لا أعلم ماذا يفعل يحيي الجمل في حكومة يفترض أنها تمثل الثورة؟. هذا الرجل لا يمكن أن ينتسب إلي الثورة بحال إلا إذا اعتبرنا حلة الملوخية بالأرانب يمكن أن تنتسب إلي أرنب كان يعبر الطريق مصادفة بينما الملوخية علي النار!. و ليس خافياً أن منصب نائب رئيس الوزراء دون أن يكون صاحبه وزيراً هو منصب مضحك ليس له توصيف وظيفي نستطيع من خلاله أن نحاسب صاحبه علي الإهمال في مهام منصبه إذا أهمل!. و هو شبيه تماماً بمنصب نائب رئيس التحرير في الصحف، و كلنا يعلم أنه منصب لا معني له ما دام رئيس التحرير حي يرزق!.. و إنما هو يأتي عادة من باب التكريم لصحفي قديم فاته قطار المناصب الفاعلة في الصحيفة كأن يكون مديراً للتحرير أو سكرتيراً للتحرير و هي الوظائف التي لها مهام يومية يقوم بها اصحابها. فماذا فعل الدكتور يحيي الجمل يستحق عليه التكريم؟..ثم إن تكريم شيخ طاعن في السن تخطي الثمانين لا يكون بتكليفه بأعباء تنفيذية و إنما يكون بمساعدته علي الجلوس في البيت مع أبناء أحفاده ليروي لهم حواديت مسلية!. إننا لا يمكن أن ننسي أن السيد يحيي الجمل قد هل علينا من خلال تغيير قام به المخلوع مبارك و جلب بمقتضاه السيد أحمد شفيق في حزمة واحدة مع الجمل من أجل محاولة إنقاذ حكمه و إنقاذ أرصدته المسروقة. فكيف بعد أن أرغم شعب مصر و جيشه مبارك علي الإنزياح، و أرغم أحمد شفيق علي ترك الكرسي..كيف بعد كل هذا يظل يحيي الجمل في حكومة تمثل الثوار و هو الذي كاد يبكي علي رحيل شفيق عندما رثاه علي الهواء قائلاً إننا خسرنا أحمد شفيق!. إن شعب مصر و قد رفض بوضوح تام بقاء أحمد شفيق و نزل إلي الشوارع مطالباً برحيله لا يمكن أن يكون سعيداً ببقاء أحد أتباعه، فكيف بالله يكون نائب الرجل الذي منع الإقتراب من مباحث أمن الدولة هو نفسه نائب عصام شرف الذي أطاح بجهاز أمن الدولة؟. و إذا ضربنا صفحاً عن هذه الأشياء و نظرنا إلي قدراته السياسية و الإدارية التي قد تبرر الإستعانة به في حكومة ثورة، لوجدنا هذه القدرات تساوي صفراً كبيراً شبيه بصفر المونديال، إذ أنه لم يفلح طوال الأسابيع الماضية إلا في تحدي مشاعر الثوار و زيادة الإحتقان من خلال تصريحاته الرعناء الدالة علي غياب تمام للإحساس بالمسؤولية. إننا لا نستطيع أن ننكر أن الدكتور يحيي الجمل هو شخصية مرحة تميل إلي الأنس و السرور و تأنف من النكد، و لكن بكل أسف فإن أيامنا الحالية مليئة بالهموم التي لا يصح أن نشغل بها هذا الرجل السعيد، كما لا نستطيع أن ننكر أهمية السمات الشخصية المميزة له و علي رأسها كونه ظريف و مسامر جيد يحسن إلقاء النكات و يجيد سرد الحكايات اللطيفة، و هو لهذا يصلح ضيفاً دائماً علي البرامج التليفزيونية، و ربما أن سبب فرحته الطاغية بالمنصب الذي يخلو من المسؤوليات المحددة هو أنه أتاح له الإنطلاق برشاقة في مدينة الإنتاج الإعلامي و اصبح نجماً هاماً من نجوم التوك شو. و رغم عدم إنكارنا لقدرات الرجل تلك فإننا مع الأسف لا نحتاجها في حكومة تمثل الثورة و إنما يمكن استثمارها بعد أن يفارق منصبه في أعمال تليفزيونية قد تكون متميزة، لكننا بصراحة لا نطيق أن نراه يقود حواراً يدعو إليه مجرمين من الحزب الوطني المحروق و تتم فيه الدعوة إلي مسامحتهم و التصالح معهم !. لا نريد أن نتظرق إلي أكثر من هذا و لا نريد أن نخوض في أمور أكثر مدعاة للحسرة علي ثورتنا المبتلاة، لكننا نهيب بالفكيه الدستوري أن يرحم الثورة و يترك الثوار لهمهم الثقيل و أن يكتفي بمقاله الأسبوعي بجريدة المصري اليوم الذي يمارس فيه الاستظراف عن بعد منذ سنوات. و إن كنت أنا شخصياً لم أقو أبداً علي تكملة مقال واحد له..إلا أن الإنصاف يقتضي الإعتراف بوجود قراء أقوياء قد يستملحون ما يكتب!. نقطة أخيرة لم أكن أود التطرق إليها و هي أن الدكتور يحيي الجمل قد لجأ إلي أسلوب التجاهل المميت للإتهامات التي ألقاها في وجهه عبد الله كمال رئيس التحرير المخلوع لروز اليوسف عندما اتهمه صراحة بالاستيلاء علي أراضي الدولة و بناء فيلات و بيعها هو و ابنه و ابنته. لقد كرر عبد الله كمال بإصرار شديد اتهاماته أكثر من مرة، و دفعني الحرص علي صورة الدكتور يحي الجمل إلي الكتابة في هذا الأمر و تنبيهه إلي ضرورة الرد لأن الإتهمات بصراحة أفزعتني، و رأيت أنه من الضروري من أجل أرواح شهداء الثورة لمن يمثل منصباً هاماً في حكومة الثوار أن يرد علي هذه الإتهامات و إلا اعتبرناها صحيحة و اعتبرناه يختبيء خلف عصام شرف للإفلات منها و ناشدنا النائب العام أن يتدخل للتحقق من صحتها.