وجه الدكتور محمد بديع - مرشد عام جماعة الإخوان الجديد - رسالته الأسبوعية الأولي إلي أعضاء جماعته التي حملت عنوان «الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات» والتي قال فيها إنه توجه برسالته الأولي من موقعه كمرشد، والذي حصل عليه بثقة أعضاء الجماعة وقال: هذه رسالتي الأولي التي أوجهها إليكم من موقعي هذا الذي أوليتموني فيه ثقتكم وجعلتموني أثقلكم حملا وإن كان قالها أبو بكر الصديق تواضعا فأنا أقولها حقيقة "«وليت عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم». وقال الدكتور عصام العريان - عضو مكتب الإرشاد - إن المكتب طلب من بديع كتابة رسالته الأولي للإخوان بنفسه لأنه في العادة يشارك في كتابة الرسالة الأسبوعية لجنة إخوانية، وأضاف العريان أنهم طلبوا من بديع أن تكون رسالته الأولي كلها من صياغته وأفكاره لتعبر عن عاطفته تجاه أعضاء الجماعة. وقال بديع في رسالته إن «الشوري والمؤسسية والثقة» كانت محل اختبار في نفوس الإخوان، مؤكدا أن الشوري مبدأ أساسي لدي الجماعة قائلاً: «فالشوري عندنا سورة من سور القرآن وفريضة من فرائض الإسلام وخلق وسلوك يحتاج إلي ممارسة». وأبرز بديع موقف المرشد السابق مهدي عاكف في تنازله عن حقه في الترشح لولاية جديدة لقيادة الجماعة، مؤكدا أن الإخوان ضربوا مثالا ديمقراطيا عمليًا لكل من يتهمهم بأنهم لايؤمنون بالديمقراطية. ودعا بديع إلي أن يتمسك قواعد الجماعة بالشوري حتي في أصغر تجماعتهم «الأسرة الإخوانية» مضيفا: «فلنبدأ بأنفسنا، ولنمارس الشوري علي كل المستويات لأنها تحتاج إلي تدريب وصبر علي سماع الرأي الآخر والنصيحة التي هي لب الدين وهي لأئمة المسلمين قبل عامتهم». كما دعا بديع أعضاء جماعته إلي تجديد دمائها من خلال تدريب القيادات علي تحمل المسئوليات، مطالبا بإعداد ثلاثة صفوف بديلة للقيادة وقال: «هيا نحقق تجديد الدم بتدريب القيادات وتحميلها المسئوليات ليليني منكم أولو الأحلام والنهي، الصف الأول، ثم الذين يلونهم، الصف الثاني، ثم الذين يلونهم، إعداد ثلاثة صفوف ردائف للقيادة». وأكد بديع أن إعداد القادة يكون بالعبادة وهو هدف تضع الجماعة له الإجراءات، مقتبسا كلمة لمؤسس الجماعة حسن البنا قال فيها: «كونوا عبادا قبل أن تكونوا قُوَّادا تصل بكم العبادة إلي أفضل قيادة». علي جانب آخر أعلن بديع في مفاجأة غير متوقعة عن تعيين الدكتور محمود حسين - عضو مكتب الإرشاد - أمينا عاما للجماعة بدلا من الأمين السابق الدكتور محمود عزت الذي توقع الجميع أن يحتفظ بمنصبه، وقالت مصادر في الجماعة إن اختيار بديع لحسين جاء بالتشاور بين أعضاء المكتب، وحسين كان مسئولا لإخوان أسيوط حتي تم تصعيده في 2006 عضوا بمكتب الإرشاد بالتعيين خلفا للراحل أبو الحمد ربيع وأشرف بعدها علي قطاع جنوب الصعيد، كما أشرف مؤخرًا علي قسم التنمية الإدارية في الجماعة حتي تم انتخابه عضوا بالمكتب في الانتخابات الأخيرة وهذه الخطوة تعني انتقال حسين للقاهرة حيث يلزم المنصب الجديد. ورجحت مصادر في الجماعة أن يتم تعيين أعضاء جدد في مكتب الإرشاد حيث تجيز اللائحة تعيين ثلاثة علي الأكثر سيكون منهم مشرف جديد علي قطاع جنوب الصعيد، كما رجحت المصادر أن يكون المرشح للتعيين الدكتور علي عبدالرحيم - نائب مسئول إخوان أسيوط - لحصوله علي أعلي الأصوات في انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة بعد حسين عن القطاع نفسه. كما أكدت مصادر بالجماعة رغبة المرشد الجديد في عدم التعجل بتسمية نائب له، حيث رجحت المصادر أن يدعو بديع إلي تصويت داخلي لاختيار نائبه من أعضاء مكتب الإرشاد، وقالت المصادر إن الاقتراحات حول النائب تدور بين الدكتور محمود عزت ود. رشاد البيومي ود . محمد مرسي، بينما اقترح عدد من قيادات الصف الثاني تعيين د. محمد علي بشر نائبا لبديع وتعيين متحدث رسمي باسم الجماعة لإيقاف ما سموه ب «فوضي التصريحات» ورشحت المصادر لهذا المنصب د. عصام العريان و د. سعد الكتاتني و د. أسامة نصر، أعضاء مكتب الإرشاد. وأوضحت المصادر أنه خلال الأسبوعين القادمين سيحسم بديع توزيع الملفات واختيار النائب علي أعضاء المكتب.