياسته في الوزارة، ودون أن ينسي الإشارة إلي ضخامة المسئولية الملقاة علي عاتقه. فهمي كان واضحا منذ بداية تعيينه وزيرا للنقل مطلع يناير الجاري؛ فأكد أنه لا يعلم شيئا عن الوزارة ولا عن اختصاصاتها، وطالب الجميع بالانتظار حتي يدرس الوزارة ويقرأ عنها جيدا، بل طالب الصحفيين المتابعين لأخبار الوزارة في اجتماعه بهم في أول يوم حضر فيه إلي مبني مكتبه بأن يحدثوه عن مشاكل الوزارة، وطلب منهم أن يعملوا جميعا من أجل هدف واحد وهو الارتقاء بالوزارة. وبدأ فهمي في عقد اجتماعات مكثفة مع رؤساء القطاعات، بل استطاع أن يقنع المهندس طارق العطار، رئيس هيئة الطرق والكباري، بأن يتراجع عن استقالته ويستمر في منصبه. ويبدو أن فهمي يملك ملكة قوية في الإقناع، حيث استطاع أن يقنع عمال السكة الحديد بأنه سيكون معهم للنهاية؛ فخرج عدد كبير من عمال وقيادات هيئة السكة الحديد والمترو بعد لقاء قصير بالوزير مقتنعين تماما بأن هذا الوزير سيكون مختلفا عن غيره، فضلا عن سعادتهم الكبيرة بقوله لهم: «مكتبي مفتوح لأي عامل عنده شكوي واللي يقصر فيه رئيس هيئة السكة الحديد أنا سداد». فهمي كسب رضي العاملين بالسكك الحديدية، الهيئة قاتلة الوزراء، خلال هذا اللقاء بعد أن وافق علي حافز إثابة بواقع 10 % من الأجر الأساسي للعاملين بالسكة الحديد والمترو علي أن تصرف مع راتب شهر يناير الجاري، ووافق أيضا علي زيادة حافز الكيلو لسائقي القطارات من 13.5 قرش إلي 15 قرشاً، وصرف حافز المميز للمحصلين بالسكة الحديد علي الدرجة الوظيفية لكل منهم وليس الحافز الثابت المعمول به حاليا والمقدر ب 75 جنيهاً لكل محصل دون النظر إلي الدرجة الوظيفية التي يشغلها المحصل. ووعد بالإضافة لذلك السائقين بصرف حافز المميز، وهو بذلك يفتح صفحة جديدة مع عمال السكة الحديد، الذين لا يريدون من الوزير أكثر من الالتزام بالوعود التي قطعها علي نفسه.