الرئيس في الاحتفال بعيد الشرطة: الذين ينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم علي مصر «بيوتهم من زجاج» لكننا نترفع عن الصغائر ..وخطاب المعترضين علي بناء الجدار العازل: ماضون في استكمال الإنشاءات والتحصينات لنحمي أمننا الوطني من الاختراقات مبارك خلال كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة أمس ركز الرئيس «مبارك» علي أحداث نجع حمادي التي راح ضحيتها ستة أقباط ومساعد شرطة عشية عيد الميلاد، مؤكداً أنه لن يتهاون مع من يحاولون النيل من الوحدة الوطنية أو المساس بها. وقال الرئيس: لقد هز الاعتداء الإجرامي في نجع حمادي ضمير الوطن، وصدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين، مسلميهم وأقباطهم، وبرغم تنفيذ تعليماتي بسرعة القبض علي الجناة وإحالتهم لمحكمة أمن الدولة العليا طوارئ، فإن هذا الحادث البشع علي الأقباط في ليلة عيد الميلاد يدعونا جميعاً مسلمين وأقباطاً لوقفة جادة وصريحة مع النفس. وأضاف: لقد تلقيت تقارير عديدة من أجهزة الدولة ولجان تقصي الحقائق تستعرض في مجملها ملابسات هذا الاعتداء الآثم بمقدماته ووقائعه وما قيل عن دوافعه، وإنني كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين أحذر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه، وأقول بعبارات واضحة إنني لن أتهاون مع من يحاول النيل منها أو الإساءة لها من الجانبين. وبعد أن طالب الرئيس «مبارك» المثقفين بالاضطلاع بدور في التصدي للفتنة خلال عيد العلم، عاد لمطالبة المؤسسة الدينية بدور مماثل عندما قال في كلمته: إننا نواجه أحداثاً وظواهر غريبة علي مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة، خطاب ديني يدعمه نظامنا التعليمي وإعلامنا وكتابنا ومثقفونا، يؤكد قيم المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع، ينشر الوعي بأن الدين أمر بين الإنسان وربه وأن المصريين بمسلميهم وأقباطهم شركاء وطن واحد. وتابع الرئيس: إن أي احتكاكات عادية في التعاملات اليومية للمواطنين إذا ما أخذت بعداً طائفياً تصبح قنبلة موقوتة تشعل الفتنة وتفتح الباب لمحاولات خارجية نرفضها، تتدخل في شأن مصري خالص بين أبناء الأسرة الواحدة والمجتمع المصري الواحد. وأضاف «مبارك» أن التصدي للإرهاب والتطرف والتحريض الطائفي يمثل تحدياً رئيسياً لأمن مصر القومي، لكنه ليس التحدي الوحيد الذي نواجهه في منطقتنا، فإن التحدي والخطر الأكبر هو توقف عملية السلام والانقسام الفلسطيني الراهن بتداعيات ذلك علي القضية الفلسطينية وعلينا وعلي أمن واستقرار الشرق الأوسط، مشيراً إلي أن استمرار الانقسام بين السلطة والفصائل يمثل الوضع الأمثل لكل من إسرائيل والقوي الفلسطينية والإقليمية المناوئة للسلام، ويمثل في الوقت نفسه الوضع الأسوأ لشعب فلسطين وقضيته العادلة، وبرغم جهود مصر المتواصلة لإحياء عملية السلام، فإننا نتعرض لحملات مكشوفة من قوي عربية وإقليمية لم تقدم يوماً ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين. وواصل الرئيس هجومه علي القوي الإقليمية التي لم يسمها أو يشر إليها صراحة قائلاً: إن مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز، ولا تسمح بالفوضي علي حدودها أو بالإرهاب علي أرضها، مضيفاً: لدينا من المعلومات الموثقة الكثير، والذين يقومون بهذه الحملات وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم علي مصر في دولة شقيقة، في إشارة إلي مؤتمر المقاومة الذي عقده حزب الله في بيروت قبل أيام بمشاركة ممثلين من عدة دول عربية وإسلامية. وأضاف «مبارك»: هؤلاء بيوتهم من زجاج ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين، لكننا نترفع عن الصغائر، قد نصبر علي حملات التشهير والتطاول، ولكن ما لا نقبله ولن نقبله هو الاستهانة بحدودنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا. وفيما يعد إصراراً علي مواصلة بناء الجدار الفولاذي الفاصل بين مصر وغزة الذي تعرض لانتقادات داخلية وخارجية قال الرئيس مبارك: نحن ماضون في استكمال الإنشاءات والتحصينات علي حدودنا ليس إرضاء لأحد، وإنما حماية لأمننا القومي من اختراقات نعلمها وأعمال إرهابية كالتي وقعت في شرم الشيخ ودهب والقاهرة واستهدفت أمنها وأرواح وأرزاق أبنائها. ورغم أن حديث الرئيس كان في عيد الشرطة فإنه لم يذكر دور الجهات الأمنية، أو بالأحري، تقصيرها سواء في الأحداث الطائفية أو الإرهابية كما أشار إلي تقصير المؤسسة الدينية أو المثقفين. وكعادته وجه اللواء حبيب العادلي- وزير الداخلية- هجوماً شديداً إلي جماعة الإخوان المسلمين وإن لم يذكرها صراحة، إذ قال في إشارة إلي الخلافات التي صاحبت انتخابات مكتب إرشاد الجماعة: تأكد أن تباكي فصائل التطرف والعنف علي الديمقراطية مجرد مزايدة ومناورة ممن احترفوا تلك المناورات عبر عقود متصلة، وإنهم أول المنقلبين عليها حين تتعارض المصالح وتتناقض الأهداف، فتناثرت اتهاماتهم لبعض البعض، وتناثرت معها أوهام من كانوا يراهنون عليها. وأضاف العادلي: إن مخططهم لم يعد كافياً للنيل من الشرعية، ولكن لا يزالون ومن حولهم في طريق الضلال بدعوي مناصرة قضية أو أخري، وسيبقي القانون حازماً رادعاً لكل من تسول له نفسه المساس بالشرعية الدستورية. وتابع الوزير: أبواب الدعاية لن تفرض أبواقاً لتلك الجماعة وأتباعها بالداخل والخارج أو تكسبها أدني حجة من الشرعية، ولا تردد أو تراجع عن الأخذ بأحكام القانون في مواجهة محاولات سافرة للنيل من الشرعية الدستورية.