«سباركي العجوز».. ليس رجلاً ولا عجوزًا لكنه الاسم الذي أطلقه نزلاء سجن الولاية في كولد ماونتن، المحكوم عليهم بالإعدام متندرين بتعطشه إلي الموت.. إنه كرسي الموت الكهربائي. في روايته «اللحظة الأخيرة» - الصادرة عن الدار العربية للعلوم في معرض الكتاب هذا العام- يصف ستيفن كينج حال هؤلاء في اللحظات الأخيرة لإعدامهم، بدءًا من تثبيت أرجلهم بقائمتي «سباركي العجوز» السميكتين، بينما يستقر علي رءوسهم كيس حريري أسود. إنه «ستيفن كينج» الرجل الذي غيّر مسار أدب الرعب في العالم كله ليقف به وسط كبار الكتاب الذين كانوا ينظرون قبل كينج إلي أدب الرعب علي اعتباره نوعًا من التسلية التي تليق بالأطفال! كتب ستيفن كينج أول رواية له عام 1973، وهي «كاري» التي تتحدث عن فتاة غريبة الأطوار تستطيع تحريك الأجسام عن بعد. ومع النجاح الساحق الذي حققته الرواية عرضت دار النشر علي كينج أن يترك وظيفته كمدرس في الجامعة ويتفرغ للكتابة. «حشد سالم» كانت روايته الثانية التي تحكي عن قرية من مصاصي الدماء يزورها رجل مع طفله الوحيد. وبعدها انطلق كينج في طريقه مواصلاً نجاحه من رواية إلي أخري. من رواية «البريق» التي يروي فيها قصة كاتب مجنون يقضي الشتاء مع عائلته في فندق مهجور إلي «كريستين» التي تتحدث عن سيارة مسكونة، لكنه انطلاقته الكبري في عالم السينما جاءت مع تحويل روايته الأولي «كاري» إلي فيلم بطولة جون ترافولتا وسيسي سباسيك التي ترشحت لجائزة الأوسكار عن دورها. توالت الأفلام والروايات وكان طبيعيًا أن تتوالي الملايين علي كينج الذي يقال إن رصيده يزيد أسبوعيًا بأكثر من عشرة ملايين دولار من أرباح إعادة طبع رواياته فقط! قبل أن يقرر الدخول في مجال جديد بفيلمه الرائع «وداعًا شاوشانك» الذي أكد مكانته فيه كأديب مبدع بعيدًا حتي عن عالم الرعب. وبينما يتوالي إبداع «ملك الرعب» روائيًا وسينمائيًا، تظل جملته الأثيرة في أذهان الجميع «القراءة مهمة جدًا لأي كاتب.. إن من لا يوجد لديه وقت ليقرأ، لا يملك الأدوات اللازمة ليكتب».. هي الجملة التي قالها في كتابه الأشهر «عن الكتابة» الذي يصدر عن دار ميريت والذي يشير فيه إلي أعماله وكيف وقع في غرام الكتابة.