إن لم تقرأ من قبل عن جراحة لعلاج مرض الإكتئاب فعليك قراءة بحث تفصيلى للدكتوره هيلين ما يبرج أستاذ علم الأعصاب و الطب النفسى فى جامعة " إيمورى " بأتلانتا, و قامت بعرضه تفصيليا خلال لقاء الرابطة الأمريكيه للعلوم صباح أمس , فعلى الرغم من التعرف على الإكتئاب كمرض منذ ألفى عام إلا أنه خلال هذه الأيام تجرى أبحاث لإيجاد علاج طويل الأمد لهذا المرض من خلال عمليات جراحية . تعد الدكتوره هيلين مشرف على برنامج بحثى لتجارب علاج الإكتئاب التى تسمى " محفزات المخ " من خلال زرع أقطاب كهربائيه بأجزاء من المخ يمكنها التأثير على الحاله المزاجيه للمريض , و هو ما أثبتته التجارب العلميه التى مازالت مستمره منذ عام 2003, و قام فريق عمل الدكتوره هيلين بالتجارب مؤخرا على ستة مرضى, و عقب إجراء العلميات الجراحيه أربعة منهم تحسنت حالتهم المزاجيه ووصلت معدلات الإكتئاب فى أقل معدل لها . لكن لماذا يلجأ المرء الى الجراحه لعلاج مرض الإكتئاب ؟ تجيب الورقه البحثيه على ذلك مؤكده أن هذا النوع من العلاج لأمراض الإكتئاب المزمنه التى لم يفلح معها أيا من العلاجات النفسيه أو الدوائيه و التى يعرف أعراضها النفسيه بإحساس المريض بالتفاهه أو الشعور بالذنب بشكل مستمر و قلة فى التركيز و التردد فى إتخاذ القرارات و الإعتقاد فى الموت أو الإنتحار . أما عن الأعراض الجسديه تتمثل فى الأرق و الإرهاق . و يحتل مرض الإكتئاب المزمن كما تشير الورقه البحثيه للدكتور هيلين المرتبه الثالثه عالميا فى الأمراض التى تمثل عبء , و يتوقع أن يتزايد خطورة هذا المرض بحلول عام 2030 أى بعد 29 عاما . يقوم هذا النوع من العلاج كما يوضع البحث على وجود بعض أجزاء فى المخ تسبب الشعور بالسلبيه و يتم تعديل هذه الأجزاء من خلال زرع أقطاب كهربائيه تنقل نبضات كهربائيه عبر تلك الأقطاب الى المخ مما يؤثر على تلك الخلايا التى تتسبب فى مرض الإكتئاب المزمن , وهو ما يعد حلا مثاليا للقضاء على المرض بدلا من اللجوء الى مسكنات مفعولها أقصر من المده الزمنيه التى يستمر المريض فى اللجوء إليها . و إن أردت اللجوء الى هذا النوع من العلاج عليك القيام ببعض الأمور, فقبل إجراء العمليه الجراحيه تجرى فحوص طبيه و نفسيه شامله للتأكد من أن اللجوء الى الجراحه فى المخ هو الإختيار الآمن بالنسبه لك , و يعقب ذلك تصويرا للدماغ بالرنين المغناطيسى لرسم خريطة للمناطق بالدماغ التى سيتم زرع الأقطاب لها . أما أثناء العلميه الجراحيه يتم وضع مخدر موضعى لتخدير منطقة الجراحه و ليس مخدر للمخ لعدم وجود مستقبلات للألم به , وبالتالى عليك أن تبقى متيقظا أثناء إجراء الجراحه بحيث يمكن التحدث معك للتأكد مما يجرى , و يتم زرع مولد مغناطيسى كذلك فوق الصدر , و عقب الإنتهاء من الجراحه يتعين متابعة الطبيب و أخذ بعض المضادات الحيويه . و على الرغم من النتائج الإيجابيه الأوليه لهذا العلاج إلا أنه مازال فى مرحلة العلاج التجريبى حيث يقوم الباحثين حاليا بتحديد أفضل المواقع بالمخ للزرع الكهربائى للمساعده فى خفض الأعراض و بالإضافه الى العديد من التخوفات التى قد تنجم عن مضاعفات أية عملية جراحية من بينها نزيف فى المخ و سكته دماغيه و مشاكل فى النطق . ومن بين هذه التخوفات كذلك إمكانية نفاد بطارية المحفز , و فى هذه الحاله سيتعرض المريض مره ثانية لأعراض الإكتئاب , ويمكن إستبدال هذه البطاريات و لكن يستغرق ذلك ما بين 18 شهرا الى سنه , و قد يتعرض هذا المحفز المزروع كذلك الى الكسر أو الأعطال .