حتي الآن لم تفهم نجوي كرم ما السبب الذي دفع بعض الجهات الإسرائيلية أن ترسل لها عبر أكثر من وسيلة تهديدا صريحاً بالقتل.. كل ما تفعله نجوي كرم أنها تغني أغنيات وطنية تؤمن بها، وتحاول دوما أن تنتصر لآرائها من خلال أغنياتها، ورغم أن التهديد تكرر أكثر من مرة.. الأولي كانت عام 1996، والثانية كانت عام 2000، أما المرة الأخيرة فكانت منذ شهر تقريبا بعد إحيائها سلسلة حفلات في الأردن غنت خلالها مجموعة من الأغاني الوطنية، وحضرها عدد كبير من الفلسطينيين، حيث أعلنت نجوي مساندتها للقضية الفلسطينية خلال الحفل أكثر من مرة، إلا أن نجوي تصر علي مواقفها التي تعلنها من خلال أغنياتها، بل تتعامل مع التهديدات علي أنها شيء عابر. كيف تلقيت التهديد الأخير بالقتل من قبل إسرائيليين؟ - بعد الحفل الذي أحييته في الأردن منذ حوالي شهر، توجه الجمهور بعد الحفل وبعد حماسه بالأغنيات التي قدمتها وكانت أغنيات وطنية، إلي السفارة الإسرائيلية وتظاهروا أمامها، فنشرت أكثر من جريدة إسرائيلية عن أنني خطر علي أمن إسرائيل، وبعض الإسرائيلين بعثوا برسائل تهديد وبعدها تم إلغاء حفل كنت سأحييه في قطر في رأس السنة، بحجة أمنية خوفا علي حياتي بعد التهديدات التي تعرضت لها. ما الإجراءات التي قمت باتخاذها بعد أن تلقيت تهديداً بالقتل من بعض الجهات الإسرائيلية؟ - لم أتخذ أي إجراءات، ولن أهتم بالموضوع أصلا لأنني تعاملت معه وكأنه شائعة عارضة هدفها إخافتي كي أتراجع عن مواقفي وطريقة أغنياتي، فلن أجعل تهديدا مثل هذا يغيّر مسار حياتي، وكما قلت لن أهتم أبدا، وأنا أعتبر أن محبة الناس لي في كل مكان هي أكبر حماية يمكن للإنسان أن يتسلح بها، وأؤكد مرة أخري أنني لن أحيد عن هذا الطريق، ولو كلفني ذلك استشهادي في سبيل قضيتي. وما الأسباب التي جعلتهم يعتبرونك خطرًا علي دولة إسرائيل؟ - أنا لا أعرف فعلا، فأنا بداية إنطلاقي في عالم الغناء دعودت الناس بأغنياتي ومواويلي إلي احترام كل الأديان، الأديان وتجنب الطائفية حيث كان لبنان وقتها يعاني من الحرب الطائفية المريرة، وبالطبع كان معروفا من الذي له مصلحة في استمرار هذه الحرب، وعلي فكرة أنا أصررت علي تقديم وجهة نظري هذه في أغنيات باللهجة اللبنانية، وهي بالطبع طريقة صعبة لكنني نجحت في نشر أغنياتي في كل أنحاء الوطن العربي وللجاليات العربية في البلاد الغربية وأنا فخورة بذلك. وهل تعتبرين وظيفتك الأولي كمطربة هي أن تدافعي عن قضايا الوطن كما تراها القيادة؟ - أنا أعبّر عن الآراء التي أؤمن بها وأعتقد أن كل فنان لا تقتصر رسالته علي المجال الفني فقط، لأن الفنان في الأول وفي الآخر هو فرد من أفراد المجتمع يتأثر بهم ويؤثر فيهم، ويتأثر بما يتأثرون هم به، وبالتالي فلابد أن يجسد ويناقش كل الحالات، فلا نستطيع أبدا أن ننكر أن الحياة السياسية هتشغل بال جميع فئات المجتمع ككل ومنهم الفنان طبعا، وأنا بصفة خاصة أعتبر نفسي جنديًا في الجيش اللبناني المكلف بالدفاع عن هذا الوطن، وبما أنني لم أتمرن علي حمل السلاح، فقد سلكت طريق الفن اللبناني وكرست كل جهدي له ليكون الوسيلة التي أخدم وطني من خلالها. كنت أول مطربة عربية غنت في العراق بعد الحرب ألم تخشي من الوضع الأمني هناك؟ - عندما وجهت لي الدعوة قبلتها فوراً بدون تفكير، لأنني كنت متشوقة جدا للقاء الجمهور العراقي بعد غياب امتد بيني وبينه لإحد عشر عاما، وأنا أدعو كل الفنانين العرب للذهاب إلي العراق لمشاركة هذا الشعب أحزانه وأفراحه لأنه شعب يستحق أن يعيش بكرامة هل تطمحين إلي احتراف العمل السياسي أم ستكتفين بالغناء فقط؟ سبق وأن أكدت أن الفنان أهم كثيراً من السياسي، فالفن يصنع ما لا تستطيع السياسة صنعه، بل إنه يصلح ما قد تفسده السياسة، وأنا ليس لدي خبرة في اللعبة السياسية ولم أسع لها أبداً، فعندما أقدم شيئاً إنسانياً لوطني الحبيب علي قدر استطاعتي، أكون حريصة علي عدم الإعلان عنه، وهذه طريقتي في خدمة وطني. ألم تخش منعك من الغناء في دول معينة بسبب آرائك السياسية التي تعلنيها من خلال حواراتك؟ لم أمنع يوماً من الغناء في أي بلد، فأنا لبنانية وأحمل صوتي وجنسيتي إلي كل الأوطان، ووطني لبنان أحب كل الناس، وليس له عدو، ولكني أتمني أن أغني للشعب الفلسطيني داخل فلسطين.. ولكن تبقي أمنية سوف تحقق إن شاء الله والقدس حرة بعيدة عن أيدي الاحتلال. إسلام مكي